«إسرائيل» تستنفر لما بعد سقوط الأسد
![]() تستعد إسرائيل لليوم الذي يلي سقوط نظام بشار الأسد، وباتت في عجلة من أمرها لأخذ كل الاحتياطات التي تكفل تحسين قدرتها على مواجهة سيناريوهات بالغة القسوة تتوقعها محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب. ويسود اعتقاد على نطاق واسع في تل أبيب أن بعض قوى المعارضة السورية المقاتلة ستنتقل إلى استهداف إسرائيل بمجرد إسقاط نظام الأسد، وهذا ما دفع قيادة الجيش الصهيوني إلى الشروع في إعداد بنك أهداف كبير من أجل تمكين سلاح الجو من ضربها رداً على أي عملية يمكن أن تقوم بها فصائل المعارضة السورية مستقبلاً. وقد كشفت صحيفة «معاريف» الصهيونية بالفعل النقاب عن أن كلاً من شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» و»الموساد» يحاولان الحصول على أكبر قدر من المعلومات الاستخبارية حول التنظيمات السورية العاملة ضد النظام. وهناك اقرار صهيوني بأن مهمة إعداد بنك الأهداف معقدة بشكل كبير، حيث ان الحديث يدور عن عدد كبير من التنظيمات التي من الصعب أن يتم جلب معلومات استخبارية عنها، ناهيك عن أن هذه التنظيمات في حالة تحرك مستمر، الأمر الذي يتطلب درجة إحاطة استخبارية مكثفة ومتواصلة. ومما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة إدراك إسرائيل أن استهدافها لأي تنظيم على الأرض السورية يمكن أن يفضي إلى سلسلة من ردات الفعل تشارك فيها تنظيمات لم تستهدف. في الوقت ذاته، فإن طبوغرافيا المناطق الحدودية بين فلسطين وسوريا تزيد الأمور تعقيداً. فعلى مسافة قريبة نسبياً من الحدود مع سوريا تتواجد الكثير من الحواضر الصهيونية المهمة، ناهيك عن مرافق عسكرية وصناعية وسياحية ذات قيمة كبيرة، الأمر الذي يعني أن عمليات قصف يمكن أن تقوم بها التنظيمات السورية ستفضي إلى خسائر بشرية ومادية هائلة. وإن كان هذا لا يكفي، فإن الصهاينة يخشون من أن كلاً من إيران وحزب الله يمكن أن يستغلا سقوط نظام الأسد وحالة عدم الاستقرار التي تعقب هذا الحدث ويقومان بتحويل مناطق في سوريا إلى نقاط للانطلاق للعمل ضد إسرائيل، بشكل غير مباشر وبحيث تتحمل الفصائل السورية المسؤولية عن ذلك، ودون أن يكون بوسع إسرائيل تقديم الدلائل على مسؤولية الطرفين عن هذه العمليات. وفيما يتعلق بالمظاهر التي ترصدها إسرائيل للحكم على قرب سقوط نظام الأسد هو انهيار الإستراتيجية التي ينتهجها كل من النظام وإيران وحزب الله في الدفاع عنه. فقد رصدت إسرائيل فشل الهجوم الذي خططه الحرس الثوري الإيراني ونفذته قوات حزب الله وجيش النظام في جنوب سوريا، سيما في منطقة الجولان ودرعا. وحسب التقدير الصهيوني فإن قوات النظام وحزب الله تحولت إلى أهداف سهلة لقوات المعارضة التي أجبرتها على التحول من وضع الهجوم إلى وضع الدفاع. تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|