المزيد
الشخصية العنيدة لا تسمع إلا صوتها

التاريخ : 16-08-2013 |  الوقت : 10:53:22

وكالة كل العرب الاخبارية:العناد والتعنت بالرأي، كانا سببا رئيسيا في فسخ خطوبة العشرينية نورة زيد من خطيبها قبل عامين، بعد محاولات عدة لتغيير طباعه باءت جمعيها بالفشل.
والرجل العنيد مرفوض في الحياة، كما تقول زيد، لأن مثل هذه الشخصية ترسل بدون أن تستقبل من الآخرين شيئا، مؤكدة أن الحياة الأسرية والزوجية تحتاج إلى بعض المرونة والأخذ والعطاء، وتتطلب التراجع عن بعض القرارات أو الأفكار في حال كانت خاطئة حتى لا تقود الأسرة إلى الضياع.
عماد رجب (42 عاما) يواجه المشكلة ذاتها مع زوجته التي يصفها بالعنيدة وكثيرة الخصام، وتغضب لأسباب لا تذكر، و"يمكن أن تظل أياما بدون أن تتحدث معه" بحسب قوله.
يقول "كنت أسايرها في البداية، لأنها حنونة وطيبة القلب، وحاولت تفهم طباعها وشخصيتها، والتودد إليها بكل الطرق، وكانت تستجيب لي بعد طول عناء وجهد كبير، وبعد عتاب طويل، لكنني مع الأيام مللت، ولم أعد أطيق هذا الطبع".
والأشخاص العنيدون، يجدهم الفرد في البيت والعمل، ويقف في حيرة من أمره في كيفية التعامل معهم، فهم لا يقتنعون إلا برأيهم، ويتجاهلون الآخرين ويهاجمون قبل أن يدافعوا، ولا يسامحون، وسلوكهم هذا يجبر الآخرين على الابتعاد عنهم أو تجاهلهم.
الاختصاصي النفسي د.جميل أبوزناد، يصف الشخصية العنيدة، بـ"المتسرعة المرتكزة حول ذاتها، والشكاكة، وهي كذلك من تواجه مشكلة في طريقة التفكير أو التعبير عن الذات، وتجد صعوبة في التواصل مع الآخرين وفهمهم"، موضحا أن الشخص العنيد يرى أن أي موقف يمر به يعد تحديا وعليه أن يكون هو المنتصر.
ويعاني الأربعيني أبوسامر من عناد ابنه البالغ من العمر ستة عشر عاما، فهو لا يستمع لنصائحه ويجادله في كل شيء، وبدأ مؤخرا يتحداه علانية، مما اضطره في النهاية للصمت وتفاديه حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
ويعترف أبوسامر في الوقت ذاته، أن ابنه كان عنيدا منذ الصغر، ومع تقدمه في السن ازداد عنادا وتمردا أكثر، فهو يعاند ويجادل ويغالط ويمتنع ولا يلبي طلبا حتى لو كان الأمر في مصلحته هو، ويقول "للأسف هو لا يكترث لمشاعرنا ويلومنا معتقدا أننا نفرض إرادتنا عليه".
وفي هذا السياق، يشير الاختصاصي الاجتماعي د.حسين خزاعي، إلى الأسباب المؤدية لخلق شخصية عنيدة منها؛ التنشئة والتربية الاجتماعية والتقليد الأعمى داخل الأسرة، وغياب التوجيه وعدم لفت النظر للأخطاء المرتكبة منذ الصغر، مما يجعلها تستمر مع الطفل حتى مراحل متقدمة من العمر.
وتروي الطالبة الجامعية هناء السيد تجربتها في التعامل مع الشخصيات العنيدة، وتقول "تعرفت على إحدى الزميلات وتقربت منها شيئا فشيئا، فهي حسنة الأخلاق، تكثر من الضحك والمزاح دائما، إلا أنها لا تسمح بأي رأي أو فعل يخالف لما تريده، مما أجبرني على انتقادها أكثر من مرة، لكنها لم تأبه وتأخذ بنصيحتي".
وتضيف "لم أكن أنا الوحيدة التي لاحظت سلوكها هذا، حتى أن العديد من الطالبات فضلن الابتعاد عنها ومقاطعتها، وبإمكاني فعل الشيء ذاته، لكنني أرى أنه من واجب الصديق على صديقه أن يقف بجانبه حتى في تغيير سلوكه وأطباعه السيئة".
وابتعاد الناس عن الشخصية العنيدة وعدم مواجهتها وتصحيح سلوكها، في رأي خزاعي، يجعلها متمادية أكثر وترتكب السلوكيات الخاطئة، فيتحول صمت الناس إلى إصابة الشخص العنيد بالغرور لاعتقاده بأنه هو دائما على الصواب في رأيه وأفعاله.
وعلاج الشخصية العنيدة سواء في المدرسة أو في المنزل أو في العمل أو في أي مكان، كما يقول خزاعي، يكون عن طريق محاورتها بهدوء وتبيان الخطأ والصواب وإقناعها بأن هذا السلوك يضر بها بالدرجة الأولى.
في حين يرى أبوزناد أن الشخص العنيد سيعتاد من حوله طباعه، وهذا سيجعلهم لا يعتدون برأيه في كثير من الأحيان، لمعرفتهم الأكيدة بأن رأيه ناجم عن اعتقاده بأن رأيه هو السليم فقط.
وينصح بضرورة الهدوء وضبط الأعصاب عند التحدث مع الشخص العنيد، وإفساح المجال له حتى ينتهي من كلامه، ثم الحوار معه، من خلال تقديم الاقتراحات والحلول بأسلوب محببة لنفسه.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك