المزيد
مالي.. "لؤلؤة الصحراء" تعاني اقتصاديا

التاريخ : 03-02-2013 |  الوقت : 07:41:16

وكالة كل العرب الاخبارية

مع تخريب شبكات المياه والكهرباء والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والبنزين وتفشي البطالة باتت الحياة شاقة في تينبكتو "لؤلؤة الصحراء" المالية التي لم تعد هذه التسمية متطابقة مع واقعها. كما يبدو المستقبل قاتما مع الأحقاد والضغائن العرقية الكامنة فيها.

احتل الطوارق الانفصاليون في الحركة الوطنية لتحرير أزواد تينبكتو في أبريل 2012 ثم حلت مكانهم الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في يونيو.

واليوم غالبا ما تبقى الشوارع التي يغرق قسم منها بالرمل مقفرة، باستثناء بعض الأحياء التجارية، ونادرة جدا السيارات التي تمر فيها لأن المسلحين استولوا على الكثير منها قبل فرارهم في نهاية الأسبوع الماضي فضلا عن ذلك فإن سعر البنزين مرتفع جدا.

ولخص بابا عبده توريه وهو صاحب مطعم الوضع بقوله "إنها كارثة اقتصادية. فإننا نعيش في البؤس والشقاء. وقد استأنفنا أنشطتنا للتو".

حتى الأموال النقدية باتت نادرة لأن المسلحين أقفلوا جميع المصارف ما أدى إلى انقطاع تدفق الأموال. وأغلقوا أيضا الفنادق أمام السياح لاعتبارها أماكن خطرة، وكذلك الحانات والمدارس.

وكل هذه الممنوعات رمت بالآلاف من السكان في أحضان البطالة.

ففي المستشفى المحلي أكد الطبيب إبراهيم إيغا "أن هناك نقصا في كل شيء، من أدوية وأطباء وممرضات". وبحسب ملفاته لم يعد هناك أي موظفين في عشرة من المراكز الصحية الـ21 في تينبكتو.

والكارثة تطال أيضا البنى التحتية، لأن المسلحين دمروا قبل فرارهم الشبكات الكهربائية (حتى وإن كان التيار الكهربائي يعود بشكل متقطع) وشبكات المياه الجارية.

إلا أن سعر الخبز بقي مستقرا لكن "منذ الأول من أبريل بات هناك مشكلة مع اللحوم. فالرعيان الذين يأتون مع قطعانهم يخافون من الإسلاميين" وتوقفوا عن المجيء.

وارتفعت الأسعار بشكل جنوني، فسعر لحم الخروف زاد من 1.85 إلى 4 يورو للكيلو الواحد والدجاج من 2.30 إلى 4.60 يورو.

وهي أسعار باهظة بالنسبة لكثيرين يفضلون الأسماك. لكن سمك "الكابيتن" الكبير الأكثر استهلاكا محليا بات نادرا في نهر النيجر ما أرغم الأكثر تواضعا على الإقبال على أسماك أخرى.

لكن مع هذه الأسماك "يمكن الإصابة بمرض فهناك بعض التخوف من ذلك" كما قالت ربة منزل اشترت القليل من المعروض منها على غطاء موضوع على الأرض وقد غمره الغبار أمام أحد المحلات.

فلا يوجد مجاعة لكن التموين عملية معقدة بصورة عامة خصوصا أن المسلحين المرتبطين بالقاعدة خربوا المركب القديم الذي كان يعبر نهر النيجر، وهو الأساسي لوصول البضائع.

وروى إبراهيم موسى الذي يديره بأسف "إن المحرك مخرب ولا يوجد أي قطع غيار لإصلاحه". و"نجر المركب بقوارب ذات محركات لكن العملية بطيئة جدا ومكلفة أربع مرات أكثر من المعتاد".

وتعد تينبكتو، 35 ألف نسمة حسب تعداد 2005، لكنهم أقل بكثير اليوم بعد احتلال الجماعات المسلحة وما مارسوه من تعديات مثل بتر الأطراف والعقوبات الجسدية وتدمير أضرحة الأولياء.

"فكثيرون من الناس هربوا بسبب المتمردين. وعندما علمنا بأن الفرنسيين يصلون رحل جميع الطوارق (قرابة نصف السكان) والعرب نحو الشمال" تخوفا من أعمال انتقامية يقوم بها السكان السود الذين يشكلون أكثرية على ما أوضح عبده توريه.

وبالفعل فقد هبت حشود غاضبة لنهب عشرات المخازن وهي تريد "قتل" العرب والطوارق "الإرهابيين" حسب وصفهم، الذين يعتبرونهم متعاونين مع المسلحين.

وتبدو العودة إلى الحياة الطبيعية أمر في غاية الصعوبة رغم الدعوات إلى الهدوء والمصالحة.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك