فتوى المرجعية تمخضت فولدت قرامطة العصر.
![]() فتوى المرجعية تمخضت فولدت قرامطة العصر. الحس والتجربة أداة من أدواة المعرفة يمكن إن يستعملها العقل للحصول على المعلومة واكتشاف بعض الأسرار، والحقائق ونحن إذا تأملنا في المنهج القرآني في تربية الإنسان على التفكير والحصول على المعلومة نجد انه اعتمد على الاتجاه الحسي في إثبات كثير من القضايا( طبعا ليس بمعزل عن العقل) ولهذا نجد إن الكثير من الاستدلالات القرآنية تنطلق من المحسوسات التي تحيط بالإنسان والشواهد القرآنية كثيرة . قد تُمرَّر الكثير من القضايا المغلوطة في ظل عوامل وظروف تجعل من الكثيرين ارض حاضنة لكل ما هو مخالف للشرع والمنطق والعقل والأخلاق والإنسانية، لكن بعد وقوعها وحدوثها ينبغي أن يكون الحس والتجربة الفيصل في إثبات صحتها من خطأها، وصلاحها من فسادها، والمفروض أن تتلاشى كل عوامل التغرير والخداع والتضليل وغيرها التي استخدمت لتمرير وتسويق تلك القضايا، فكفى بالتجربة واعظا، والعاقل من وعظته التجارب كما يقول الإمام علي "عليه السلام" عندما أطلقت المرجعية فتوى "الجهاد الكفائي" الذي كان غائبا عن تفكيرها وإيديولوجيتها لأن الجهاد حسب مبانيها معطل في زمن الغيبة الكبرى حتى ظهور المهدي، صار لها صدى إعلامي مبرمج وموجه وتناقلتها وسائل الأعلام والأقلام والألسن ورقص على أنغامها من كان لا يؤمن بفكرة الجهاد، ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، وألِف الصمت والسكوت المشين على أبشع الجرائم، وركن إلى جبابرة الطغاة والمحتلين،ونفس التزويق والترويج والتبجيل والحملة الإعلامية، بل بصور أضخم صار للحشد الشعبي الذي تأسس على خلفية صدور تلك الفتوى... في المقابل طرح السيد الصرخي رأيه فيها باعتباره مرجعا وله رأيه واجتهاده ناهيك عن إننا نعيش في عصر الديمقراطية (المزعوم) وحرية الرأي والفكر الذي يكفله الدستور العراقي الذي أمرت المرجعية الناس بالتصويت عليه بــ"نعم"، حيث وصفها بأنها لم تكن مُشَخِّصَة، ولم تنطلق من رؤية موضوعية حيث قال سماحته: (...من هنا قلنا ونقول بان الفتوى ولدت ميتة لأنها لم تصدر من الفكر والمنهج والسلوك المناسب ، ولم تصدر في الوقت المناسب ، ولم تصدر في الحدث المناسب ، ولم تكن مُشَخِّصة للتشخيص المناسب...) وقال أيضا: (الفتوى ليست لهوا، الفتوى ليست هواءا، الفتوى خوض في النار، الفتوى في نار جهنم، الفتوى دماء، الفتوى سعير وعذاب، علينا أن نقرا، علينا أن نعرف، عندما أفتي بشيء، اقرأ كيف ستترجم ؟، كيف ستفسر الفتوى؟)، وكانت ردت فعل الطائفيين الانتهازيين من الرموز الدينية والسياسية أن شنوا عليه حربا بربرية وارتكبوا بحقه وبحقه مقلديه جريمة نكراء في كربلاء لم يسبق لها نظير لا تقل في قبحها عن جرائم "داعش"، بل فاقت عليها... الآن وبعد مرور ما يقارب السنة على صدور الفتوى وتأسيس الحشد الشعبي ماذا جرى وماذا حصل ؟!!!!، تحول الحشد الشعبي إلى أداة قمع وبطش لتنفيذ أجندات إمبراطورية إيران المزعومة وصار قوة مليشياوية فوق الجميع، فوق القانون والدولة والوطن والمؤسسة العسكرية والأمنية، ويتحكم بصناعة القرار الأمني والعسكري والسياسي، بل يفرض رؤيته بالقوة والتهديد، وارتكب الجرائم والمجازر والانتهاكات، وهذا أمر لا سبيل إلى إنكاره، ومن هنا يثبت إن التجربة المريرة التي ترتبت من نتائج كارثية بسبب الفتوى هو الشاهد الحسي على عمق الخطر والجهل والتعصب الذي قادنا لهذه التجربة الفاسدة. ما جرى مؤخرا في تكريت اسقط كل الأقنعة والمبررات الواهية، وكان انتكاسة أخلاقية، كما عبر عن ذلك المرجع الصرخي في جواب له على استفتاء رفع إليه تحت عنوان "تكريت وإيران هزيمة أو هزيمتان"، حيث كان مما جاء فيه، قول سماحته: )) ثانيا: انتكاسة أخلاقية : في تكريت تجسد الانحطاط والقبح وسوء الأخلاق ، فالفضيحة والعار والخزي في الدنيا والآخرة ، وقد قلنا ونقول ونكرر إن ما وقع علينا في مجزرة كربلاء من قرامطة العصر أحفاد وأتباع ابن سبأ يمثل صورة مصغرة لكل ما حصل ويحصل في العراق من جرائم على أيدي قرامطة الإجرام ، فما وقع في كربلاء و تكريت من خطف وقتل وتمثيل وحرق وسلب ونهب وتهديم وتجريف وانتهاك وظلم وقبح وفساد وإفساد هو نفسه وقع ويقع في كل مكان تدخله مليشيا القتل وسفك الدماء. ثالثا : فتاوى القتل والسلب والنهب : تكريت الشاهد الحي على النتائج والآثار الكاريثية المهلكة المترتبة على فتاوى الجهل والتعصب ، ففي تكريت السقوط الأكبر والخزي الافحش قد أصاب فتاوى التقاتل وسفك الدماء وفتاوى الدعم الذاتي للمليشيات في السلب والنهب وسرقة المتاجر والبيوت والمساجد وكل الأموال والممتلكات ...فليتحمل أصحاب الفتاوى وِزرَ ذلك كلِّه في الدنيا والآخرة وهو دليل آخر يضاف إلى سجل الأدلة التي تثبت قيام الحشد الشعبي بجرائم وانتهاكات مروعة وكشف عن حقيقة الحشد الشعبي الطائفية العدوانية التي زوقتها المرجعية ومنظومتها الإعلامية والأقلام الطائفية الرخيصة.)). الواقع المعاش الملموس والتجربة أثبتت مُجدَّدا صحة وتمامية ما طرحه السيد الصرخي من تشخيص دقيق للفتوى ولحقيقة الحشد الشعبي. فهل يتم التحرر من مفعول أفيون الطائفية؟!، هل يتم التمييز بين من يريد إنقاذ العراق وشعبه، وبين من عمل على خرابه ودمار وضياعه؟!، إلى متى يبقى العراق وشعبه حطب نار الطائفية ووقود المشاريع الإمبراطورية والمرجعيات التي ساقته من سيء إلى أسوأ؟!. رابط استفتاء: « تكريت وإيران هزيمة أو هزيمتان » http://al-hasany.com/vb/showthread.p...post1048950872 بقلم احمد الدراجي تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|