من المشاكل التي واجهت الفكر الاسلامي , تغييب لغة النقد البناء وعدها طعن , وسبب ذلك الطائفية وشيطان المذهب , فكل جانب يتعصب لتراثه ويلبسه ثوب القداسة , حتى وصل الامر الى القول بصحة كتب بكاملها , ووصف من لا يقبل ذلك بانه مبتدع ، متبع غير سبيل المؤمنين , هذا التوجه والتبني يجعل الاسلام وقادته عرضة للطعن , فالمعروف ان في هذه الكتب التي وصفت بالصحيحة , فيها ما يناقض الرسالة الاسلامية وما ثبت من بديهيات وضروريات , بل يصل الامر الى الاساءة , منها وصف النبي انه يتبول في الشارع حاشاه عن ذلك , وغيرها من الامور , وللخروج من هذا الحرج اضطر البعض للتاويل والتفسير لكن هذا الاسلوب لا ينفع وغير علمي المعروف ان اغلب المذاهب الاسلامية , لا تقول بعصمة غير الانبياء , وان العصمة دفنت مع النبي الخاتم صلى الله عليه واله وهذا الاعتقاد يتناقض مع القول بصحة كتب الروايات , كصحيح مسلم والبخاري على سبيل المثال , المنقولة عن رواة حديث يحتمل فيهم الخطا اوالنسيان او الاشتباه ... فالقول بصحة كل ما نقله هؤلاء لا يستقيم مع القول ان غير الانبياء لا عصمة لهم مع الاشارة الى ان في هذه الكتب الضعيف من الروايات وهذا ما اشار له السيد الصرخي في محاضرته العقائدية 34 بتاريخ 3/4/2015 حيث قال (ابن كثير يضعف رواية مسلم وكذلك البخاري فهل صحيح مسلم كله صحيح ام فيه الضعيف ؟ هذا ابن كثير والبخاري يضعف بروايات في صحيح مسلم هذا رد على من يقول ان صحيح مسلم كله صحيح .. ) في اشارة الى رواية خلق التربة المرويه عن ابو هريرة ومن جملة ما نقله المرجع الصرخي عن العلماء في هذه الرواية راي ابن باز قال ابن باز (ومما أخذ على مسلم رحمه الله رواية حديث أبي هريرة : أن الله خلق التربة يوم السبت... الحديث. والصواب أن بعض رواته وهم برفعه للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار ؛ لأن الآيات القرآنية والأحاديث القرآنية الصحيحة كلها قد دلت على أن الله سبحانه قد خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة؛ وبذلك علم أهل العلم غلط من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق التربة يوم السبت، وغلط كعب الأحبار ومن قال بقوله في ذلك، وإنما ذلك من الإسرائيليات الباطلة. والله ولي التوفيق.) فتاوى ابن باز (الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 69) وجه السيد الصرخي سؤال لابو هريرة مضونه :كيف تورطت في نقل هذه الرواية الاسرائيلية الباطلة وانت الحافظ ووعاء العلم واكثر من حفظ عن النبي كيف نسيت ما ثبت في هذا الباب من خلق التربة لماذا تنقل الاسرائيليات الباطلة عن كعب الاحبار وهي مخالفة للآيات القرآنية والأحاديث القرآنية الصحيحة كما يقول ابن باز ما هي الحكمة في ذلك وهنا يعلق السيد الصرخي بعد ايراد الاشكالات العلمية والمناقشة الموضوعية الصحيحة ويثبت بالدليل انه لا قدسية لكتاب بعد القران قال (... لا قدسية لكتاب بعد القران الكريم فكلها بعده خاضعة للتدقيق , سواء أكانت الكتب شيعية كالكتب الاربعة وغيرها او كتب سنية كالصحاح وغيرها ) وهذا لا يعني طعن وتعدي كما يتصور البعض بل هذا هو المنهج العلمي الصحيح ولابد ان تسود لغة الحوار والمحبة ولا يكون ذلك مدعاة للبغض والتكفير قال المرجع الصرخي في نفس المحاضرة ( التفت جيدا يوجد عنوان عدالة الصحابة عنوان هيبة الصحابة عنوان كرامة الصحابة هذا شيء ، لكن عندما نريد ان نتحدث عن رواية عن حديث ... هذا شيء آخر هنا نقاش ، عندما ننقاش النقاش العلمي ليس له علاقة بكرامة الصحابي بعدالة الصحابي ... واضاف سماحته بنفس السياق " هذا المفهوم وهذه الروحية المفروض تكون سائدة عن جميع المسلمين ، نناقش النقاش العلمي انا وانت اصحح ما اقول واخطئ ما تقول تصحح ما تقول تخطئ ما اقول ينتهي النقاش تنتهي المناظرة بعد هذا نكون على ما نكون عليه من المودة والرحمة والاخوة وهذا النقاش العلمي يكون حجة عليّ و عليك او على من يسمع). للاستماع للمحاضرة و التمتع بالنكات العلمية على الرابط ادناه https://www.youtube.com/watch?t=49&v=uh_pLMCcMfc