سُنّة تاريخية ... الحل بيد اهل الحل فهل من مبادر ؟
![]() سُنّة تاريخية ... الحل بيد اهل الحل فهل من مبادر ؟ مهند الرماحي التاريخ حافل بمواقف الامم من الازمات التي تعتريها ولما انتهت بهم السبل رضخوا قهرا واضطرارا الى اهل الحل وبالتأكيد فأن هذه الامم كانت حاقدة وظالمة ومهمشة لاهل الحل ، ولما يأتي الدور اليهم يقومون بكل ما اوتوا ليطبقوا ما وهبهم الله تعالى من العلم والمعرفة والصنعة لحل تلك الازمات التي ترزح الشعوب تحتها . فهذه سنة الله تعالى في خلقه (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) اذن حالة واحدة تجري منذ بدأ الخليقة الى يوم القيامة . فالتاريخ يحدثنا عن قصة النبي يوسف (ع) وبعد ان تقطعت السبل بهم ووجدوا الحل عند يوسف ماذا فعل الملك { وقال الملك ائتوني} ومع النبي موسى (ع) عندما ضاق بآل فرعون ذرعا الجراد والقمل ثم الطوفان حتى آل بهم الامر لا يقدرون أن يحرثوا ولا أن يعملوا شيئاً حتى جهدوا جوعاً، فلما بلغهم ذلك اتوا مذعنين لموسى (ع) { قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل} . ولما تركت الامة علي (ع) وحدث ما حدث فيهم ايام الخليفة عثمان ولما بقيت المدينة خمسة ايام بدون خليفة اجتمعت الامة انه لا خليفة الا علي (ع) ورغم الرفض منه سلام الله عليهم الا انهم قالوا :- ننشدك الله أ ما ترى الفتنة أ لا تخاف الله في ضياع هذه الأمة فلما ألحوا عليه قال لهم إني إن أجبتكم حملتكم على ما أعلمه وإن تركتموني كنت كأحدكم فقالوا قد رضينا بحكمك وما فينا مخالف لك فاحملنا على ما تراه ثم بايعته الجماعة. وهكذا تمضي السنة الالهية عبر التاريخ ومهما حاول المغرضون اقصاء وتهميش اهل الحل فلابد ان تدور الدوائر ويرجع الحق الى اهله ، وهكذا عبد الملك بن مروان في الازمة الاقتصادية عندما فرض ملك الروم الحصار الاقتصادي على الدولة الاسلامية فجمع عبد الملك أهل الإسلام ، و استشارهم ؛ فلم يجد عند احد منهم رأياً يعمل به .فقال له روح بن زنباغ : إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر ، و لكنك تتعمد تركه . فقال : ويحك ؟ من ؟ . فقال : عليك بالباقر من أهل بيت النبي ( ص ) . وهكذا حل الامام الباقر (ع) هذه المعضلة ، وحتى في عهد المأمون وقد تأزمت العملية السياسية وثورات منتحلي التشيع فاراد الحل لأزمة الدولة والحكومة فلم يكن له بد الا بالامام الرضا (ع) بأن يكون هو الخليفة ولكنه ابى فصار غصبا ولي العهد وهكذا مع جميع الائمة كانت هناك معضلات وفتن فلا حل للزعماء السياسيين الا اهل الحل وحتى على مستوى المرجعيات ، فعندما غلي الفكر الشيوعي واستباح حتى الحوزة لجأت السلطة للسيد الصدر الاول لأنه من اهل الحل . وحتى مع السيد الصدر الثاني فقد احس النظام السابق ان خطر الفرس بدأ يهيمن على الحوزة والشعور الفردي للعراقيين فأمرت السلطة ان تطبع كتب السيد الصدر وتسلم له المدارس الدينية لحل الازمة الاثنية . واليوم ونحن نمر بأقسى وامضى فتن ومعضلات لا حل لها الا عند اهل الحل فماذا نفعل ؟ ونحن نعلم ان هناك لبنة من لبنات اللحمة الوطنية هو الحس العروبي قد ميع واعدم على مقصلة الولاء المذهبي الكاذب من قبل ايران حتى حدث ما حدث بنا بسبب ايران وما لها من تأثيرات سلبية على القرار العراقي ومن جهة اخرى امريكا وما لها دور شيطاني في تدهور العراق. وهنا ادعو الى الحل الذي لابد منه وهي المرجعية العراقية العربية والمتمثلة بالمرجع الصرخي الحسني . فليس من الصائب ان نكون مرجعية اعلامية ليس لها حظ من العلم والمعرفة ، فعلى العراقيين ان يدركوا حقيقة ان الحل بيد المرجعية العراقية وانهم سيأتونها قهرا والايام بيننا لأننا اليوم بحاجة الى صوت عراقي حقيقي وهذه الفتن بحاجة الى قيادة حكيمة وعقلية رصينة ورصيد علمي عميق نابع من النظرية الاسلامية الحقيقية التي جاءت بها رسالة السماء . وللنظر ما يقوله المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بهذا الصدد " لا بد من القراءة الصحيحة الموضوعية الواقعية للأحداث، فإذا أخطأنا القراءة فإننا بكل تأكيد سنخطئ في تشخيص العلاج، ومن هنا أقول إن "داعش" صارت واقعًا مفروضًا وليست ظاهرة طارئة عابرة فلا يصح المراهنة على الوقت لإزالتها، ويجب علينا ألا نجازف أكثر وأكثر بدماء وأرواح أبنائنا فنزجهم في معارك خاسرة ومهالك محققة لأننا لم نشخص الواقع بصورة صحيحة موضوعية أو لأننا نعرف الواقع لكن لا يهمنا دماء وأرواح الناس ولا نعترف بالآخرة والثواب والعقاب. ومن هنا أدعو إلى دراسات معمقة علمية مستقلة غير متأثرة بهذا الطرف أو ذاك فتشخص لنا الواقع كما هو وبدون زيف أو انحراف فتضع لنا الحل والعلاج المناسب وبأقل الخسائر، فالضرر والهلاك والدمار كله على العراق وأهل العراق، فقللوا سفك الدماء وأوقفوه الدماء وامنعوا تدمير العراق " فهذا الحل وهذه مرجعية الحل فمن يريد الحل فالابواب مفتوحة واما التهميش والاقصاء فأيامه قليلة بدليل السنة التاريخية التي تحدثنا عنها في مقدمة المقال . تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|