المزيد
أسر عفيفة تبيع التبرعات العينية لمواجهة عجزها المالي المتكرر

التاريخ : 18-04-2023 |  الوقت : 12:13:23

وكالة كل العرب الاخبارية

لم تكتمل فرحة الخمسيني أبو محمود المقيم في مخيم البقعة، بحصوله على ثلاجة جديدة، تبرع بها فاعل خير العام الماضي، يحفظ فيها أدويته ويبرد المياه، ليروي ظمأه، لكنه بعد خمسة أشهر باعها، ليتمكن من تسديد إيجار منزله وفواتير الكهرباء والمياه.
يقول أبو محمود “بعت الثلاجة اللي محتاجها، لأسدد جزءا من ديوني، اللي صار لي مدة بسدد فيها من راتبي الشهري من صندوق المعونة الوطنية، وما بتخلص”.
لم يكن أبو محمود وحده من اضطر لبيع مقتنيات تبرع له بها فاعلو خير، وجمعيات خيرية، فمسلسل الفقر في الأردن مستمر، ولن تتمكن “المعونة الوطنية” الدائمة أو الطارئة، أو أي طرود طعام خيرية، تتوافر بكثرة خلال رمضان، من رد الجوع عن أمعاء عائلته، وعائلات غيره من الفقراء الذين يعيشون تحت الصفر.
الثلاثينية أم سمير (اسم مستعار)، تقطن في جبل النظيف بالعاصمة، لم تتردد ببيع سجادة كبيرة جديدة وجرة غاز بـ30 دينارا لجارتها، قدمهتا لها فاعلة خير، بعد أن “ضاقت الدنيا عليها، ولم تجد سيولة مالية معها”، وفق ما قالته لـ”الغد”.
وأمام نظرات أطفالها المنكسرين من العوز، ودخلها المقصور على تبرعات أهل الخير وطرود جمعيات خيرية في شهر رمضان، بالكاد تكفيهم لأيام، قالت “أنا مش متسولة.. كنت أعمل في التطريز لكن المرض هدني ونهش جسمي، وزوجي هجرني، ولم أجد من يشتري منتوجاتي”.
ويستغرب أبو محمود وأم سمير وأسر عفيفة أخرى التقتهم “الغد” من سلوكيات متبرعين “يمنون” عليهم بتبرعاتهم العينية قائلين “احنا صح فقراء، لكن عنا عزة نفس وكرامة، ولن نضطر لبيع أغراضنا إلا إذا ذبحنا الجوع”.
الشابة العشرينية جنان (اسم مستعار) المقيمة في الرصيفة “بدي أنشل أسرتي من الفقر، وشهادتي مفتاح الحياة لي”.. بهذه الكلمات العفوية، قالت جنان لـ”الغد” بعد تخرجها في كلية جامعية تخصص معلم مجال بتقدير امتياز، وهذا ما أكدته شهاداتها الرسمية التي زودت “الغد” بنسخ منها.
جنان أكبر أخواتها. لم تجد حتى الآن أي عمل في أي مدرسة خاصة أو حكومية، فهي لا تحمل رقما وطنيا، وليس لديها خبرة في التعليم لأنها خريجة جديدة، تقول “نحن في آخر أسبوع لشهر رمضان. والله نفسي أفرح إخواني التسعة بملابس العيد، لكن ما باليد حيلة”، مبينة أنها باعات التلفاز وصوبة تبرع لنا فاعل خير بعتها فماذا أبيع أيضا؟”.
وترفض ناشطة في العمل الخيري، سلوكيات أسر تبيع مقتنياتها، بخاصة أن أغلب المتبرعين أنفقوا مالا وجهدا ووقتا لتوفير احتياجاتهم وإدخال البهجة على أطفالها، لافتة إلى أن أسرا فقيرة باتت تستسهل الحصول على تبرعات عينية أو مالية، دون بذل أي جهد للبحث عن طرق، تؤمن لها دخلا شهريا، تكفيها السؤال، في مقابل أسر عفيفة، تحولت إلى أسر منتجة، وباتت تساعد غيرها.
أما فاعلة الخير الستينية منى إسماعيل، فترسل تبرعها الشهري عبر وسيطة ثقة من أهل منطقتها، بحسب قولها، ولا تفكر كثيرا أين تذهب بما تتبرع به، لكنها تفضل كفالة طالب علم محتاج لاستكمال تعليمه الجامعي فـ”اللي بتبرع، بكون تبرعه عن طيب خاطر.. لا نمن عليه ولا نحرجه، وأنا متأكدة أنه لن يضطر لبيع التبرعات التي حصل عليها، إلا لمواجهة احتياجاته اليومية”.
لن تنتهي فصول حكايات الأسر العفيفة الذين دخلوا في دائرة الفقر والعوز والحرمان والمرض، في ظل عجز رسمي، بإيجاد حلول لهم، في بلد ملتزم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة للعام 2030، ومنها الهدف الأول: القضاء على الفقر

الغد 



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك