تعد شخصية الفرد نتاج تفاعل لمجموعة المجالات الذاتية، والتي تكون موجهة نحو أهداف معينة، وتصدر عن الشخصية آثار معينة على الفرد والمحيط الذي يوجد فيه، ومن أجمل الشخصيات وأعظمها تلك التي يطلق عليها الشخصية القيادية، التي يتمتع صاحبها بملكة نادرة لا يملكها إلا ما ندر من الناس، لدرجة أنه ما يزال الكثير من الناس يعتقدون أن القادة يولدون ولا يصنعون، وذلك لصعوبة اكتساب الصفات القيادية العظيمة.
من هو القائد؟
ويعد القائد ذلك الشخص الذي يشغل الدرجة أو المنصب الأعلى والأهم، ورغم ذلك فإنه ليس كل من يمتلك سلطة أو يشغل أعلى المناصب يتمتع بروح القيادة الشرعية والشخصية القيادية؛ حيث إن هذا النوع من الشخصيات لا يرتكز إلى الموقع أو الرتبة بل يرتكز إلى القدرة والفعل والأداء والكفاءة لبناء الشخصية القيادية.
يرى البعض أن شخصية القائد هي من أنماط الشخصية النادرة، ويرون أن هناك أشخاصا يخلقون قادة، ولكن في الواقع انه إذا قمنا بعمل تحليل الشخصية لنا جميعا سنجد بداخلنا صفات القيادة، ولكن لا نعرف كيف نستغلها. لذلك فإن الشخصية القيادية هي شخصية يتم بناؤها واكتساب صفاتها ومهاراتها، وبناء الشخصية القيادية بالطبع يكون أفضل منذ الصغر، ولكن هذا لا يمنع أنه من الممكن بناء الشخصية القيادية في الكبر، ولكن المهم هو معرفة مهارات القيادة وصفات الشخصية القيادية والقائد المميز الحق، الذي لا يكون متغطرسا أو مغرورا أو غليظا وفظا، وفي السطور المقبلة نتعرف على أهم طرق بناء الشخصية القيادية:
1 - التوازن هو مفتاح بناء الشخصية القيادية، فمن أهم مهارات القيادة معرفة كيفية صنع التوازن بين الأمور؛ حيث إنه يفصل بين الأشياء خيوط رفيعة ومتشابكة لا تحتاج إلا للتوازن، حتى يمكن اكتساب أجمل الصفات والمهارات، وبالتالي بناء الشخصية القيادية التي تعرف كيف تفصل وتوازن بين الحزم والغلظة وبين الغرور والثقة بالنفس، وبين المغامرة والتهور، وهذا ما يمنح الحكمة إلى القائد ويجعل منه شخصية تحسن التصرف في المواقف المختلفة.
2- الإبداع من أهم مهارات القيادة، ولذلك ينصح دائما عند بناء الشخصية القيادية، وبخاصة لدى الأطفال، بتعزيز مهارات الإبداع والابتكار لديهم؛ حيث إن هذا القائد مطالب أن يقدم حلولا مختلفة وخلاقة ومبتكرة للمشكلات، وأن يصل إلى أهدافه بطرق غير تقليدية، فهذه من أهم صفات الشخصية القيادية التي تعرف جيدا كيف تبدع وتحول أبسط الأشياء إلى نجاحات وإنجازات عظيمة.
3 - لا يمكن أن يفتقر القائد إلى الثقة بالنفس، فلا توجد شخصية قيادية لا تثق في قدراتها ومهاراتها وتعرف نقاط القوة في شخصيها، وتحاول التخلص من نقاط الضعف، ولذلك عند بناء الشخصية القيادية من المهم تعزيز الثقة بالنفس لديها، وأن تثق هذه الشخصية فيما تملكه من قدرات حتى تحاول تطوير نفسها بشكل دائم؛ حيث إن التطور والتنمية الناتجة عن الثقة بالنفس هي التي تبنى وتصنع الشخصيات القيادية.
4 - المبادرة هي أهم المهارات القيادية التي تحتاجها الشخصية؛ حيث إنه لا يوجد أي فائدة من أن تمتلك الشخصية مهارات الإبداع والابتكار، ويكون لديها قدر من الثقة بالنفس وأن تظل في مكانها لا تمسك بزمام الأمور في حياتها، ولا تبدأ في تحريك الحياة نحو ما تريد، فغياب المبادرة عن الشخصية يجعل منها شخصية منقادة، تحركها الظروف وتغيرات الحياة، أما عند امتلاك المبادرة فتصنع الشخصية القيادية القادرة على قيادة حياتها وتوجيهها نحو النجاح.
أهم سمات الشخصية القيادية
- يتحلى بالقدرة على ضبط النفس والنضج الانفعالي.
- له القدرة على اكتساب المؤهلات التي تساعده على النجاح في إدارة مؤسسته.
- يتحلى بالجاذبية.
- يتميز بذكاء اجتماعي عال يمكنه من معرفة نفسه ونفسيات الآخرين.
- يتمتع بسلطة عالية تساعده على السير في عمله.
- يتحلى بالمرح والدعابة بشكل منطقي ومعقول.
- يتخذ القرارات الصائبة.
- يحل المشاكل بأقصر الطرق وأقل التكاليف.
- يتمتع بفن اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.
- لا تهمه الأقوال والإشاعات التي لا أساس لها من الصحة.
- ملتزم بالقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد.
- لديه القدرة على توزيع المهام والأعمال على من حوله بحكمة بالغة.
- لديه قدرة على الانتظام في العمل.
- مثقف وواسع الاطلاع والمعرفة.
- خلاق، فلديه القدرة على الإبداع والابتكار.
وكالة كل العرب الاخبارية