وللمستشفى الإماراتي الذي تفتتحه وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في 12 فبراير (شباط) 2022، أهميته الخاصة والمضاعفة في هذا التوقيت بالذات، فهو من ناحية يشكّل امتداداً للدعم الإماراتي والاستجابة الدائمة والفورية لتلبية تطلعات الفلسطينيين، ويؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين، ثم إنَّ تشييد المستشفى المتخصّص في ظل ما يعانيه القطاع الصحي من ضعف في مواجهة أزمة كورونا وارتفاع أعداد المصابين بها إلى معدلات غير مسبوقة- مع توقعات باشتداد الموجة الرابعة خلال الأسابيع القادمة- له أهميته الخاصة أيضاً.
لقد كان لدولة الإمارات منذ تأسيسها زمن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيّب الله ثراه" مواقفها المُقدرة في دعم الشعب الفلسطيني.. من الدعم الدائم لمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية إلى دعم ورعاية المؤسسات الدولية والأهلية والمجتمعية، ويكفي أن نستحضر راهناً خارطة المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى فلسطين بدءاً من المساهمة في دعم ميزانية وكالة الغوث الدولية لفائدة اللاجئين الفلسطينيين، وبناء المخيمات والمدن الإماراتية في القدس في غزة، والمساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية والترفيهية والتعليمية، ومشاريع كفالة الأيتام، ومشاريع برامج التشغيل المؤقت، والإنجاب وعلاج العقم، ومساعدة الطلبة الجامعيين في تسديد رسومهم الدراسية وتحرير شهاداتهم، ومشاريع الزواج الجماعي، ومساعدة الصيادين، وتوفير الأدوات الطبية المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودعم القطاع الصحي عبر توفير أجهزة الفحص والتنفس الصناعي ومحطات الأكسجين والأدوية والمستهلكات الطبية، وسيارات الإسعاف، ولقاحات كورنا، وكان آخرها مليون جرعة لقاح سبوتنيك في يناير (كانون الثاني) 2022، وغيرها من الخدمات التي يصعب حصرها.
والحق أنَّ قيادة دولة الإمارات وهي تساند الفلسطينيين، إنما تتوخى الاعتبارات الإنسانية، التزاماً بما تفرضه الصلات الأخويّة وتُعزّزه الروابط المشتركة دون غايات سياسية أو أيةّ توجهات، وهذا ما يعرفه الفلسطينيون حق المعرفة ويقدرونه للأشقاء الإماراتيين حق التقدير، لا سيما في ظلّ سياسات الدعم الموجّه والمشروط ومناخ العطاء والترغيب من حولهم، ودائماً لأهداف وغايات وظيفية وسياسية لا تعرفها دولة الإمارات.
لهذا كله، يحق للفلسطينيين أنْ يفخروا ويعتزوا بأشقائهم وفي مقدمتهم الأشقاء الإماراتيين قيادة وحكومة وشعباً وهم يبحثون في درب تطبيب آلامهم وبلسمة جراحهم.