اشتعلت حالة من الجدل الواسع في مصر بعد أن ظهر الفنان المعروف هشام عبد الله على قناة «وطن» المعارضة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي قناة جديدة ظهرت مؤخراً واستقطبت اهتماماً واسعاً في مصر وتبث برامجها من تركيا، لتنضم إلى مجموعة من القنوات التلفزيونية التي تعارض نظام السيسي وتبث من الخارج بسبب القيود الصارمة على المعارضين داخل مصر.
وبدأت قناة «وطن» المصرية بثها مطلع شهر آذار/مارس الحالي لتنضم إلى عدد من القنوات التلفزيونية التي تعارض السيسي، ومن بينها: «الشرق» التي يديرها الإعلامي والسياسي المعروف أيمن نور، و»مكملين» التي تضم في طاقمها الإعلامي المعروف محمد ناصر والإعلامي الدكتور حمزة زوبع، وكذلك قناة «مصر الآن» التي توقفت عن البث مؤخراً، وقناة «الثورة» التي انطلقت بالتزامن مع «وطن» ويسود الاعتقاد أنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
وسجل ظهور الفنان هشام عبد الله حالة فريدة من نوعها وهي الأولى في مصر، فعلى الرغم من أن العديد من الفنانين انتقدوا السيسي، وأعتبر بعضهم نظامه انقلاباً عسكرياً، إلا أن هشام عبد الله هو أول فنان يترك عالم الفن وينضم إلى المعارضة بشكل كامل وينتقل للعمل في الإعلام، حيث غادر مصر مع زوجته وأبنائه جميعاً خلال شهر شباط/فبراير الماضي استعداداً لتقديم برنامج تلفزيوني على قناة «وطن» وهو برنامج رئيسي يستضيف فيه الضيوف في الاستديو وعبر الهاتف ويبدو أنه تمكن سريعاً من استقطاب أعداد كبيرة من المشاهدين المصريين.
ورغم أن وسائل الإعلام المحسوبة على السيسي في مصر انشغلت خلال الأسابيع الماضية بالتأكيد على أن «وطن» قناة إخوانية جديدة، إلا أن مصادر في القناة وفي اسطنبول أكدت لــ«القدس العربي» أن لا علاقة لجماعة الإخوان بالقناة، وليس من بين الوجوه التي تخرج على القناة أي مذيع أو إعلامي من المنتمين للجماعة أو المحسوبين عليها.
وقال مصدر في القناة إن «وطن» تريد أن تقول بشكل رئيسي أنه توجد معارضة لنظام السيسي من غير الإخوان المسلمين، وإن الإخوان ليسوا وحدهم المعارضين لنظام الانقلاب العسكري في مصر، مشيراً إلى أن «إدارة القناة كانت حريصة على تجنب أن تكون ممثلة للإخوان المسلمين، وإن كانت تعتبر الجماعة حركة سياسية لها الحق في العمل والحياة في مصر حالها كغيرها من أبناء مصر».
وترفع قناة «وطن» شعارات ثورية مثل «الثورة بداية» و«وطن تُنصر فيه الحرية» وبدأت بثها التجريبي مع بداية شهر آذار/مارس الحالي، وأعلنت عن قائمة المقدمين لبرامجها، وهم الإعلامي شريف منصور، ومحمد جمال هلال، ومحمد طلبة رضوان، وجلال جادو، وشريف عبادي، والإعلامية دينا زكريا، إضافة إلى الفنان هشام عبد الله.
الفنان هشام عبد الله
وحسب المعلومات التي جمعتها «القدس العربي» عن الفنان هشام عبد الله، فقد تبين أنه من أشد المعارضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين، ولحكم الرئيس محمد مرسي، لكنه معارضته للإخوان لم تكن تعني أنه يؤيد العودة إلى حكم العسكر أو الانقلاب على صناديق الاقتراع، كما ظهر في أحاديثه في أكثر من موقف ومناسبة.
ويتبين من المعلومات أنه كان من أوائل الفنانين الذين نزلوا إلى ميدان التحرير في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011 للمطالبة بإسقاط نظام مبارك، وظل في الشارع مع زوجته وأبنائه يهتف ضد حكم العسكر بعد تنحي مبارك، على أنه ظل مناهضاً لحكم الإخوان المسلمين وحكم الرئيس مرسي وأدلى بالعديد من التصريحات ضده.
وبعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين أيد هشام عبد الله الجنرال عبد الفتاح السيسي على أساس أنه «مرحلة انتقالية» وعلى قاعدة أن «الجيش يحمي الثورة» لكن هشام سرعان ما تحول إلى المعارضة بعد أن اكتشف أن السيسي يقوم بإعادة الجيش إلى الحكم من جديد، وغادر مصر هارباً من النظام الشهر الماضي ليتولى تقديم برنامج «ابن البلد» على شاشة قناة «وطن» المعارضة، ويتحول من فنان إلى إعلامي، الأمر الذي شكل مفاجأة أصبحت حديث الشارع في مصر هذه الأيام.
وكانت زوجة الفنان هشام عبد الله الناشطة السياسية غادة نجيب قد تعرضت لاعتداء على أيدي رجال الشرطة خلال تظاهرة ضد النظام، وبدلاً من محاسبة المعتدين أصدرت النيابة أمراً باعتقالها بدعوى إنتمائها لجماعة الإخوان المسلمين.
ويُعتبر عبد الله واحداً من أشهر الفنانين في مصر، حيث قام بأدوار مهمة في فيلم «الطريق إلى إيلات» وكذلك مسلسل «البخيل وأنا»، «ليالي الحلمية»، و«لحظات حرجة»، و«خالتي صفية والدير»، و«بوابة الحلواني»، و«السيرة الهلالية». أما اللافت أيضاً فهو أن هشام شارك بدور مهم ضمن مسلسل «تفاحة آدم» الذي تم إنتاجه في العام 2013، وهو المسلسل الذي يحاول تشويه صورة الإخوان وفترة حكمهم لمصر، حيث يحاول إظهارهم بأنهم عملاء لجهات في الخارج، وأنهم «عصابة فاسدة» تتحكم في البلاد، لكن وزارة الداخلية تستعيد دورها لاحقاً بفضل ضابط أمن كبير كان معتزلاً في بيته وعاد لتولي مهام عمله وكشف الجماعة وألقى القبض على قادتها.
وكان هشام عبدالله عبدالدايم قد بدأ حياته الفنية عام 1984، وهو من مواليد 13 كانون أول/ديسمبر عام 1959، تخرج في معهد التربية الرياضية، ومتزوج من الناشطة السياسية غادة محمد نجيب، وله منها ابن وابنة.
وكالة كل العرب الاخبارية