المزيد
الكتب المقدسة عند الشيعة والسنة... في ميزان السيد الصرخي.

التاريخ : 08-04-2015 |  الوقت : 11:21:07

الكتب المقدسة عند الشيعة والسنة... في ميزان السيد الصرخي. التقديس والقداسة والمقدس مفردة لها جذور وأبعاد دينية والتعاطي معها أمرٌ حثت عليه كل الأديان والرسالات، بل إنَّ هناك بعض الأمور كانت تحظى بالقداسة والتقديس من قبل بعض المجتمعات ولما نزلت في أرضها رسالة السماء أقرَّتها وعمَّقتها، ونحن هنا لسنا ضد التقديس الخاضع للضوابط الشرعية والعلمية والعقلية والحضارية والأخلاقية وإنما ننتقد ونرفض التقديس الذي خرج عن إطاره الشرعي والعلمي لأن هذه المفردة لم تكن بمنأى عن عمليات التوظيف أو التسييس بحيث صارت تلصق بمَن ليس أهل للتقديس وأخرِجَت من إطارها الشرعي المتوازن لتصبح أسيرة الإفراط والغلو والمبالغة المرجوحة والمرفوضة تَمنحُ مَن أضفيت عليه حصانة وعصمة ما انزل الله بها من سلطان، وأصبح خطا احمرا، وكتابا مقدسا لا يأتيه الباطل والخطأ والانحراف، فلا مجال للاقتراب من ساحته والنظر والتدبر والتدقيق والتمحيص في أحواله وتقييمه. هذه الظاهرة الخطيرة تفشت في أدبيات المجتمع الإسلامي بكل طوائفه ومذاهبه، وهناك أيادي خفية تعمد إلى تفعيلها وتعميقها وتركيزها بما يخدم توجهاتها النفعية الشخصية التي تتمحور في جانبين السلطة والمال ، فلا يكاد يخلو منها أي مذهب، وقد كان لها عدة صور كتقديس من لا يستحق التقديس، والمبالغة والإفراط والغلو في التقديس حتى صارت بعض الموارد فوق الأقدس. إن التقديس اللامشروع كان ولا يزال له الأثر السلبي على فكر وعقيدة وسلوك ومواقف وواقع الفرد والمجتمع، لأنه يشلُّ حركة الفكر، ويحبسه في حلقة مغلقة، ويعرقل عجلة النمو والتطور والإبداع، ويُعطِّل عملية التقييم الموضوعي، ويوقف عملية التدقيق والفرز الحيادي العادل، ويضع الأفكار والأفعال والمواقف على حد سواء لأن الجميع تحت هالة التقديس وحصانته :الصحيح والخطأ، الحقيقة والوهم ...، وهذا بدوره سيرسم صورة مشوشة غير واضحة يختلط فيها الحابل والنابل... هذه الظاهرة كان قد انتقدها المرجع الصرخي في مناسبات عديدة فكان مما قاله في هذا الصدد: ((..نسمي الأشياء بمسمياتها ونشخص الأمور بواقعيتها، فالعمل الذي يستحق المدح والثناء يذكر والعمل الذي يستحق الذم، الانتقاد، التشخيص، التحديد، تحديد المواقف على أساسه الولاء والاعتقاد والمعتقد والعقيدة وعقد القلب عليه علينا أن نميز ممن نأخذ وعلى من نعتمد وأي طريق نسلك فكله يرجع إلى النقاش العلمي، نميز الصح من الخطأ نميز الحقيقة عن غير الحقيقة نميز الوهم عن الواقع وبعد هذا يبقى الحكم عند الله سبحانه وتعالى هو الحكم العادل..)). كثيرة هي مصاديق التقديس الغير مشروع ولا يسع المقال لسردها، وإنما نشير إلى واحد منها، يتمثل في تقديس الكتب والمؤلفات (في هذا المذهب أو ذاك)، لدرجة أنها أصبحت خطا احمرا لا يأتيها الباطل أو الخطأ أو السهو، وغير قابلة للنقاش أو التقييم، بالرغم من صدورها من أشخاص غير معصومين، وصارت هذه الكتب الأساس المطلق والمحصن في رسم وصناعة ايدولوجيا المذاهب والطوائف، في حين ثبت إنها لا تخلو من الموضوعات التي تتعارض مع القرآن والسنة. في المحاضرة الرابعة والثلاثين ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوع في العقائد والتاريخ الإسلامي التي ألقاها بتاريخ 3/4/2015 ، أشار المرجع الصرخي إلى هذه الظاهرة الخاطئة وبين انه لا قدسية لكتاب بعد القرآن الكريم حيث قال سماحته: ((لا قدسية لكتاب بعد القرآن، فكلها بعده خاضعة للتدقيق، سواء أكانت الكتب شيعية كالكتب الأربعة وغيرها أو كتب سنية كالصحاح وغيرها)) ، جاء ذلك في سياق مناقشته بدقة وعمق الرواية التي ينقلها أبو هريرة ( خلق التربة يوم السبت) في جهتها الثانية والموجود في صحيح مسلم حيث اثبت سماحته أنها مخالفة للمسلمات والضروريات ومخالفة للقرآن والسنة مسجلا عدة تعليقات عليها على ضوء ما ذكره الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" وبذلك يثبت عدم صحة كل ما موجود في صحيح مسلم. وأضاف المحقق الصرخي بالقول إن البخاري وابن كثير يرفضان الكثير من الإسرائيليات الباطلة في صحيح مسلم، وللاطلاع على تفاصيل المناقشة من خلال الرابط التالي: http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1048945111#post1048945111 رابط المحاضرة https://www.youtube.com/watch?t=49&v=uh_pLMCcMfc بقلم احمد الدراجي



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك