المزيد
مخاطر تهدد أسماك القرش والنظام البيئي بأكمله

التاريخ : 14-08-2013 |  الوقت : 11:08:58

وكالة كل العرب الاخبارية:تتعرض أسماك القرش في معظم أماكن تواجدها إلى أخطار حقيقية تهددها بالانقراض، فرغم أن تنظيم الحماية المناسبة لها في بعض المناطق أسهم بتقليل ذلك الخطر إلى حد ما، إلا أن أعداد أسماك القرش حتى في تلك المناطق يعد أقل بكثير مما كانت عليه قبل عقود من الزمن.
تشير الإحصاءات، حسب ما ذكر موقع "Scientific American"، إلى أنه يتم اصطياد حوالي 100 مليون سمكة قرش سنويا، الأمر الذي يشكل تهديدا واضحا على بقائها. وبسبب نموها البطيء الذي يتطلب حوالي عقد من الزمان أو أكثر لتصل سمكة القرش لمرحلة النضج، فإن هذا يؤدي إلى انخفاض معدل تكاثرها، وبالتالي تراجع أعدادها بشكل واضح وخطير.
قد يتساءل البعض عن السبب الذي يدعونا للاهتمام بمثل هذا الأمر وما الذي سيعنيه انقراض أسماك القرش بالنسبة للبيئة، والإجابة ببساطة أنه من خلال الدراسات السابقة تبين أن انقراض المخلوقات المفترسة الكبيرة من بيئة معينة يؤدي إلى زعزعة استقرار تلك البيئة إلى حد كبير ومؤثر على باقي المخلوقات وحتى البشر أيضا. لذا فمن الضروري ليس فقط الاهتمام بالحد من انخفاض أعداد أسماك القرش، بل يجب أيضا العمل على إعادة تكاثرها بالشكل الذي يعيد للبيئة البحرية توازنها.
قام عدد من الخبراء على مدار السنوات الـ15 الماضية بدراسة طبيعة حياة أسماك القرش في ما يسمى بـ"خليج القرش" في غرب أستراليا، والذي سمي بهذا الاسم نظرا للتواجد الكثيف لتلك الأسماك به. فضلا عن هذا، فإن تلك المنطقة تضم أكبر مساحة من الأعشاب البحرية التي تعد مهمة جدا كونها ضرورية لحياة الأسماك والمحار التي يستفيد من البشر. كما وأن هذه الأعشاب البحرية تعمل على مقاومة التغيرات المناخية من خلال سحب ثاني أكسيد الكربون من الجو. من خلال دراسة هذه المنطقة تمكن العلماء من فهم الدور الذي تلعبه أسماك القرش والنتائج المترتبة على اختفائها.
لم تقتصر دراسة الخبراء عند ذهابهم لـ"خليج القرش" على أسماك القرش فحسب، وإنما شملت فرائسها أيضا؛ كالدلافين والسلاحف البحرية. وقد أثبتت الدراسات أن أسماك القرش تلعب دورا حيويا في الحفاظ على البيئة البحرية ولكن ليس بالطريقة التي قد يتصورها البعض. فقد تبين أن خوف فرائس أسماك القرش أدى إلى عدم انقراض الأعشاب البحرية.
ولتوضيح هذا الأمر، فإن أسماك القرش تفضل الصيد في مياه "خليج القرش" الضحلة، وهي المكان الأنسب لنمو أعشاب البحر. ولكي تتجنب أن تصبح وجبة طعام لأسماك القرش، فإن الدلافين والسلاحف البحرية تبتعد عن تلك المناطق، وبالتالي تصبح الأعشاب البحرية موئلا للأسماك الصغيرة والمحار للنمو حتى تصبح مرغوبة لدى البشر لاصطيادها. الأمر الذي يعني أن انقراض أسماك القرش من هذه المنطقة سيؤدي إلى استهلاك كثيف للأعشاب البحرية وفقدان الأسماك الصغيرة والمحار المأوى الذي يناسبها.فضلا عن هذا، فإن تضاؤل مساحة الأعشاب البحرية سيؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو نظرا لعدم تخزينه من قبل تلك الأعشاب، الأمر الذي يعني أن المخاطر ستطال البيئة من حولنا ولن تقتصر على البيئة البحرية فحسب.في منطقة المحيط الهندي التي تشهد تناقصا كبيرا في أعداد أسماك القرش، تبين أن مساحات الأعشاب البحرية آخذة بالتضاؤل بسبب الأعداد الكبيرة من السلاحف البحرية التي تتغذى عليها. فضلا عن هذا، فإن الدراسات تشير إلى أن الشعب المرجانية في البحر تحتاج أيضا لوجود أسماك القرش.
من حسن الحظ، فقد بدأت بعض الدول بالتنبه إلى أن أسماك القرش يمكن أن تجذب السياح الذين يرغبون بمشاهدة تلك الأسماك المفترسة، الأمر الذي أدى إلى تفهم فكرة أن العائد المادي من السياحة يمكن أن يقلل الحاجة لاصطياد تلك الأسماك، إلى جانب أن الكثير من الدول بدأت تدرك ضرورة الحد من السماح باصطياد هذه الأسماك لحمايتها من الانقراض.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك