وكالة كل العرب الاخبارية : تجاوزت نسبة الإنجاز في أعمال توسعة محطة الخربة السمرا 53 % من إجمالي الأعمال المطلوبة، بالتوازي مع العمل على توسعة خط معالجة المياه لرفع طاقته الاستيعابية من 267 إلى 365 ألف متر مكعب يوميا.
وأكد وزير المياه والري حازم الناصر، خلال جولة تفقدية على المشروع، الى أن المشروع الذي تسير اعمال انجازه وفق البرنامج المعد، يعتبر من أهم مشاريع الوزارة وسلطة المياه، مشيرا الى انه سيحسن الجوانب البيئية والمعيشية والاجتماعية والصحية الى جانب خدمة حوالي 2.3 مليون نسمة من مواطني محافظتي الزرقاء والعاصمة.
وأشار إلى أهميته في رفع طاقة المحطة للتعامل مع النمو المتزايد في كميات مياه الصرف الصحي الناتجة عن استخدامات المواطنين في تلك المناطق، والتي تعد من أكثر مناطق المملكة كثافة بالسكان.
وتعتبر معالجة المياه الناجمة عن الصرف الصحي في المحطة وفق احدث الأساليب التقنية الحديثة والمتطورة مصدرا جديدا واضافيا للمياه المعالجة، لإعادة استخدامها في النواحي الزراعية المقيدة والصناعية الأخرى.
وقال الناصر، خلال الجولة التي رافقه بها أمين عام سلطة المياه توفيق الحباشنة ومدير وحدة التخطيط والإدارة (PMU) اياد الدحيات، ومسؤولون آخرون، "إن مشروع التوسعة يشكل نموذجا للتعاون بين القطاعين العام والخاص على نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT) ولمدة 25 عاما مع شركة السمرا المكونة من ائتلاف مجموعة شركات (سويز إنفيرونمنت وإنفلكو ديجرمونت ومورجانتي جروب) وبقيمة اجمالية تبلغ 149 مليون دينار.
وبين أن منحة مؤسسة تحدي الألفية (MCC) ستغطي مساهمة الحكومة الأردنية في تمويل المشروع، فيما تتكفل شركة السمرا بتمويل باقي الكلفة من مصادرها، ومن خلال ائتلاف من المؤسسات المالية بقيادة البنك العربي.
وبوشر بتنفيذ المشروع الذي يستمر لمدة 36 شهرا خلال شهر تموز (يوليو) الماضي ولمدة 36 شهرا، وينتهي العمل به في نهاية العام 2015.
ويشتمل المشروع، الذي تبلغ عدد منشآته 48، على إنشاء 3 خزانات تهوية ضخمة و3 خزانات ترسيب وخزان للمعالجة والكلورة، وأحواض للمعالجة الاولية، وتوسعة خط لمعالجة الحمأة بحيث يتم استيعاب كافة مياه الصرف الصحي الناتجة عن مناطق عين غزال والزرقاء والرصيفة والهاشمية.
ويتم فصل المياه عن الحمأة ميكانيكا وفق احدث التقنيات العالمية لتكون الحمأة قابلة لإعادة الاستخدام.
واوضح الناصر أن هذا الخط يشمل بناء 3 وحدات لتكثيف الحمأة، ووحدتين للخلط ووحدة فصل للحمأة تعمل بالطريقة الميكانيكية، وإنشاء 3 هاضمات للحمأة لتوليد الغاز الطبيعي الحيوي، وخزان لتخزين للغاز، واضافة توربينين (هايدوبور) لتوليد الطاقة على مخرج المحطة لاعادة استخدامها في تشغيل المحطة حيث ستغطي 90 % من استهلاك المحطة للطاقة، مشيرا الى ان المحطة ستكون من المحطات الريادية على مستوى العالم والمنطقة في الاكتفاء الذاتي بالطاقة عبر نظام طاقة (هايدرو باور).
وأشاد وزير المياه والري بتعاون الولايات المتحدة مع المملكة في قطاع المياه عبر مؤسسة تحدي الألفية، لافتا الى ان هذه المشاريع تسعى لتوفير وضع مائي أفضل للأردنيين والمساهمة في خفض معدلات الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وأكد عزم الحكومة لتفعيل وتطوير الإنجازات وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطن، مشيرا لتسخير إمكانات الوزارة لتحسين التزويد المائي ورفع كفاءة الاستخدام لشبكات المياه والصرف الصحي في جميع مناطق المملكة وبشكل خاص.
من جهته، بين أمين عام سلطة المياه توفيق الحباشنة ان المحطة الحالية التي تعالج مياه الصرف الصحي القادمة من محافظتي عمان والزرقاء وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى تقريبا، مبينا ان مشروع توسعة محطة الخربة السمرا لتنقية المياه العادمة سيعمل على زيادة تلك الطاقة، مع الأخذ بالاعتبار الزيادة السكانية وخدمة الاستثمارات المتنامية.
كما يهدف المشروع إلى تطوير قدرة المحطة على معالجة المواد الصلبة العالقة والبيولوجية وغيرها من متطلبات المعالجة الضرورية، وفق الحباشنة، الذي لفت إلى أن المحطة ستعمل على توفير 80 مليون متر مكعب سنويا من المياه المعالجة للزراعات المقيدة ولتوليد الطاقة وصناعة الاسمنت حيث سترفع كميات المياه المعالجة الى 125 مليونا بعد انتهاء أعمال التوسعة الحالية.
واعتبر الحباشنة ان المحطة ستحسن الواقع البيئي في المنطقة وتحمي الأحواض المائية الجوفية في المنطقة من تلوث المياه العادمة الناتجة عن الأحواض القديمة، اضافة
الى إنتاج مياه صالحة للري والزراعة مطابقة للمواصفة الأردنية، كما ستحسن من نوعية المياه في سد الملك طلال والذي يزود معظم المناطق الزراعية في الأغوار باحتياجاتها المائية لأغراض الزراعة.
ونفذت سلطة المياه تطوير وتحويل محطة تنقية السمرا من محطة تعمل بالطرق التقليدية لمحطة ميكانيكية حديثة في المرحلة الأولى كأول مشروع من نوعه بالمنطقة على نظام الـ (BOT)، أي بمشاركة القطاع الخاص في استثمارات البنية التحتية مع القطاع العام.
وبلغت قيمة المشروع 170 مليون دولار ساهمت الوكالة الأميركية للإنماء (USAID)، في تمويلها بـ78 مليون دولار كمنحة مقدمة لوزارة المياه، فيما ساهمت الخزينة بمبلغ 14 مليون دولار، والباقي مثلت مشاركة تجمع مشروع الخربة السمراء كاستثمار يتم استرداده طيلة مدة المشروع والبالغة 25 عاما من تاريخ مباشرة التنفيذ.