دراسة: هواء منطقة أم السمّاق في العاصمة عمان ملوث
عمان - دعت دراسة اعدتها الجامعة الاردنية حول التغير المناخي، الى اتخاذ قرارات فاعلة للحد من ازدياد تلوث الهواء الذي يساهم في حدة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أخذت تفرض نفسها على هذا الكوكب مع ارتفاع درجة حرارته بشكل يجعل من تحقيق الرخاء مستقبلا ًبعيداً عن ملايين البشر، وفق ما يقول أستاذ العلوم بالجامعة الاردنية الدكتور طارق حسين. وقال الدكتور حسين ان الجامعة الاردنية تعمل حاليا على المزيد من الدراسات والابحاث حول قياس نقاوة الهواء في مناطق مختلفة من المملكةـ تشير نتائجها الاولية الى نقاء الهواء في بعض المناطق كمنطقة الجفر مثلا يماثل شمال اوروبا بسبب قلة النشاطات الانسانية في هذه المنطقة بالمقارنة مع عمان والزرقاء. ورغم ذلك يختلف نقاء الهواء في عمان من منطقة لأخرى بحسب النشاطات الانسانية وازدحام السيارات؛ فمنطقة شفا بدران هي الأنقى وام السماق هي الاعلى تركيزا في الملوثات، ومنطقة المدينة الرياضية والجامعة الاردنية تتوسطها لوجود اشجار تساعد على تنقية الهواء مساء. ويوضح أن السيارات تشارك في 60 بالمئة من تلويث هواء المدن نتيجة الكثافة السكانية وتزايد عدد السيارات، إذ نرى سحابة بلون بني مائلة الى السواد فوق العاصمة سببها انبعاثات السيارات، في موازاة عدم وجود مناطق خضراء تعمل على تنقية الهواء، لان الأشجار كالرئة تنقي الهواء الملوث. وإضافة الى ذلك، تؤكد دراسة عالمية حديثة أن مفعول ثاني أكسيد الكربون من أهم الغازات التي تسهم في هذه الظاهرة بسبب إنتاجه بكثرة من خلال عمليات حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي في المصانع وغاز الميثان المنبعث من مطامر النفايات والمناجم وانابيب الغاز، إلى جانب تأثير الاسمدة والكيميائيات المسؤولة عن تآكل طبقة الاوزون. وعرفت هذه الدراسة التغير المناخي بأنه اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات بحيث تؤدي وتيرة التغيرات المناخية على المدى الطويل الى تأثيرات هائلة على المجتمع الانساني والطبيعة. ويفسر الدكتور حسين الحائز على جائزة تأثيرات التغير المناخي على البيئة من مؤسسة عبد الحميد شومان للباحثين العرب، ذلك بالقول "هناك نظريتان عند العلماء بخصوص الاحتباس الحراري، الاولى نتيجة وضعية الارض مع النجوم والافلاك، والثانية التي يتجه الكل نحو صحتها وهي ارتباط الانبعاثات الحرارية بالنشاط الانساني". ويضيف، ان الهواء يتكون من غازات وعوالق تعمل مع بعضها لتشكيل عملية الاحتباس الحراري، بالإضافة الى الغازات الناتجة من عمليات حرق النفايات ومخلفات المصانع والسيارات. ويشير بكثير من الأهمية الى عامل آخر في الاردن وهو الرمال الصحراوية، التي تنتقل من مكان إلى آخر وتزداد سنوياً، ومصدرها المنطقة الجغرافية العربية، خصوصاً انها تعرضت لأحداث اقتصادية وسياسية، أبعدت المزارعين عن اراضيهم، ما أدى الى جفاف هذه الاراضي، فأصبحت مهيأة لتصبح رمالا تنتقل في الهواء مكونة عوالق هوائية؛ تتفاعل مع الغازات فتسبب ارتفاعا بدرجات الحرارة. ويقول إن منطقتنا باتت تحظى باهتمام كبير من قبل الاتحاد الاوروبي حيث تأتيهم الغبار من جهتنا، فيما تأتينا من جهتهم نواتج النشاطات الصناعية، وبذلك ينتقل الغبار والاتربة من الجنوب الى الشمال، وتنتقل الغازات الدفيئة والملوثات الناتجة عن النشاطات الانسانية من الشمال إلى الجنوب، فتلتقي وتعمل مع بعضها على زيادة نسبة التغير في درجات الحرارة. ويرى الدكتور حسين أن الاردن غني بالمواد الاولية مثل الفوسفات والبوتاس، لكن عملية استخراجها لا تؤثر في المناح، إذا يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة في تنقية الانبعاثات، وتخضع المصانع لقوانين صارمة، لكن المنطقة الصناعية في اربد والزرقاء وغيرها تشهد نشاطات صناعية تستوجب استخدام الفلاتر والمنقيات، لافتا الى ان الدول الاوروبية تخضع جميع المصانع لرقابة مشددة، وحسب معايير تتناسب مع كل مصنع وكل مرحلة صناعية، بحيث يتم معالجة المواد قبل طرحها في الهواء. من جهته يقول استاذ علم الزلازل في الجامعة الاردنية الدكتور نجيب ابو كركي إن المشكلة الرئيسية حول التغير المناخي في الاردن هي انخفاض مياه البحر الميت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ولكن بالكاد سيكون محسوسا على عكس ما يحدث في العالم، فارتفاع الحرارة سيؤثر على ذوبان الجليد في مناطق مختلفة وسيؤدي الى ارتفاع مستويات المياه في المحيطات والبحار وغرق بعض المناطق المنخفضة مثل بعض الجزر في المحيط الهادي والمدن على المناطق الساحلية. ويحذر معهد بوتسدام لبحوث آثار المناخ والتحليلات المناخية في المانيا من أنه بدون اتخاذ تدابير منسقة فإن درجات الحرارة في طريقها إلى أن ترتفع بنهاية هذا القرن أربع درجات مئوية زيادة على مستوياتها قبل الثورة الصناعية. واهم ما تشير اليه التقارير بخصوص منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى ان التغير المناخي سيخلق زيادة في موجات الحرارة ستسبب ضغوطاً حادة على الموارد المائية ويسفر عنها عواقب على الامن الغذائي للمنطقة، وتراجع خصوبة التربة بما ينعكس سلبا على المحصول الزراعي، إضافة الى تفاقم التعرية وتزايد الجفاف والتصحر، وانتشار الآفات والامراض. وتبين دراسة علمية قدمها معهد ماكس بلانك للبحث العلمي اخيرا، أن اتجاهات تلوث الهواء في منطقة الشرق الاوسط خلال الأعوام العشرة الماضية شهدت الارتفاع الأسرع للانبعاثات الملوثة للهواء على مستوى العالم. يشار الى أن أول من توقع أن ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة يتسبب في الاحتباس الحراري للأرض هو عالم الكيمياء السويدي سفانت ارينيوس عام 1894 في كتابه "عوالم قيد الصنع" الذي يشير الى أنه لو تضاعفت كمية ثاني أكسيد الكربون في الهواء فسترت فع درجات الحرارة بمقدار 5-6 درجات مئوية، الامر الذي ينذر بكوارث على كوكب الارض. بترا - الدستور وكالة كل العرب الاخبارية تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|