المزيد
آن للأمة البحث عن زعيم ملهم يقيل عثرتها ؟

التاريخ : 19-01-2016 |  الوقت : 09:38:03

آن للأمة البحث عن زعيم ملهم يقيل عثرتها ؟ الدكتور محمود الحموري؛ يكاد يتلاشى حلم المواطن العربي بظهور شخصية عربية فريدة يقيل عثراتها، يسطر لشعوبها السبق بالتميز والعزة الوطنية والحكم الرشيد وذلك لعدد من الأسباب أهمها:- 1. تدني توفر ان زعيم عربي مفكر، ليس مشروع لأحد, لا فضل عليه سوى يقينه وفكره الإنساني، شرط أن يكون مناضلا بشهادة الشرق والغرب وطوائف شعبه, وأصحاب القرار في العالم, ويستمع مستعبدي الشعوب من القوى العالمية. 2. عدم توفر الضروف لزعيم يوحد شعبه على المحبة ونسيان الماضي أسوة بقول رسولنا الكريم لأهل مكة 'اذهبوا فأنتم الطلقاء'. 3. عسر البحث عن قائد لا ينبهر بالحكم ومكتسباته، لتأتي اليه الزعامة طائعة مبهرة طيعة, ليكتب له التميز في حياته والسبق الحضاري لقيادتها بعد وفاته. 4. عدم وجود فرصة لظهور قائد ملهم يستعين بخصوم الماضي ومعارضي النهوج السابقة في إدارة وطنه, ويؤسس لمستقبل واعد للجميع, بطريقة لم يفعلها سوى أولي العزم من القادة الأفذاذ وفي فترة رئاسية واحدة, حيث ولا يوافق على الترشح لغيرها ! 5. صعوبة توفر قائد لا يتحيز لطائفته وملته وذويه، ولا حتى لزوجته ! وان لا يخبو إحساسه بالعدالة كزعيم ورجل رقيب على الدستور والقانون حتى على نفسه وأسرته. 6. ومن مواصفات الزعيم المبحوث عنه، ان لا يدعي عليه أحد بالكسب غير المشروع كما ان لا يسجل له في اقراره المالي بوجود رصيد مالي في بنوك عالميه مشبوهه! 7. والامة تبحث عن زعيم يحقق الانسجام مع الذات فيما يؤمن به من حرية للشعوب المقهورة، وكان ويكون معها في السعي لنيلها الحرية، كشعوب فلسطين والعراق وسوريا ومصر واليمن ... ومع ثورات الربيع العربي, ويقوم بنصح الثائرين العرب بالتسامح ونسيان الماضي لبناء مستقبل أفضل زاهر. 8. أن لا تنطلي على الزعيم الغائب المنتظر التمثيليات الثورية ولا النفاق من فئة من يلمع له صورته, او يتواطؤ مع الفاسدين, كما لا يكن حقودا ولا مرتجفا عندما يقرر, ولا يخيفه الجلاد, قبل رئاسته ولا بعدها. 9. لقد ادعى الكثير من زعماء العرب الثوريين الحكم الرشيد وقد روج له من البطانة الظالة المظللة، وقد غاب عن المشهد غير ماسوف عليه بسبب انقضاء الأجل أو اندلاع ثورات الربيع العربي- لكن شعوبهم بقيت تدينهم وتلومهم بسبب التصاقهم بالكراسي والتخطيط لتوريثها لأبنائهم، بسبب تعسر الديمقراطية في بلدانهم, وغياب العدل وعقم صناديق الاقتراع, المبرمجة على نتائج مزورة، عكس ما فيها من تصويت شعوبهم, وكذا من غياب تكافئ الفرص, والعجز عن تحقيق أي تنمية مستدامة أوبني تحتية تصمد في وجه العاتيات, وعن بناء مجتمع يفتقر لتفعيل قوانينه نصا وروحا وتخلف مؤسساته عن العصر ! وعليه, فالتراكم الثقافي المضخم لدى المواطن العربي, ببزوغ فجر عن وحدة تجمع أشلاء أمته قد أفل ! وتطلعه لنموذج عادل كالخليفة العادل عمر بن الخطاب أو الخليفة المجدد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما لن يأتي على أجيال تعودت على المكاسب ولم تتعلم القيام بالواجب, علاوة إن على إعجاب الجيل بالقادة التاريخيين كصلاح الدين وقطز ومحمد الفاتح كإعجابه بأبطال المسلسلات ليس إلا ! ناهيك عن الفخر بدهاء العرب وموروثاتهم وسيرهم وفروسيتهم التي دونت في كتبنا بمنطق التميز على غيرهم من الشعوب في محيطهم وكأن تلك الشعوب كما النعاج ! والحقيقة الماثلة كما نشاهد انه ما يزال فهم الحاكم العربي للحكم وممارسته كما القرون الوسطى, الذي أنشاء حكومات خلطت بين سلطنات وممالك الأمس وجمهوريات العصر بالاسم, والحاشية المستنفعة لا تجد بدا من مدح الحاكم بكلمات ليست كالكلمات, حتى قيل من بعض علمائها بانه "لا يسئل عما يفعل وهم يسألون. وسبق أن قيل لأحد الحكام العرب من حاشيته 'سيادتك أعدل من عمر' وقد قال شاعر من العرب لحاكمه يوما 'ما شئت لا شاءت الأقدار...... فاحكم فأنت الواحد القهار' ومثل ذلك الخطاب كثير وهو موروث عربي في العديد من بطون الكتب. وقد اصبح هذا الخطاب لازمة عربية وتراث عربي نشاهده كل يوم في محطات إذاعة وتلفزيونات أمتنا الرسمية من الماء إلى الماء, وهذا لا ينتج منديلا عربي ولا ديغول عربي في الوقت المنظور, مع العلم أن كثير من الناشطين الدينيين والدنيويين وحتى الأفراد في أمتينا العربية والإسلامية يتوقع قرب ظهور المهدي عليه السلام أو الإمام الغائب قدس الله سره, ومنهم من قال أن المهدي قد ولد, ومنهم من يتوقع طلوع الشمس من المغرب والبعض يتوقع قدوم يأجوج ومأجوج ! ومنهم من يتوقع قيام القيامة, ولكن لم يتوقع أحد ظهور قائد عربي بحجم نيلسون مانديلا ! يلملم اشلاء الامة المبعثرة بين الموروث الديني والهرطقات واستعداء شعوب العالم والقوى العظمى عليها بحجة القتل غير المبرر في سبيل الله، وخلط الجهاد ذروة سنام الاسلام بقتل المسافرين ومتسوقي المولات والساهرين في المقاهي والمطاعم والفنادق والشوارع ... بمسوغاتهم فيدخلوا الجنة مع الداخلين وهكذا سوغ لهم من قبل منظماتهم ومدرسيهم ومريديهم. وهذا فكر قد انتشر على مساحة الامة والكوكب الارضي، ولا يقتل بالرصاص ولا يحارب بالطائرات وبصواريخ كروز وتوماهوك وانما بالفكر السليم والقويم الذي يكلف اقل بكثير من اثمان الاسلحة الحربية التي تنتشر في كل مكان للتصدي للفكر الظلامي الذي لن يوقفه العنف المضاد حتى لو استخمت فية الاسلحة النووية. وعليه فالامة تحتاج الى مفكر زعيم يقودها نحو الصلاح قبل ان تفكر باصلاح العالم، والقوى الكبرى الطاغية التي تبني قابل الايام على ابتزاز الضعفاء وقتلهم وتشريدهم ونهب ثرواتهم عليها ان تفكر جيدا وهي تعلم ان الفكر لا يقتل بالرصاص ومشتقاته التكنولوجية !



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك