قال أطباء قلب مشاركون في مؤتمر طبي في باريس إن التمارين الرياضية المعتدلة المنتظمة تساعد في تأخر الشيخوخة وتحسين نوعية الحياة، حتى لدى المتقدمين في السن.
وتؤدي الشيخوخة، التي لا مفر للإنسان المتقدم في السن منها، إلى تراجع تدريجي في العديد من الوظائف الحيوية، مثل التنفس وعمل القلب والأوعية الدموية والعظام والمفاصل.
وقال طبيب القلب فرنسوا كاريه، أحد المشاركين في "الأيام الأوروبية" التي تعقدها الجمعية الفرنسية لأمراض القلب ابتداء من الأربعاء "إن ممارسة نشاط بدني بشكل معتدل ومنتظم لن يلغي آثار الشيخوخة، بل سيبطئ حدوثها وآثارها".
وأوضح أن التمارين الرياضية تحد من آثار الشيخوخة على عضلة القلب والأوعية الدموية، وتقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم, كما أنها تعدل نسبة الكولسترول والسكر في الدم، وتقلص مخاطر الإصابة بانسداد الشرايين، ولا سيما الشرايين التاجية.
وبحسب طبيبة القلب ماري كريستين اليو، فإن الأشخاص المتقدمين في السن يصبحون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات في القلب ترافقها غالباً تغيرات في الرئة والعضلات.
وبالتالي فإن قدراتهم القلبية والتنفسية تتراجع مع مرور العمر، بواقع 8 إلى 10% في العقد الواحد، وترتفع هذه النسبة بين الرجال (14% خلال عشر سنوات) أكثر من النساء (7%).
ولهذه الأسباب مجتمعة، يفضل الأطباء ممارسة نشاطات جسدية تشتمل على القوة البدنية والتحمل، مثل ركوب الدراجة والسباحة والمشي, أما الألعاب الرياضية الجماعية التي تتطلب جهوداً شاقة، فلا ينصح بها.
وبالنسبة للمتقدمين في السن، فإن التمارين الخفيفة تسمح بتحسين التوازن في الجسم، فيما يساهم المشي والتمارين العضلية الهادئة بمنع الهزال العضلي الذي يصيب الأشخاص الذين تجاوزا ما بين الـ65 والـ70 من العمر.
والناس عموماً، ولاسيما من تجاوزوا الـ65، ينصحون بممارسة نشاط جسدي معتدل لمدة 30 دقيقة إلى 60 يوميّاً، بواقع ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع.
ومن شأن هذا النمط أن يقلل من تراجع المقدرات الجسدية ويؤخر خطر الاعتماد على الآخرين بما بين 10 و12 سنة، بحسب الأطباء.
ويخلص الأطباء إلى القول "ينبغي على المرء احترام ما يشعر به، وأن لا يعتبر نفسه غير معرض للخطر، وأن يقف عند حدوده، وألا ينسى عمر شرايينه".