بحث رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، سبل تنمية علاقات التعاون وتطويره إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، وذلك في إطار العلاقات التاريخية الراسخة والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
جاء ذلك خلال جلسة المحادثات التي عقدها رئيس الدولة، اليوم الإثنين، في قصر الوطن، مع فوميو كيشيدا، الذي يجري زيارة رسمية للإمارات.
ورحب رئيس الدولة في بداية الجلسة برئيس وزراء اليابان، معرباً عن تطلعه لأن تشكل الزيارة دفعاً نوعياً قوياً للعلاقات المتينة بين البلدين الممتدة منذ أكثر من خمسة عقود، فيما نقل رئيس الوزراء الياباني إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحيات إمبراطور اليابان ناروهيتو، وتمنياته للإمارات وشعبها دوام الازدهار.
واستعرض الجانبان، المقومات المتنوعة للتعاون البنَّاء خاصة في الجوانب التنموية، والتكنولوجيا، والابتكار، والطاقة، والاقتصاد، إلى جانب المجالات التعليمية والثقافية، والعمل البيئي، واستدامة الموارد، والأمن الغذائي، وعلوم الفضاء، والدفع بها إلى آفاق أرحب بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين وشعبيهما إلى مزيد من التنمية والازدهار المستدامين.
كما استعرضا مجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك للبلدين وأكدا أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والحلول الدبلوماسية لتسوية الأزمات والتعامل مع التحديات المشتركة بما يحفظ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ويضمن تحقيق التنمية والازدهار لشعوب العالم أجمع.
كوب 28
وتناولت المباحثات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستضيفه الإمارات نهاية العام الجاري، والتطلع إلى أن تسهم اليابان بمشاركة نوعية في المؤتمر لدعم أهدافه المنشودة وذلك انطلاقاً من تجاربها وخبراتها الملهمة في مجالات الاستدامة والعمل البيئي، حيث استضافت اليابان "كوب 3" وارتبط اسمها بـ"بروتوكول كيوتو" في 1997 الذي يعد أحد أبرز البروتوكولات الخاصة بمواجهة التغير المناخي.
وأشار الجانبان في هذا السياق إلى أن "لدى الإمارات واليابان هدفاً مشتركاً يتمثل في تحقيق الحياد المناخي عام 2050 وتعاونا مثمرا وواعدا في مجال الطاقة المتجددة يسعيان إلى تعزيزه وتعميقه خلال الفترة المقبلة".
التطورات الإقليمية
وتبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء اليابان، وجهات النظر بشأن التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وعدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين أن "عضوية الإمارات واليابان في مجلس الأمن الدولي تتيح لهما مزيداً من التنسيق لتعزيز الأهداف المشتركة في خدمة السلام والاستقرار، وأن البلدين داعمان رئيسيان للسلام وبناء جسور التعاون والحوار سواء على المستويين الإقليمي و العالمي".
ونوه الجانبان إلى أهمية العمل على ترسيخ القيم الإنسانية الحضارية ومن أهمها التعايش والتواصل والتعاون بين مختلف شعوب العالم، ودولها لما لها من أثر في بناء مجتمعات متماسكة ومتعاونة تعمل لأجل التنمية والازدهار.
رؤية مشتركة
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن "ما يميز علاقات الإمارات واليابان أنها لا تقوم فقط في إطار المصالح الثنائية، بل تتعداها إلى الرؤية المشتركة تجاه ملفات وقضايا عالمية تخدم البشرية والتنمية والسلام ومستقبل الأجيال".
كما أشار إلى ما يجمع البلدين من قيم التعايش والمحافظة على الموروث الثقافي والاجتماعي مع الانفتاح وبناء جسور التواصل مع العالم.
وأكد متانة العلاقات الثنائية والتي تعود إلى ما قبل إنشاء الدولة حيث بدأت اليابان استيراد النفط من أبوظبي خلال 1962، مشيراً إلى أن "البلدين احتفلا خلال العام الماضي بمناسبة مرور خمسين عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما".
وأكد أن "الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي أعلنتها الإمارات واليابان العام الماضي كانت نقلة نوعية كبيرة في مسار علاقات البلدين، متطلعاً إلى أن تسهم هذه الشراكة في دفع العلاقات إلى الأمام خاصة في مجالات الاستدامة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة والفضاء والتعليم والثقافة وغيرها، وذلك ضمن إستراتيجية الإمارات لتعزيز علاقاتها التنموية مع الاقتصادات الكبرى في العالم ومنها الاقتصاد الياباني".
الموروث الثقافي
من جانبه، أعرب رئيس وزراء اليابان عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما والوفد المرافق خلال الزيارة، مشيراً إلى ما يميز البلدين من احترام التقاليد والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري.
وأكد اعتزاز اليابان بعلاقات الصداقة العريقة التي تربطها مع الإمارات وحرصها على تطويرها والبناء عليها على جميع المستويات لمصلحة التنمية والازدهار في البلدين.
وسجل رئيس الوزراء الياباني كلمة في سجل الزوار أعرب خلالها عن سعادته بزيارة الإمارات وتمنياته لعلاقات البلدين مزيداً من النماء والازدهار بما يعود بالخير على شعبيهما.
وأقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مأدبة غداء تكريماً لفوميو كيشيدا والوفد المرافق.