وكالة كل العرب الاخبارية:

لا تتناول الطعام بسرعة كي لا تستهلك سعرات حراريّة أكثر... لا تمزج السمك  مع اللبن... لا تغسل الخضر ما دمت ستقشّرها. لا تشرب إلاّ المياه الفاترة،  ولا تتناول إلاّ الخبز الأسمر لأنهما يساعدان في تخفيف الوزن. لا تأكل مساء  كي لا يزيد وزنك، ولا تعتمد إلاّ على العدس كمصدرٍ للحديد... كلُّ هذه  العادات الشائعة، هل هي صحيحة؟ اختصاصيّة التغذية والأستاذة المحاضرة في  جامعة LAU  الدكتورة مايا باسيل، تشرح لنا ما هو الصحّ والخطأ

رغم أنها مهمّة جداً، لا بل أساسيّة للجسم، إلاّ أنه لا تأثير لدرجة حرارتها على وزنك. وتوضح باسيل أن ما من دراسة علميّة واضحة تثبت أن الماء الفاتر يساعد في خفض الوزن، "بل على العكس، إذا اتبعنا تفكيراً منطقيّاً، فشرب الماء البارد يحفّز الجسم على إستهلاك سعرات حراريّة أكثر لتعديل حرارته وتعديلها مع حرارة الجسم (37o C).

ثمة إعتقاد سائد بأن تناول الطعام في المساء يؤدي إلى السمنة. ولكن، طبقاً لدراسة أجريت في جامعة "أوريغون"، فإنه بغض النظر عن الوقت الذي تتناول فيه الطعام، فإن الجسم يقوم بتخزين السعرات الحراريّة الزائدة على شكل دهون، لذا، فإن الوقت الذي تتناول فيه الطعام غير مهم . وهذا ما تؤكده باسيل التي تشدّد على أن تناول كميّة من الوحدات الحراريّة أكثر من الكميّة المستهلكة خلال النهار، من شأنه زيادة الوزن وليس بالضرورة في فترة المساء.

رغم وجود حميات غذائيّة تحظر تناول المكسّرات، فإن دراسات أجريت في جامعة لوما لندا في ولاية كاليفورنيا الأميركية، أثبتت بعد تجربة أجرتها على أفراد تناولوا بين 20 و56 غراماً من المكسّرات يوميا ً لمدة ستة أشهر متتالية، أن أوزانهم بقيت كما هي. وتالياً، فإن تناول المكسّرات بكميّات قليلة غير مضرّ. من جهتها، تعتبر باسيل أن المكسّرات غنيّة بالزيوت وسعراتها الحرارية مرتفعة (كل 30 غراماً منها يحتوي على 200 سعرة حرارية). ولكنها تعتبر "أن تحديد كمية المكسّرات بـ 12 حبّة يومياً (من الأفضل مشويّة وليس مقليّة) تبقينا في منطقة الأمان، أما إذا تخطينا هذه الكميّة وأضفنا إليها الكحول (وهي عادة سائدة في لبنان)، فقد يسهم ذلك في زيادة وزننا.

هذا اعتقاد خاطىء ولم تثبت صحته العلميّة. صحيح أن عصير الليمون غنّي بالفيتامين C إلاّ أنه لا يذوّب الدهون.

الخضر كالعدس والفاصوليا والأوراق الخضراء (كالسبانخ) تحتوي على الحديد، لكنه الحديد النباتي. والحديد في العدس مصدره نباتي وتالياً فإن إمتصاص الجسم له خفيف جداً، عكس الحديد في اللحوم الحمراء والاعضاء الحيوانيّة (كالكبد مثلاً) الذي يسهل على الجسم امتصاصه.

الخبز الأبيض يحتوي على وحدات حرارية أكثر من الخبز الأسمر؟ خطأ شائع جداً، لأن كميّة الوحدات الحرارية هي ذاتها في النوعين. الإختلاف بحسب باسيل، يكمن في أن الخبز الأسمر يحتوي على القمحة كاملة (القشرة والحبّة)، ومن هنا لونه الداكن وإحتوائه على أملاح معدنيّة وفيتامينات أكثر (B1، B2، B3) وكميّة ألياف أكبر، ويُشعر من يتناوله بالشبع أكثر من الخبز الأبيض، إضافة الى أنه صحيّ أكثر.

يعمل " المايكروويف" على تسخين جزئيات الماء في المأكولات، وهي طريقة أفعل وأسرع من إستعمال الفرن. هنا، تشير باسيل الى أن بعض الفيتامينات (كالفيتامين C) التي تتكسّر وتخسر منافعها بعد عملية طهو أو تسخين طويلة، تبقى سليمة بعد عملية تسخين في "المايكروويف" ويمكن الإستفادة منها. ومن هنا، منافع "المايكروويف".

" يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام وتالياً إستهلاك سعرات حراريّة أكثر". هذه المعادلة غير صحيحة، بل العكس هو الصحيح وفق باسيل، "فالأكل ببطء مفيد جداً للهضم ويؤدي إلى إستهلاك سعرات حراريّة أقل بكثير من الذين يتناولون وجباتهم بسرعة كبيرة. إذ أنّ المخ يحتاج إلى 20 دقيقة حتى يتلقى إشارة من المعدة بأن الإنسان تناول كفايته من الطعام. ومهما تناولت خلال العشرين دقيقة الأولى، فإن المخ لا يتلقى إشارة بالشعور بالاكتفاء، لذا يتناول الشخص المزيد من الطعام الذي لا يحتاجه جسمه. والنتيجة؟ تراكم الدهون والسمنة.

"لا تأكل السمك وتشرب اللبن". رغم أنها من الأخطاء الشائعة، لم يثبت حتى الآن أي تعارض بين أكل السمك وشرب اللبن، فكلاهما غذاء جيد ومفيد لجسم الانسان. وليس ثمّة ما يمنع تناولهما في فترات متقاربة، حتى أن بعض الأطباق تجمع بين السمك والمشتقّات الحيوانيّة. وتعيد باسيل جذور هذا الإعتقاد الى الحضارتين الهندوسيّة Hindu واليهوديّة اللتين كانتا تؤمنان بأن روحين من حيوانين مختلفين يجب ألا تمتزجا في طبق واحد. 

"لا حاجة إلى غسل الخضر والفواكه ما دمت سأقشرها". من الضروري غسل الخضر والفاكهة، حتى وان ستقوم بتقشيرها. وتلفت باسيل الى أن "البكتيريا تنتقل بسهولة من القشرة الوسخة إلى داخل الفاكهة والخضر. لذا يجب غسلها جيداً حتى لو كنت تريد تقشيرها".