المزيد
«إسرائيل» تستنفر لما بعد سقوط الأسد

التاريخ : 19-05-2015 |  الوقت : 09:40:25

تستعد إسرائيل لليوم الذي يلي سقوط نظام بشار الأسد، وباتت في عجلة من أمرها لأخذ كل الاحتياطات التي تكفل تحسين قدرتها على مواجهة سيناريوهات بالغة القسوة تتوقعها محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب. ويسود اعتقاد على نطاق واسع في تل أبيب أن بعض قوى المعارضة السورية المقاتلة ستنتقل إلى استهداف إسرائيل بمجرد إسقاط نظام الأسد، وهذا ما دفع قيادة الجيش الصهيوني إلى الشروع في إعداد بنك أهداف كبير من أجل تمكين سلاح الجو من ضربها رداً على أي عملية يمكن أن تقوم بها فصائل المعارضة السورية مستقبلاً. وقد كشفت صحيفة «معاريف» الصهيونية بالفعل النقاب عن أن كلاً من شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» و»الموساد» يحاولان الحصول على أكبر قدر من المعلومات الاستخبارية حول التنظيمات السورية العاملة ضد النظام. وهناك اقرار صهيوني بأن مهمة إعداد بنك الأهداف معقدة بشكل كبير، حيث ان الحديث يدور عن عدد كبير من التنظيمات التي من الصعب أن يتم جلب معلومات استخبارية عنها، ناهيك عن أن هذه التنظيمات في حالة تحرك مستمر، الأمر الذي يتطلب درجة إحاطة استخبارية مكثفة ومتواصلة. ومما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة إدراك إسرائيل أن استهدافها لأي تنظيم على الأرض السورية يمكن أن يفضي إلى سلسلة من ردات الفعل تشارك فيها تنظيمات لم تستهدف. في الوقت ذاته، فإن طبوغرافيا المناطق الحدودية بين فلسطين وسوريا تزيد الأمور تعقيداً. فعلى مسافة قريبة نسبياً من الحدود مع سوريا تتواجد الكثير من الحواضر الصهيونية المهمة، ناهيك عن مرافق عسكرية وصناعية وسياحية ذات قيمة كبيرة، الأمر الذي يعني أن عمليات قصف يمكن أن تقوم بها التنظيمات السورية ستفضي إلى خسائر بشرية ومادية هائلة. وإن كان هذا لا يكفي، فإن الصهاينة يخشون من أن كلاً من إيران وحزب الله يمكن أن يستغلا سقوط نظام الأسد وحالة عدم الاستقرار التي تعقب هذا الحدث ويقومان بتحويل مناطق في سوريا إلى نقاط للانطلاق للعمل ضد إسرائيل، بشكل غير مباشر وبحيث تتحمل الفصائل السورية المسؤولية عن ذلك، ودون أن يكون بوسع إسرائيل تقديم الدلائل على مسؤولية الطرفين عن هذه العمليات. وفيما يتعلق بالمظاهر التي ترصدها إسرائيل للحكم على قرب سقوط نظام الأسد هو انهيار الإستراتيجية التي ينتهجها كل من النظام وإيران وحزب الله في الدفاع عنه. فقد رصدت إسرائيل فشل الهجوم الذي خططه الحرس الثوري الإيراني ونفذته قوات حزب الله وجيش النظام في جنوب سوريا، سيما في منطقة الجولان ودرعا. وحسب التقدير الصهيوني فإن قوات النظام وحزب الله تحولت إلى أهداف سهلة لقوات المعارضة التي أجبرتها على التحول من وضع الهجوم إلى وضع الدفاع.
وترى محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب أن هناك عدة تطورات أفضت إلى ميل الكفة بشكل كبير للمعارضة في مواجهة قوات النظام، على رأسها انضواء فصائل المعارضة المسلحة تحت لواء «جيش الفتح». وترى النخب الصهيونية أن هذا التطور مثل حدثاً تأسيسياً لمرحلة جديدة سمحت للثوار بمراكمة قوتهم العسكرية في مواجهة قوات النظام مما أدى إلى تقهرقرها، سيما بعد سيطرتها على محافظة «إدلب» ومدينة «جسر الشغور»، وتقدمها نحو الساحل، وتحديداً صوب معاقل العلويين. ولا يقلل الصهاينة من تأثير قرار السعودية زيادة انتاج النفط وخفض سعره، مما أدى إلى المس بقدرة كل من إيران وروسيا على مواصلة تزويد نظام الأسد بالعتاد والوقود، وهو ما وجد تأثيره على مسار الحرب. وترى المحافل الصهيونية أن انشغال تنظيم «داعش» بمواجهة القوات العراقية في محيط بغداد قلص الضغط على قوات الثوار في شمال سوريا وجعلها تتفرغ للتخطيط للتقدم صوب معاقل نظام الأسد التقليدية.
لقد عنت النخب الصهيونية بشكل خاص بانهيار معنويات الفرق والوحدات العلوية في جيش النظام، التي ينظر إليها على أساس أنها مرتكز النظام في الدفاع عن نفسه. ويرى المستشرق الصهيوني رون فريدمان أن أكثر ما يدلل على انهيار المعنويات الشاملة لجيش النظام هي الاستغاثة التي أطلقها سهيل الحسن، القائد العلوي لقوات النظام في منطقة الحلب، والتي كشفت عن تهاوي معنويات قوات النخبة في قوات الأسد. وحسب فريدمان، فإن هناك دلالة كبيرة لانهيار معنويات الحسن تحديداً لأنه يعد أكثر قادة جيش الأسد حماساً للحرب وأكثرهم شهرة بسبب «الانجازات» التي حققها، لدرجة أنه قد أطلق عليه «النمر».
لكن هناك ما يؤشر على أن إسرائيل لا تستعد لليوم الذي يلي نظام الأسد بإعداد بنك أهداف فقط، بل تحرص على الترويج لفكرة تقسيم سوريا، على اعتبار أن مثل هذه الصيغة تفيد إسرائيل والغرب. وقد دعا «مركز يروشلايم لدراسة المجتمع والدولة»، الذي يديره شخصياً دوري غولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى اقناع الغرب بتبني تقسيم سورية. وفي ورقة تقدير موقف حذر المركز من أن بقاء سوريا بدون تقسيم يعني تحويلها إلى قوة سنية كبيرة، مشدداً على أن كل الدلائل تؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين ستلعب الدور الرئيس في إدارة مقاليد الأمور في هذا البلاد. واعتبر المركز أن تقسيم سوريا إلى دويلات سيكون الحل الأفضل لإسرائيل والغرب، مشدداً على أهمية أن تعلن الولايات المتحدة تأييدها لاستغلال إقليم كردستان العراق، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تفتح الطريق أمام انفصال المزيد من الدويلات في المنطقة.وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك