دوالي الحبل المنوي أسبابها .. وعلاجها
وكالة كل العرب الاخبارية : دوالي الحبل المنوي عبارة عن توسع وتعرج في الأوردة المنوية يترافق معقصور في الدسامات الوريدية. وتظهر هذه الحالة، عادة، في المراحل الاولىللنشاط الجنسي في عمر 18-30 سنة. وتشاهد هذه الظاهرة بنسبة 20٪ في الجهة اليسرى للخصية في معظم الحالات(90٪)، و10٪ فقط من الحالات تشاهد في الجهة اليمنى، أو تكون ثنائيةالجانب. ويفسر حدوث الدوالي في الجهة اليسرى غالباً، من خلال الخصائصالتشريحية للوريد المنوي الأيسر والأيمن، حيث يصب الوريد الخصوي الأيسرفي الوريد الكلوي الأيسر بشكل عامودي، مما يساعد على سهولة عودة الدم منالوريد الكلوي للأوردة الخصوية، في حال قصور الدسامات الوريدية المنوية، ممايؤدي لتوسع الاوردة المنوية واصابتها بالدوالي، في حين يصب الوريد الخصويالأيمن في الوريد الأجوف السفلي بشكل مائل، مما يفسر قلة حدوث الدوالي فيالجهة اليمنى. وقد تم الكشف عن العلاقة بين دوالي الحبل المنوي والعقم عندالرجال، حيث ثبت انه في أكثر من 50٪ من الحالات تترافق دوالي الحبلالمنوي باضطراب في تشكل الحيوانات المنوية، وتثبيط وتوقف لمراحل تكونالنطاف في الخصية، نتيجة الركودة الدموية الوريدية الخصوية، مما يؤدي الىاذيات حرارية ونقص الأكسجة النسيجية، وعودة الدم الغني بالستيروئيداتالكظرية من الوريد الكلوي للمجموعات الوريدية الخصوية. ولا يقتصر هذا الأذىعلى الخصية المصابة، بل يمتد الى الخصية الثانية، لوجود التفاغرات الوريديةالحرة لكل من الخصيتين. وقد ثبت تحسن الصيغة المنوية بنسبة 50-80٪ منالمصابين بدوالي الحبل المنوي، بعد العملية الجراحية وازالة الركودة الوريدية فيالصفن. التصنيف السريري للقيلة الدوالية ويتم التصنيف السريري للقيلة الدوالية حسب درجة ظهور التبدلات الوريدية علىسير الحبل المنوي وحول الخصية ودرجة القصور الدسامي للأوردة الخصويةوتقسم الى ثلاث درجات (قيلة دوالية III-II-I). الحس والألم والشعور بالثقل في الخصية المصابة، وخاصة بوضعية الوقوفالطويل وبعد التهيجات الجنسية التي لا يتلوها جماع. وجود ضخامة في الصفن والحبل المنوي في الجهة المصابة. قد يأتي المريض شاكياً من العقم بعد الزواج، وبفحصه بوضعية الوقوف تتبينالعلامات التالية: 1- يمكن جس الأوردة المنوية المتسعة والمتعرجة تحت جلد الصفن، كحبالثخينة تنزلق بين الأصابع. 2- يكون الحبل المنوي الأيسر أكبر من الأيمن. 3- تكون الخصية اليسرى متدلية، وأخفض من الخصية اليمنى حجماً، وأحياناًتكون الخصية المصابة أصغر. وهنا لا بد من اجراء فحص السائل المنويللمريض، الى جانب اجراء دراسة "ايكو دوبلر" لتقييم درجة التوسع والقصورللدسامات الوريدية المنوية، قبل العمل الجراحي وبعده، لتأكيد التشخيص والمقارنةلدراسة النتائج ومتابعة العلاج اللازم. العلاج تكون المعالجة جراحية وتستطب هذه المعالجة في الحالات التالية: نقص في عدد الحيوانات المنوية. إذا كان المريض متألماً من الدوالي. إذا كانت الدوالي كبيرة ومؤدية الى ضمور الخصية. وأكثر العمليات شيوعاً لعلاج القيلة الدوالية هي: 1- عملية تدعى ايفان سيڤيتش، وتعتمد على ربط وقطع الوريد الخصوي الأيسرفي الجوف خلف الصفاق. وما زال يعتبرها عدد من الجراحين الاختبار الأفضل،الا أن هناك معطيات تشير الى انتكاس هذه العمليات بنسبة 30٪. 2- عملية تعتمد على ربط الشريان والوريد الخصوي الأيسر (بنفس الوقت) فيالجوف خلف الصفاق. وقد اعتمدت هذه الطريقة بعد مشاهدة نسبة النكس فيالعملية الأولى في محاولة لإنقاص الجريان الى الخصية بهدف انقاص التصديالوريدي. ولكن بهذه الطريقة تزداد خطورة ضمور الخصية بعد ربط الشريانالخصوي، على الرغم من وجود شرايين اضافية رادفة أخرى في الحبل المنوي(شريان القناة الناقلة للنطاف) والشريان المشمري. وهذه الشرايين تحفظ الترويةالشريانية للخصية، بالاضافة الى مجموعة المفاغرات الكبيرة بين المجموعتين. 3- عملية ثالثة تعتمد على ربط وقطع الوريد المشمري (مدخل صفني) باستخدامتقنية تقوم على كشف الوريد المشمري، على مسافة من القطب السفلي للخصيةعلى مسيرالحبل المنوي حتى مستوى الفوهة الظاهرة للقناة الأربية. ومن المهمايضاً ربط الفروع المتفاغرة للمجموعة الظاهرة مع الضفيرة العنقودية. 4- المدخل الاربي: من خلال شق أربي، وبعد فتح القناة الأربية وعزل الحبلالمنوي يتم عزل وتجريد الأوردة المنوية بدقة على الشرايين والأوعية الدمويةاللمفاوية المجاورة خشية أذية هذه العناصر، ويجري ربط وقطع الوريد، أوالأوردة المنوية الباطنة في مستوى الحلقة الباطنية للقناة الأربية، ثم يجرد الوريدالمشمري ويربط ويتم قطعه بعدها. ويهدف هذا العلاج، بشكل رئيسي، الىتحسين معطيات تشكيل الحيوانات المنوية. ولتحسين كثافة النطاف، وزيادة الحركية يفضل اعطاء المرضى "كورس" معالجةدوائية لمدة 73-74 يوماً، اي لمدة شهرين ونصف الى ثلاثة شهور، وهوالزمن اللازم لتشكل النطفة الناضجة في الانسان من بذرة النطفة. وأهم العلاجاتالدوائية هي: تامو كسيفين: بجرعة 20ملغ في اليوم وهو الدواء المنتخب لنقص النطاف. سيترات الكلوميفين: (وهو مضاد استروجين)، التي تسبب انتاج متزايد لمواجهةالقند، الذي بدوره يزيد مستويات التستوسترون الدورية داخل الخصية، لأنالتراكيز بين الخصوبة العالية للتستوستيرون ضرورية من أجل تكون المني.ويفضل اعطاء الكلوميفين بجرعة 25ملغ في اليوم لمدة 25 يوماً ثم راحة لفترةخمسة ايام لمدة 3-6أشهر. البينتوكسين فيللين: من ميزاته أنه يزيد اللزوجة الدموية، ويحسن الدوران الشعريالمتأذي. ويستخدم احياناً لعلاج قلة النطاف. ولدعم الخطط العلاجية السابقة يمكنوصف بعض مركبات متعددة الفيتامينات: فيتامين C، فيتامين E، عناصرالزنك، والمنغنيزيوم، لتحسين نوعية وحركة النطاف، يضاف لذلك توعيةالمريض بحمية غنية بالحموض الدسمة (الصنوبر، الجوز مع السكريات، سكرنبات، العسل) ولا شك انه بعد مرور ثلاثة اشهر على المعالجة الجراحيةوالدوائية، يفضل اعادة تقييم فحص السائل المنوي، واجراء دراسة الدوبلر لتقييموضع الأوعية المنوية. وفي الختام لا بد من التنويه الى شكل نادر يسمىبالدوالي المنوية السريعة التكون او الدوالي العرضية المرافقة لأورام خلفالصفاق، او لأدوار متقدمة من سرطانات الكلية، التي يمكن ان تشاهد في كلالأعمار، وتكون تالية لانسداد الوريد الكلوي. في هذه الحالات لا بد من اجراءدراسة خاصة (على الأقل ايكو للجهاز البولي) بداية في حال الشك، أو متابعةالدراسة لعلاج المرض الأساسي الذي أدى الى ذلك.
تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|