المزيد
خالد وأسرته يعيشون مع الفقر والحرمان على هامش الحياة لافتقارهم إلى أي إثباتات شخصية

التاريخ : 20-06-2014 |  الوقت : 11:44:52

ديرعلا - يعيش خالد الرميلات وزوجته أوضاعا معيشية ونفسية صعبة، جراء عدم قدرته على العمل وتوفير أثمان علاج زوجته المريضة بعد أن تمكنت منه براثن الفقر وقست عليه ظروف عدم امتلاكهما لأي أوراق ثبوتية.
فسوى جواز السفر المؤقت الذي يحميهم من التوقيف في المراكز الأمنية، لا تملك أسرة خالد أي إثباتات أخرى تمكنهم من التمتع بأدنى حقوقهم كبقية البشر، فلا تأمين صحيا ولا مساعدات من التنمية، فيما حرم خالد حتى من أبسط حقوقه في العمل لتوفير لقمة الخبز لأن أحدا لن يرضى بتشغيله دون هوية.
تفاقمت هموم خالد كما يروي بعد أن عانت زوجته الحامل من عارض مرضي أدى الى وفاة الجنين في بطنها، الأمر الذي تسبب بمضاعفات خطيرة فما كان منه إلا أن ذهب بها الى مستشفى الأميرة إيمان، مشيرا أن مدير المستشفى والكادر الطبي حاولوا مساعدته ضمن الإمكانات المتوفرة، إلا أن عدم وجود إثبات وعدم امتلاكه سوى أجرة الطريق حرمها من تلقي العلاج.
ويلفت خالد الى أنه عاد بزوجته الى الخيمة التي يقطنون فيها في منطقة الكتار على بعد حوالي 2كم من نهر الأردن، لينتظر وزوجته أن تأتي الأقدار بما تحمله، موضحا أن أحوالهم المعيشية تزداد سوءا يوما بعد يوم، في ظل انقطاعهم عن العالم وهم يفترشون الأرض القاحلة ويتلحفون قطع الخيش المهترئة دون ماء أو كهرباء، فضلا عن خوفهم من انتشار الأفاعي والهوام التي تكثر في المنطقة.
ويبين خالد أن الطبيب المتخصص أكد له أن الجنين ميت ويجب إنزاله بأسرع وقت لئلا تتعرض حياة زوجته للخطر، مضيفا أن الطبيب قام بإعطائه وصفة طبية لمساعدتها على ذلك تتضمن نوعا من الحبوب وحقنة إلا أنه لم يتمكن من إحضار العلاج لعدم وجود الدواء  في المستشفيات وعدم قدرته على توفير ثمن 
الحقنة البالغ 60 دينارا.
يروي خالد أن معاناته بدأت منذ ولادته وأشقائه، لأن والدهم الذي توفي العام 1996 ولد في منطقة الأغوار وعاش طوال حياته فيها يتنقل مع أغنامه وبيت الشعر الذي يأويه من مكان الى آخر، طلبا للكلأ حتى استقر به الأمر في هذا المكان، مضيفا أنهم ومنذ العام 1975 وهم يقطنون هذا المكان قاسوا خلال هذه السنين المرارة والعيش الصعب فضلا عن خوفهم على أطفالهم من الأفاعي والهوام التي تكثر في المنطقة.
يقول خالد "إن الحياة البسيطة التي كان يعيشها والدي وبعده عن القرى والمدن وعدم حاجته لأي إثباتات آنذاك، إضافة الى الجهل بالقوانين، أنسته استخراج وثائق إثباتات شخصية له، ولم يفطن لذلك إلا في أواخر عمره بعد فوات الأوان"، مشيرا الى أنه حاول مرارا وتكرارا من خلال مراجعة الجهات المسؤولة استخراج وثائق إثبات شخصية إلا أنهم رفضوا لعدم وجود أي وثائق قبل العام 1950 مع العلم بأن أقدم وثيقة موجودة هي عقد زواجه في العام 1966.
ويبين خالد أن هذا الوضع ألحق بنا ضررا كبيرا قائلا "أنا وأشقائي الأربعة وعائلاتنا ما نزال نفتقد الى أدنى مقومات الحياة والعيش الكريم حتى إن مالك الأرض التي نقيم عليها يهددنا بين الحين والآخر بطردنا منها"، متسائلا "أين سنذهب وأين سنقيم خيامنا فنحن لا نستطيع الخروج الى الشوارع الرئيسية خوفا من أي صدف قد تنتهي بنا موقوفين في المركز الأمني".
ويؤكد خالد أن أحوالهم المعيشية صعبة جدا فلا معونات ولا مساعدات تصلهم لبعدهم عن السكان وكل ما يطلبه هو أن تتكفل الحكومة أو أهل الخير بمصاريف علاج زوجته، ومساعدتهم على تأمين حياة كريمة، مبينا أن هذا الوضع حرمنا من العمل لتأمين الطعام والشراب لعائلاتنا وتوفير المال لأي ظروف طارئة وهي أبسط الحقوق التي يجب أن تتوفر لأي إنسان يعيش على هذه الأرض.

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك