المزيد
الحركات الإسلامية من الظل إلى السلطة ( 1 )

التاريخ : 26-01-2013 |  الوقت : 02:56:25

منذ تأسيسها في العام 1928 على يد حسن البنا، وجماعة الإخوان المسلمين تثير بتاريخها الكثير من العواصف في سماء المشهد السياسي المصري والعربي في آن، فالجماعة التي تأسست في بادئ الأمر كجماعة دعوية تستهدف العمل بصحيح الإسلام، وإحياء الاجتهاد الديني بالعودة إلى القرآن والسنة، سرعان ما تحولت في غضون سنوات قليلة إلى استخدام الدين في تحقيق مغانم سياسية، لم تمنعها طموحاتها في تحقيقها، والقفز على السلطة في أكثر من قطر عربي، من مد جسور تعاون وثيق، تكشف عنه العديد من الوثائق والشهادات الحية للعديد من قادتها المنشقين عنها، مع الغرب المحتل، حتى لو كان الثمن هو الأرض العربية على ما جرى في حرب فلسطين .

لم تتوقف جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها وعلى مدار عقود، عن إجهاض كل حركات المقاومة والاستقلال الوطني، ففتحت منذ بواكير تأسيسها العديد من قنوات الاتصال مع السفارتين البريطانية والأمريكية في مصر، وشكلت العديد من “فرق الموت” لتنفيذ عشرات من عمليات الاغتيال السياسي التي استهدفت حركات المقاومة الوطنية، بزعم مكافحة الشيوعية، من دون أن تخجل في يوم من قبض الثمن، وهو ما يتجلى بوضوح في العديد من عمليات الاغتيال السياسي، التي شهدتها مصر طوال فترتي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، والتي تم معظمها بمباركة القصر الموالي للاحتلال أو القوات الإنجليزية، التي رابطت على أرض مصر لسنوات طوال، تعاملت مع الجماعة خلالها باعتبارها ظهيراً سياسياً معتبراً .

على مدار عقود من الزمان تسببت أفكار جماعة الإخوان المسلمين في خلق ظاهرة العنف الأصولي، والقتل باسم الإسلام، تلك الظاهرة التي عانت العديد من البلدان العربية منها ولا تزال، إذ ظلت تلك الأدبيات التي تجسدت في ما كتبه سيد قطب وغيره من مفكري الجماعة، هي المرجعية الحاكمة للعديد من جماعات العنف التي ظهرت على سطح المشهد السياسي خلال العقود الثلاثة الماضية، وفي مقدمتها جماعات ما يسمى ب”الجهاد الإسلامي” والتكفير والهجرة، بل إن كثيراً من أدبيات تنظيم القاعدة تستقي أفكارها مباشرة مما خطه مفكرو الجماعة في أربعينات وخمسينات القرن الماضي .

بدءاً من اغتيال أحمد باشا ماهر في 24 فبراير/شباط من العام ،1945 وليس انتهاء بمحاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ونجاحهم من بعده في اغتيال الرئيس السادات، واصل “النظام الخاص” للجماعة لعبة الدم، من دون وازع من دين أو ضمير، قضى عليه المؤسس الأول للجماعة عندما أطلق صيحته الشهيرة في مارس من العام ،1948 مشيراً إلى المستشار أحمد الخازندار، بعد إعلان سقوطه في الانتخابات البرلمانية التي أجريت حينذاك، مخاطباً مريديه وعشيرته، في تحريض لا يقبل شك: “لوحد يخلصنا منه”، لينفذ أحد أفراد التنظيم الخاص الجريمة بعدها بأيام، إيذانا ببدء سلسلة من الاغتيالات السياسية، دفع حسن البنا بنفسه ثمنها من دمه، بعد أن فتح بوابات الجحيم بيديه، انتقاما لمقتل رئيس الوزراء ووزير الداخلية آنذاك محمود فهمي النقراشي .

على مدار عقود من الزمان لعبت جماعة الإخوان المسلمين من خلف ستار، من أجل تنفيذ مخططها في “التمكين”، قبل أن تنجح مؤخراً في القفز على انتفاضات الجوع والحرية، التي ضربت العديد من بلدان العالم العربي، وأطاحت بأنظمتها الفاسدة، لتقدم نفسها للراعي الأمريكي باعتبارها التنظيم الأكثر قدرة على إدارة شؤون المنطقة، وتنفيذ الأجندة الغربية التي تستهدف صياغة “سايكس بيكو” جديدة، تقسم من خلالها المنطقة العربية، استناداً على مصادر الثروة بها، وتفتح الباب واسعاً أمام تمكين إقامة الدولة العبرية الخالصة .

في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران العام الماضي، أعلنت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية في مصر، الدكتور محمد مرسي عيسى العياط رئيسا للبلاد، بعد أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، لتفتح الطريق واسعاً أمام جماعة الإخوان المسلمين نحو القصر الرئاسي في أكبر بلد عربي، في خطوة لم يكن يتوقعها أكثر المراقبين تفاؤلا، في أن تصل الجماعة التي ظلت “محظورة” لعقود من الزمن إلى سدة الحكم، بعد عقود لم تخل من تضييق سياسي وملاحقات أمنية بلغت ذروتها بالعديد من الأحكام القضائية التي تراوحت ما بين الإعدام والسجن بحق عشرات من أبرز قياداتها العليا والوسيطة .

دفعت أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير بالإخوان إلى سدة الحكم، لتفتح الطريق مجدداً أمام إحياء العديد من أدبيات الجماعة الفكرية التي شكلت البيان التأسيسي الأول لها، تلك التي تحولت على مدار أكثر من نصف قرن، إلى ما يشبه ورقة صفراء في كتاب التاريخ الحديث، لتقفز من جديد إلى صدارة المشهد مصطلحات من قبيل “الخلافة الإسلامية”، في أجواء دفعت بالبلاد إلى عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، عندما ولدت فكرة الجماعة على يد مؤسسها الأول الشيخ حسن البنا بمدينة الإسماعيلية في العام 1928 كجماعة إسلامية أهلية، تستهدف نشر التوعية والدعوة للوسطية، وإحياء الاجتهاد الديني بالعودة إلى القرآن والسنة، باعتبارهما السبيل الوحيد لنهضة الأمة .

يربط كثير من المؤرخين الظهور الأول لجماعة الإخوان المسلمين، بفكرة انهيار الخلافة الإسلامية في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، وما صاحب ذلك من بدء تدشين تيار مدني عريض في المجتمع المصري، تحوّل في غضون سنوات قليلة إلى أن أصبح هو التيار السائد، بل والمهيمن على العديد من ملامح الحياة العامة في البلاد، وهو الحضور الذي شهد مقاومة لافتة من قوى تقليدية في المجتمع المصري مثل الأزهر وجمعية الشبان المسلمين وأنصار السنة، وغيرها من المؤسسات والهيئات الدينية الأخرى المعنية بالشؤون الإسلامية، قبل أن يلتقط البنا ذلك الشعور بالإعلان عن تأسيس الجماعة، في وقت كانت تمر فيه مصر بحالة من الخواء السياسي اللافت في ظل تراجع العديد من أحزابها السياسية، باستثناء حزب الوفد صاحب الحضور في الشارع المصري، الذي كان خارجا لتوه من معركة الاستقلال الوطني عقب ثورة ،1919 من دون أن يحقق إنجازاً يذكر، وهو ما دفع زعيمه التاريخي سعد زغلول إلى اعتزال العمل السياسي حتى وفاته في أغسطس/آب من العام 1927 .

ارتبط ظهور جماعة الإخوان المسلمين بدعم غربي لافت، للدرجة التي يتحدث فيها كثير من المؤرخين الثقاة عن تمويل واضح من قبل شركة قناة السويس لمؤسس الجماعة الأول، بهدف تصدي جماعته الوليدة حينذاك لقوى المقاومة الوطنية التي كانت تزحف تباعاً على منطقة القناة، حيث معسكرات جيش الاحتلال، فيما يربط آخرون بين الدور البريطاني في دعم الجماعة وسعيهم لتمكين اليهود من فلسطين، على خلفية تحويل الصراع المتوقع في المنطقة من صراع وطني قومي إلى صراع ديني ينهك المنطقة ويمهد لما ظهر بعد ذلك من بؤر للاستقطاب الديني على الناحيتين الإسلامية والمسيحية، لكن ما حدث هو أن الجماعة الوليدة استغلت ذلك الدعم، في نشر أفكارها خارج حدود القطر المصري، لتصل مع نهايات الحرب العالمية الثانية، مطلع الأربعينات، إلى منطقة شرق الأردن وفلسطين وبلاد الشام، وقد لعب ذلك دوراً كبيراً في تسهيل مهمة كتائب الجماعة التي خرجت من مصر وفلسطين وسوريا والأردن، للمشاركة في حرب تحرير فلسطين في العام ،1948 وهي الحرب التي لعبت دوراً فيما بعد في تشكيل الجهاز الخاص للجماعة، الذي كان يضم العديد من رجالها الذين حملوا السلاح وتدربوا عليه جيدا خلال حرب فلسطين، قبل أن تنقل الجماعة عملها إلى الداخل بهدف الوصول إلى الحكم، ولو بقوة السلاح، وقد كان ذلك أحد الأسباب الرئيسة التي وقفت وراء قرار الحل الأول للجماعة بعدما استشعرت السلطات في مصر حينذاك خطرها ورغبتها الجامحة في الوصول إلى الحكم .

منذ بداية تأسيسها انحازت جماعة الإخوان المسلمين إلى القصر الملكي في مواجهة الحركة الوطنية المصرية، وقد تجسد ذلك في انحيازها الكامل إلى إسماعيل صدقي باشا، الذي عرف بمواقفه المضادة للإرادة الشعبية، التي تعبر عن أحزاب الأقلية المتحالفة مع القصر الملكي، في مواجهة حزب الوفد ذي الأغلبية الكاسحة وباقي الحركات الوطنية الأخرى، وقد بلغ أمر تأييد الجماعة لصدقي أنها رفعت شعاراً قرآنيا لدعمه “واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا”!

الحل والانتقام

في مساء الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول من العام 1948 أعلن وزير الداخلية ورئيس الوزراء المصري حينذاك محمود فهمي النقراشي قرار حل جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أموالها، قبل أن تبدأ أجهزة الأمن المصرية، في اليوم التالي لصدور القرار، حملة اعتقال واسعة طالت عدداً كبيراً من أعضاء الجماعة وقياداتها البارزة، غير أن اللافت في ذلك أن أياً من قرارات الاعتقال لم تطل مؤسسها حسن البنا، وإن اكتفت الأجهزة حينذاك بمصادرة سيارته الخاصة، واعتقال سائقه وسحب سلاحه المرخص! وتوقيف اثنين من أشقائه كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب البنا حينذاك إلى العديد من المسؤولين في الحكومة المصرية يطالبهم بإعادة سلاحه أو توفير حارس مسلح يدفع هو راتبه، محملا الحكومة مسؤولية أمنه الشخصي” .

لم يكد شهر أغسطس/آب ينتهي حتى نفذت الجماعة أولى عملياتها المسلحة، عندما صوّب عبد المجيد حسن، الطالب بكلية الطب البيطري بجامعة فؤاد الأول، رصاصات من مسدسه أودت بحياة النقراشي باشا في الحال، وقد دان الإخوان في حينها الجريمة التي حصلت بحق رئيس الوزراء المصري وتبرأوا من القتلة، قبل أن تثبت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة حينذاك، أن القاتل الذي كان يرتدي زي ضابط شرطة حتى لا يلفت الأنظار إليه عندما انتظر خروج النقراشي من مبنى وزارة الداخلية، ينتمي للجماعة، فيما بدا حينها وكأن تنفيذ عملية الاغتيال بحق وزير الداخلية، لم يكن سوى رد عملي من الجهاز الخاص، على قرار الحل الذي أصدره النقراشي قبل مقتله بأسابيع قليلة .

في مساء السبت الموافق 12 فبراير/شباط من العام ،1949 تعرض البنا لعملية اغتيال دار حولها جدل كبير، لكن العديد من أدبيات الجماعة تتحدث عن عملية مقتله باعتبارها كانت ردا من جهاز الأمن المصري على مقتل النقراشي .

مبايعة الملك خليفة للمسلمين

ظلت جماعة الإخوان المسلمين تحتفظ بعلاقة وطيدة مع الملك فاروق، حتى إنها بايعته خليفة للمسلمين، قبل أن تنقلب عليه بعد مقتل البنا، وتفتح خطوط اتصال مع العديد من ضباط الجيش المصري الذين شكلوا النواة الأولى لتنظيم الضباط الأحرار، وقد كانت تلك العلاقات سببا في فتح قنوات اتصال مباشرة بين الجماعة ومجلس قيادة ثورة يوليو، فيما بعد، وقد كتب كثيرون عن تلك العلاقة وكيف دأبت الجماعة منذ اليوم الأول للثورة على الوقيعة بينها والأحزاب السياسية التي كانت قائمة حينذاك، بخاصة حزب الوفد، وقد بلغت تلك الوقيعة حد تحريض مجلس قيادة الثورة ضد الأحزاب، وتكوين قناعة بضرورة حلها، لعدم قدرتها على تحقيق التغيير الذي يحتاجه الشعب بسبب فسادها وترهلها، وحتى تثبت الجماعة تعففها عن السلطة على غير الحقيقة تقدمت حينذاك بطلب موقع من المرشد العام حينذاك حسن الهضيبي، في أثناء زيارة للأخير إلى مكتب سليمان حافظ الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية، يؤكد أن الإخوان “جمعية دينية دعوية، لا يعمل أعضاؤها وأنصارها في المجال السياسي، ولا يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق أسباب الحكم كالانتخابات”، وقد كانت تلك المذكرة حسبما يرى كثيرون هي السبيل الوحيد أمام الجماعة للهرب من قانون حل الأحزاب الذي أصدره مجلس قيادة الثورة، في يناير من العام 1953 باعتباره “لا ينطبق على جماعة الإخوان” .

مع عبدالناصر

سعت جماعة الإخوان المسلمين إلى ممالأة ثورة يوليو/تموز منذ بدايتها، وحققت من وراء ذلك العديد من المكاسب ربما كان من أهمها صدور العديد من قرارات العفو عن المتهمين من الجماعة من أعضاء الجهاز الخاص، قبل أن يصدر المجلس قرارا بالعفو الشامل عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان عددهم يصل إلى 934 معتقلاً معظمهم من الإخوان المسلمين، وقد عرض مجلس قيادة الثورة حينذاك على الإخوان المشاركة في حكومة محمد نجيب بثلاث حقائب وزارية، قبل أن يرشح الهضيبي وزيرين من بينهما الشيخ أحمد حسن الباقوري الذي كان يشغل عضوية مكتب الإرشاد وقد عين وزيرا للأوقاف، لكن أحلام الجماعة كانت اكبر من مجرد الحصول على حقائب وزارية، وقد تجلى ذلك بوضوح في اللقاء الذي تم بين جمال عبد الناصر ووفد من الجماعة، في اليوم ذاته الذي صدر فيه قانون حل الأحزاب، طلبت فيه الجماعة بوضوح بأن يكون لها “وضع يليق بدورها، وبحاجة الثورة لها بعد حل الأحزاب”، قبل أن تباغته بطلب عرض جميع القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة، قبل صدورها، على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها”! وهو ما رفضه عبد الناصر بحزم، وقد كان هذا الرفض القاطع أحد الأسباب الرئيسة التي عجّلت بالصدام بين الجماعة وثورة يوليو، وهو الصدام الذي بلغ ذروته بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها عبد الناصر في ميدان المنشية، وما كشفته أجهزة الأمن بعد ذلك من تحركات للجماعة استهدفت إفشال الثورة، وهو ما فتح الباب أمام حملة اعتقالات واسعة، طالت عدداً كبيراً من قيادات الجماعة، قبل أن يبلغ الصدام ذروته في العام ،1964 بالتخطيط لمحاولة اغتيال جديدة لعبد الناصر، كانت سبباً في صدور الحكم بإعدام سيد قطب أحد أبرز مفكري الجماعة في العام 1966 .

مع السادات ومبارك

ربما لعب مقتل السادات دوراً كبيراً في إحجام مبارك عن البطش بجماعة الإخوان المسلمين، برغم ما تعرضت له قيادات بارزة فيها من ملاحقات سياسية وأمنية، وتقديم آخرين إلى محاكمات عسكرية باتهامات تتعلق بالتخطيط لقلب نظام الحكم، فالحقيقة التي لا تقبل جدلاً هي أن جماعة الإخوان المسلمين ظلت هي الوجه الثاني للنظام برأسماليته وتوحشه وانتهاجه العديد من السياسات التي أنهكت الفقراء في مصر، وقد تجلى ذلك بوضوح خلال الشهور الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي .

اسهم التحالف الخفي بين نظام مبارك وجماعة الإخوان المسلمين في نجاحها بالتغلغل داخل قطاعات واسعة من المجتمع المصري، عبر تقديمها العديد من الخدمات التي تتراوح بين المساعدات الاقتصادية والخدمات الطبية في القرى الأكثر فقرًا، وتوظيف الشباب المتعطل عن العمل في العديد من المشروعات التابعة لها في المدن، فضلا عن دعمها اللافت للعمل الاجتماعي والخيري، الأمر الذي أكسبها شهرة واسعة بين الفئات الفقيرة، التي كانت في الوقت ذاته هي الأرض الخصبة لتوغل أفكار الجماعة، عن طريق توصيل خدماتها الاقتصادية والاجتماعية لهؤلاء المعدمين الذين هرعوا للارتباط بالجماعة طمعا في أموالها أو ما تقدمه من خدمات وفرص عمل .

نجحت جماعة الإخوان المسلمين خلال فترة مبارك في التوغل أكثر داخل نسيج المجتمع المصري برغم ما كان باديًا على السطح من ملاحقات، ويكفي للدلالة على ذلك سيطرة الجماعة على نقابتي الأطباء والمهندسين في العام ،1985 ومن بعدهما نقابتي البيطريين والصيادلة في العام ،1988 وما أسفر عنه هذا الزحف على النقابات المهنية من فوز غالٍ للجماعة في نقابة المحامين التي ظلت لعقود قلعة للتيار القومي، في الانتخابات التي جرت في العام ،1992 قبل أن ينجح الإخوان في الفوز ب88 مقعدا في الانتخابات البرلمانية في العام ،2005 برغم ما شاب تلك الانتخابات من تزوير فاضح، وهو ما كان يعكس بوضوح طبيعة التحالف بينهم والنظام السابق، وهو التحالف الذي كشفت عنه في السنوات الأخيرة التي استبقت الثورة تصريحات قيادات بارزة في الجماعة، من بينها الرئيس مرسي قبل عامين، عندما اعترف بأن الجماعة كانت تخلي بعض الدوائر لمن وصفهم برموز الحزب الحاكم .

شيء وحيد لم يكن النظام السابق يسمح به، وهو تنامي القدرة المالية للإخوان المسلمين، وما يعنيه ذلك وفق الأيديولوجية الرأسمالية الواحدة للنظامين من إمكانية السيطرة على مقدرات الدولة، وبسبب ذلك صودرت أموال للجماعة وأغلقت شركات، واعتقل آخرون كان في مقدمتهم الرجل الثاني في الجماعة اليوم المهندس خيرت الشاطر، والرئيس مرسي الذي ربما لم يدر بخلده للحظة، وهو يقضي فترة الاعتقال بعد ضربة استباقية للأمن قبيل ثورة 25 يناير التي شاركت فيها الجماعة متأخرا، أن لحظة الإخوان قد حانت، وأن هروبه من السجن ليلة 28 يناير الدامية بعد عملية غامضة لم تتكشف أبعادها بعد استهدفت اقتحام السجون، سوف تكون بداية الطريق نحو وصوله وجماعته إلى القصر الرئاسي .



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك