مع زيادة حالات الإصابة بالأنفلونزا التي وصلت لحد الوباء في 30 ولاية أمريكية، يتزايد القلق من إصابة السيدات الحوامل بالمرض، وذلك لتأثير الحمل في إحداث تغيرات في الجهاز المناعي والقلب والرئتين عند الكثير من السيدات.
وتوصي مراكز التحكم والوقاية من الأمراض السيدات الحوامل بعدم تناول أدوية الأنفلونزا المعتادة لمعالجة السعال وجريان الأنف، والاكتفاء بالعلاجات الموضعية مثل نقط الأنف والمضمضة مع الراحة في السرير وتناول الكثير من المشروبات.
وصرحت د. صيوبهان دولان، أخصائية النساء والتوليد بمركز Montefiore الطبي بنيويورك، أنه "بالرغم من أن معظم السيدات الحوامل اللاتي أصبن بفيروس الأنفلونزا هذا العام بصحة جيدة، إلا أن بعض السيدات يمكن أن يواجهن مخاطر صحية كبيرة يكون لها أثرها على الأجنة".
وأضافت: "إذا ما أصيبت السيدة الحامل بالالتهاب الرئوي نتيجة إصابتهما بالأنفلونزا، فإن هذا يعني تناقصا في كفاءة عمل الرئة، وقد يحصل الجنين نتيجة لذلك على قدر من الأكسجين أقل من احتياجه".
وتحذر د. جيتا سوامي، مدير البحوث السريرية بجامعة ديوك، من أن السيدات الحوامل يكن أكثر عرضة لدخول المستشفى بل والوفاة بسبب الإصابة بالأنفلونزا أثناء فترة الحمل، مضيفة: "كما يواجهن مخاطر الولادة المبكرة بل وولادة طفل ميت".
وتؤكد سوامي: "إلا أن هناك العديد من وسائل الوقاية للمرأة الحامل من مرض الأنفلونزا ومضاعفاته، ويأتي على رأسها اخذ حقنة لقاح الأنفلونزا".
وقد أثبتت دراسة حديثة سلامة حقن الأنفلونزا أثناء فترة الحمل، كما وجدت أن الأم التي تحصن ضد فيروس الأنفلونزا تكون أقل عرضة للإجهاض من السيدة التي لا تحقن بفيروس الأنفلونزا الموسمية.
وتضيف سوامي: "الكثير من السيدات تبدي قلقاً حول سلامة لقاحات الأنفلونزا بشكل خاص، ولقاحات جميع الأمراض بشكل عام أثناء فترة الحمل على صحتهم وصحة الأجنة، إلا أن هناك دليلا علميا يثبت عكس ذلك تماماً".
السيدات اللاتي تم تطعيمهن بلقاح الأنفلونزا أثناء فترة الحمل، كن أقل عرضة للإصابة بالمرض، وهو الأمر الذي يقلل من مخاطر الولادة المبكرة أو ولادة طفل مبتسر. كما أن تطعيم الأم ضد الفيروس يحمي الرضيع من الإصابة بالمرض خلال الأشهر الستة الأولي من عمره، وذلك بسبب الأجسام المضادة التي تنتقل للجنين من خلال المشيمة أو لبن الأم مع الرضاعة.