عززت الإمارات على مدى خمسة عقود دورها الريادي في استشراف المستقبل، من خلال مبادرات ومشاريع استباقية بمختلف القطاعات، ومن بينها تحديات المياه، والاستدامة المائية، والتغير المناخي، بهدف إيجاد موارد مستدامة وتوفير حلول بديلة تغطي الاحتياجات، وترسخ مسيرة الدولة في التنمية المستدامة.
الإمارات من أوائل الدول التي تستخدم تقنية تلقيح السحب
وجهة معتمدة
وتعد الإمارات من أوائل الدول التي تستخدم تقنية تلقيح السحب، إذ بدأت عمليات الاستمطار في الدولة في 1982، محققة منذ ذلك الوقت إنجازات عالمية في مجال علوم الاستمطار، عززت من خلالها مكانتها العلمية الرائدة كمركز عالمي، حتى أصبحت وجهة معتمدة لبحوث الاستمطار والطقس.
وفي إنجاز عالمي جديد في هذا المجال، حصل برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع للمركز الوطني للأرصاد على علامة الجاهزية للمستقبل، تقديراً لجهوده في تعزيز جاهزية الدولة للمستقبل من خلال التعامل الاستباقي مع تحديات المياه، وتطوير تكنولوجيا المستقبل المتقدمة والشراكات الدولية الفعالة لإيجاد حلول استباقية وعملية مجدية في مجال الاستمطار.
عمليات تلقيح
وتظهر آخر الأرقام الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لعمليات الاستمطار وعلومه، إذ بلغ الحجم التراكمي لكمية الأمطار في الإمارات 5.6 مليار متر مكعب في 2020، منها 280 مليون متر مكعب ناتجة من عمليات الاستمطار، واستطاع المركز الوطني للأرصاد إجراء 390 عملية تلقيح سحب في 2020 بمجموع 1170 ساعة.
واستثمر المركز الوطني للأرصاد في البنية التحتية لتلقيح السحب، وأنشأ شبكة محلية تضم 109 محطة جوية أوتوماتيكية لرصد الطقس، و7 محطات رادار لرصد طبقات الجو العليا تغطي الإمارات بأكملها، ومحطة واحدة لرصد عناصر طبقات الجو العليا.
أول مصنع للشعلات
كما أنشأت الإمارات في 2018 أول مصنع لإنتاج الشعلات المحلية صديقة للبيئة أطلق عليه "مصنع الإمارات لتحسين الطقس"، ويعد الأول في المنطقة لإنتاج "الشعلات الملحية" التي تحوي كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم الخاصة لعمليات الاستمطار، وتصل طاقته الإنتاجية إلى نحو 1000 شعلة شهرياً أو ما يعادل 12 ألف شعلة سنوياً.
ويمكن تلخيص مفهوم تلقيح السحب، بأنها تقنية تُستخدم لتحسين العمليات الفيزيائية الدقيقة التي تحدث في السحب، لاستخراج المزيد من المياه وتحسين كميات الهطول المطري، ما يسهم في التخفيف من التأثير الناجم عن الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى الجفاف وارتفاع معدلات تبخر المياه.