قبائل مغربية "تشرب" عقود الزواج في آنية من الطين
![]() وكالة كل العرب الاخبارية : كانت العادة التقليدية في كتابة عقود الزواج لدى بعض القبائل المغربية أن يدون فقيه بالمسجد هذا الارتباط المقدس بنوع خاص من الحبر يسمى "السمغ" على آنية من طين، بعدها يوضع عليه ماء لمحو الكتابة فيقوم العروسان بخلطه ورشفه مباشرة، وبالتساوي. وأضاف وبما أنه وفي غياب العدول فإن الفقهاء من حفظة القرآن، الذين يلقبون بالطلبة هم من كانوا يشهدون على الزواج، ولا أدل على ذلك يضيف عريس، أن بعض الأغاني الشعبية ما زالت تحيل هذا الدور، كما هو حال أغنية ترفع من خلالها سيدة شكواها إلى الطالب من كون والدها زوجها من رجل عجوز اكتست لحيته بالشيب. وأوضح أن عادة محو الكتابة وشربها من طرف العروسان لم يكن معمولا بها في قبيلته، وأن الطقوس التي كانت سائدة لديهم، تتمثل في طقوس حفل الحناء البسيطة مع ترديد بعض المواويل الحزينة، تعبر عن فراق الأم لبنتها، خاصة أن إحياء صلة الرحم بينهما كانت لا تتم إلا بعد سنة من مرحلة الزواج. عبدالقادر صبري من شيوخ منطقة "فم الجمعة" يقول في حديث لـ "العربية.نت" إن كتابة العقد في الآنية كانت تتم بعد قراءة أهل العريس والعروس سورة الفاتحة بالمسجد، وبعدها يكتب الفقيه في داخل الإناء أنه "يشهد أن فلانة بنت فلان تزوجت فلانا ابن فلان على سنة الله ورسوله". وأضاف أن أب العروس هو من يحتفظ بهذه الآنية التي تتضمن عقد القران، موضحا أن اللجوء إلى الكتابة على الطين يعود إلى غياب استعمال الورق في المنطقة، إضافة إلى غلاء أسعاره. من جهته، يؤكد الحاج إبراهيم، من منطقة دمنات، في تصريح لـ "العربية.نت" على أنه وبخلاف القبائل الأخرى التي يحتفظ بها أهل العروس بالآنية، فإن قبيلته وبعد قراءة الفاتحة وكتابة العقد يصبون عليه الماء ويخلط في نفس الوعاء الطيني، ثم يوزع شربه بين العروسين. فكتابة عقد النكاح وشربه بعد تذويبه، يؤكد في نظره على سعي الزوجين تخزينه بشكل نهائي في الأجسام والصدور للحفاظ على هذه الرابطة الروحية لتظل أبدية. كما يرى أن المسألة قد تحمل دلالة أنثربولوجية تعبر عن الرغبة في جعل هذه الرابطة أبدية، فاختاروا الطين لأننا خلقنا منه ونعود إليه. تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|