واصلت إسرائيل تهديداتها للفصائل الفلسطينية، برد قوي في حال زيادة وتيرة التصعيد، في الوقت الذي تترقب فيه إسرائيل حجم الرد الذي ستنفذه الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة على اغتيال ثلاثة من القادة البارزين في "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
رد "ساحق"
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في مؤتمر مشترك مع وزير دفاعه يؤاف غالانت، ورئيس الأركان هيرسي هاليفي، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، عقب اجتماع لتقييم الأوضاع " إن "أي تصعيد من جانب الفصائل المسلحة بغزة سيقابل برد ساحق".وأضاف نتانياهو "قد تستمر العملية عدة أيام، ولا يوجد إرهابي محصن"، متابعاً: "منذ أسبوع وعلى خلفية هجوم الجهاد الإسلامي الصاروخي على مستوطنات غلاف غزة، أمرت قواتنا باستهداف المسؤولين عن إطلاق النار".
وقال: "نحن متصرف بحزم وهدوء مع محاولة التحديد الدقيق للاستفادة من اللحظة المناسبة لنجاح المهمة".
تهديد باغتيالات لحماس
وفي رفع لمستوى التهديدات الإسرائيلية، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، والقائد العام للجناح العسكري لحماس محمد الضيف سيكونان على قائمة الاغتيال، إذا شاركت حماس في عمليات إطلاق صواريخ من غزة.وأضاف وفق هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن إسرائيل ستستهدف مقار الحركة وقياداتها بمن فيهم السنوار والضيف، إذا أقدمت الحركة على إطلاق صواريخ تجاه البلدات والمدن الإسرائيلية.
ومنذ إعلان الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذه عمليات اغتيال لثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي العسكريين، أكد أن هذه العملية تستهدف حركة الجهاد الإسلامي، كما أن الجيش الإسرائيلي لم يستهدف مواقع عسكرية لحماس خلال غارات مكثفة طالت أهدافاً لحركة الجهاد الإسلامي، فجر الثلاثاء.
صواريخ من الضفة
وقال رئيس "الشاباك" الإسرائيلي رونين بار، إن جهاز الشاباك أحبط في الأسابيع الأخيرة، خلية في منطقة مخيم جنين، شمال الضفة الغربية كان أعضاؤها يعملون على تصنيع صواريخ وقاذفة لإطلاق الصواريخ.
وأضاف "ساعد طارق عزالدين، الذي اغتالته إسرائيل فجر الثلاثاء، في دعم هذه الخلية من خلال المعلومات والتمويل"، مشيراً إلى أنه تم القبض على عناصر البنية التحتية واعترفوا بأنهم تصرفوا بناء على تعليمات منه.
وتابع "قام طارق عزالدين بتجنيد عدد من النشطاء في منطقة رام الله وتحويل الأموال إليهم لشراء أسلحة، وطائرة بدون طيار لاستخدامها لتنفيذ هجوم ضد الإسرائيليين في المنطقة".
ترقب للتصعيد
وفي قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 15 فلسطينياً، وإصابة العشرات، في الوقت الذي يترقب فيه الفلسطينيون ما ستؤول إليه جولة التصعيد هذه.
وتواصل طائرات استطلاع إسرائيلية تحليقها بشكل منخفض ومكثف في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وأعلنت المؤسسات الحكومية حالة طوارئ لمواجهة أية تطورات ميدانية قد تحدث.
وفي إسرائيل، التي فوجئت بتأخر رد حركة الجهاد الإسلامي حتى اللحظة على اغتيال قادتها، قررت بلدية تل أبيب فتح الملاجئ، في إجراء مماثل لما أعلنته سلطات محلية في المناطق التي تقع في نطاق 40 كيلومتراً من حدود قطاع غزة، في حين تواصلت عمليات إجلاء آلاف الإسرائيليين من المناطق المتاخمة للقطاع إلى وسط إسرائيل.
دعوات للهدوء
ودعت دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء، المجتمعَ الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
وأدان الأمينُ العام للمجلس ، جاسم محمد البديوي، في بيان له الثلاثاء، "التصعيدَ الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة و في قطاع غزة، واقتحام مدينة نابلس".
وعبّر البديوي "عن استنكاره الشديد لأعمال العنف التي تعدّ انتهاكاً صارخاً تقوم به سلطات الاحتلال"، داعياً "المجتمعَ الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف ممارساته العدوانية التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية القائمة على مبادرة السلام العربية وتقويض جهود السلام الدولية".
وحضّ البيت الأبيض الثلاثاء، على احتواء التصعيد في غزة، مدافعاً في الوقت نفسه عن حق حليفته إسرائيل باستهداف نشطاء في القطاع.
وقال متحدّث باسم مجلس الأمن القومي: "ندعو كل الأطراف إلى احتواء التصعيد"