- هذه كتابةٌ سُبكتْ بأناملَ من بلّور؛ من نور؛ من نار؛ من عَرَق؛ من دم. وتلك كتابةٌ تُؤدّي "وظيفة"؛ لا أكثر ولا أقل.
- هذه كتابةٌ سُكبتْ كماء الذهب بالروح والوِجدان. لمْ يُبالِ مُبدعوها بالقمع والاضطهاد؛ بل صَمَدوا حتى تناثر الأعداء وتبدّدوا مَعَ الريح. وتلك كتابةٌ "آليّة" جامدةٌ كالجُلمود.
- هذه كتابةٌ فيها ظمأ وحنين؛ فيها أمل وألم؛ فيها موسيقا عذبة؛ فيها تأجّج وفَوَران؛ فيها أسرار النفس وألغاز الكوْن؛ نتنفّس الحياةَ بها ومنها. وتلك كتابةٌ صيغتْ بحُكم العادة.
- هذه كتابةٌ نُحتتْ بالإزميل؛ بالأظافر؛ بكلتا اليديْن؛ تُشعل وتُلهب؛ تُنعش وتُحيي. تبقى كالنقش على الحجر. تنطق عَبْرَ الزمان والأجيال. هي الأثرُ والإرث. ولعلّ جُزءًا منها ظلّ تحت أنقاض الزمان. وبالمقابل، تلك كتابةٌ هامشيّة تُهمّشُ وتَكبحُ وتُقزّم.
- هنالك التصوير، والتشكيل من رسْمٍ ونحْت، والموسيقا. لكنْ، لا بديلَ عن الكتابة.
- لسانُ حال الكاتبِ الحقّ:"أنا أكتب؛ إذاً، أنا موْجود". فالكتابة هي الأسلوب والذات نفسها. وبقدْر ما فيها من صدق و"تذويت"، تُؤثّر وتُحرّك.
- لكنّ الكتابةَ – حتى "السامقةَ" منها – لا تنطق حقّا ولا تحيا إلاّ بالقارئ. وضُروب الكُتّاب يُقابلُها ضروبُ القرّاء. كما أنّ الإبداعَ في الكتابة يُقابله إبداعٌ في القراءة.
- قُلْ لي لماذا تكتب، أقُلْ لك مَنْ أنت!
- قُلْ لي ماذا تقرأ وكيف، أقُل لك مَنْ أنت!
- الموسيقيّ المُجلّي يُحرّكُه القلبُ والوِجدانُ والعقل؛ وكذا الكاتب المُجلّي.
- الكتابة ليست بعيدةً عن المُقدّس، ولا عن المُدنّس.
humam.ghassib@alarabalyawm.net
العرب اليوم
|