على الرغم من أنّ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة مصعب الزرقاوي تبنى رسمياً تفجيرات عمّان في العام ٢٠٠٥، وعلى الرغم من أنّ الزرقاوي نفسه بثّ شريطاً صوتياً طويلاً في حينه يعترف بكونه وراءها، بل هدد بتفجيرات أخرى.
وعلى الرغم من أنّ هوية مرتكبي التفجيرات معروفة، وهناك اعترافات واضحة لساجدة الريشاوي التي كانت ضمن الخلية، تؤكد أنّها جاءت مع زوجها من العراق، بعد أن «تطوّعت» للقيام بعملية انتحارية انتقاماً لشقيقها، ضمن ذلك التنظيم.
وعلى الرغم من أنّ ساجدة نفسها كانت مضمون مطالبة تنظيم داعش للأردن بالافراج عنها، مقابل الطيّار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة في مفاوضات غير مباشرة ثبت بعدها كونها تضليلية باعتبار أنّ الكساسبة كان قد صُفّي بطريقة بشعة قبلها بشهر.
وعلى الرغم من أنّ العلاقات الأردنية السورية، في العام ٢٠٠٥، كانت شبه عادية، ولا تستدعي تأزيماً بمستوى التفجيرات، بل ادانتها سوريا بشدة، واستقبل رئيس وزرائها رئيس وزراء الأردن المرافق لنعش المخرج السوري مصطفى العقاد لدفنه في بلده.
على الرغم من ذلك كلّه، نُفاجأ أمس، بعد ١١ سنة، بإدانة محكمة أميركية سوريا بتلك التفجيرات، وبحكمها «الغيابي» على النظام السوري بدفع ٣٤٧ مليون دولار كتعويض لأسر الضحايا الأميركيين، فلا يملك الواحد منّا إلاّ أن يتساءل عن ذلك المستوى من التضليل الذي وصلته «العدالة الأميركية»؟وكالة كل العرب الاخبارية