السيد الصرخي: مَن يعترض على التسليح مُتهم بجريمة الإبادة الجماعية لشعب أعزل...
![]() السيد الصرخي: مَن يعترض على التسليح مُتهم بجريمة الإبادة الجماعية لشعب أعزل... الظلم والجريمة تارة تمارس من قبل شخص بمفرده، فهو الذي يخطط لها ويعد الوسيلة التي يستعملها وينفذ جريمته، وتارة أخرى يشترك فيها أكثر من فرد فتحصل المساهمة الجنائية، وهذه لها صورتان أم أن تكون مساهمة مباشرة في الجريمة كأن يقوم الشريكان بتنفيذها، أو تكون غير مباشرة كأن يُمَكِّن الشريك الفاعل الأصلي في تنفيذ الجريمة. الظلم والجناية والجريمة، والفاعل والمعين والشريك والراضي والساكت ، مفردات ومفاهيم أخذت حيزا كبيرا من حيث التنظير والتحليل والتصنيف والنهي عنها في التشريعات السماوية والقوانين الوضعية والتقاليد والأعراف، فإذا كانت معونة الظالمين والجناة من وجهة نظر الإسلام خروج عن الإسلام كما يقول نبي الرحمة "صلى الله عليه واله وصحبه": « من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد خرج من الإسلام »، والراضي بالظلم شريك للظالم، كما يقول الإمام علي "عليه السلام": «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء فيه»، فكيف يكون الحال بالظالم والجاني... الجناية والجريمة وملحقاتها معاني لها صور وتطبيقات متعددة وأشدها وأقبحها وأكثرها خطورة هو المُقَنَّع والمُبَرَّر والمُشَرعن والمُقَنَّن، فمنها هو أن تمنع الإنسان من أن يدافع عن نفسه وعرضه وماله ووطنه، وتقطع عنه سُبل الحصول على السلاح الذي يواجه به عدوه المشترك، أو ترفض تسليحه من قبل أي طرف، وفي الوقت ذاته تمتنع عن تسليحه أو تماطل وتسوف، والأنكى من ذلك هو أن تجعله بين خيارين، إما خيار الموت في بيته بنار المعارك والثار والتصفية، أو الموت تحت نار النزوح حيث القتل على أيد الغدر والنذالة، والطامة الكبرى هو أن ذلك يمارس اليوم تحت مظلة القانون والشرع والسيادة، وذرائع وحجج واهية ما انزل الله بها من سلطان. نعم هذا هو حقيقة الظلم والجريمة والجناية التي وقعت وتقع على إخواننا أهل السنة في العراق، فالسلطة والمتنفذ فيها تمتنع عن تسليحهم لقتال داعش وتماطل وتسوف في ذلك، وبنفس الوقت ترفض تسليحهم من قبل الغير... في المادة رقم 2، من اتفاقية "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها" والمدرجة ضمن الإعلان العالمي للأمم المتحدة أن الإبادة الجماعية تعني أيا من الأفعال التالية، المرتكبة علي قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو أثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: (أ) قتل أعضاء من الجماعة، (ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة، (ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا، إن جريمة رفض التسليح هنا ليست واقعة على فرد وإنما واقعة على شعب اعزل، ولذا فهي تقع تحت عنوان جرائم الإبادة الجماعية لأن من يرفض التسليح فقد اخضع شعب اعزل لظروف مهلكة ووضعه في ساحة قتال وحرب وإبادة جماعية لها جبهتان أولاهما: إنْ بقوا في بيوتهم قُتِلوا بنار المعارك والقصف والثار والتصفية وثانيهما: إنْ نزحوا قُتِلوا برصاص الغدر والخيانة، كما أشار المرجع العراقي الصرخي الحسني إلى هذه القضية في سياق جوابه على استفتاء رفع له حول قضية التسليح، تحت عنوان «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق» داعيا إلى محاكمة كل من تسبب في إيصال العراق والعراقيين إلى جحيم التقاتل والموت، حيث قال سماحته: ((ثالثا: المعترض ممن بيده السلطة والمؤثر فيها يكون متهما بجريمة الإبادة الجماعية لشعب اعزل مظلوم فالسلطة لا تسلحهم ولا تقبل ان يسلحهم احد فلا يبقى أمامه إلّا الموت فان بقوا في بيوتهم ماتوا بعمليات الثار والتصفية والقصف والاشتباكات ، وان نزحوا من ديارهم ماتوا على ايدي الغدر والخيانة ، ومن هنا أدعو كل شرفاء العراق والعالم من أهل الاختصاص ان ينتصروا للمظلومين العراقيين بتشكيل لجان قانونية وحقوقية لجمع الأدلة والبيانات وتقديمها للمحاكم الدولية والمنظمات الإنسانية والحقوقية من اجل إدانة ومحاكمة كل من تسبب في إيصال العراق والعراقيين إلى جحيم التقاتل والموت وسفك الدماء وتهجير وتجويع الشيوخ والنساء والأطفال وترويعهم)). http://al-hasany.com/vb/showthread.php?t=413194 استفتاء: «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق» بقلم احمد الدراجي تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|