المزيد
حق القوة وقوة الحق

التاريخ : 01-04-2015 |  الوقت : 11:22:02

تتعالى الأصوات هنا وهناك , بمفاهيم أخلاقية وقيم عالية ,ويكثر الحديث عن العدل, والأنصاف, وحقوق الانسان ,والتعايش السلمي ,ونبذ الطائفية والعنصرية ,وتكاد لا تمر عليك ساعة, بلا سماع متشدق بهذه المفاهيم ,او كاتب يخط أجمل التوصيفات في هذا الشأن, أو ندوة تسابق المحاضرون فيها, ليشنفوا أسماع حضورهم, بما لذ وطاب ,من قيم وأفكار, وهكذا في وسائل الإعلام المختلفة ناهيك عن منابر الدين المتعددة لكن في الحقيقة ,لا اثر لكل ذلك ,على ارض الواقع , والقول بلا عمل ,لا ينتج عنه اثر بالضرورة , كالذي يصف للجائع أنواع الطعام ,دون ان يقدم له شيء ! حقيقة الأمر ان اغلب هذه الجهات بمختلف توجهاتها ,تختبئ خلف هذه المفاهيم والقيم (بالقول فقط) , وتتسابق للاستقواء ,من اجل البقاء, والاستمرار, وكأننا نعيش في غابة , وليت المهتمين ينتجون فلم وثائقي لهذه الحالة على غرار وثائقي (الافتراس من اجل البقاء) الكل ينتقد هتلر وجبروته ,لكنهم عمليا يطبقون مبدأه القائل (حق القوة) , الذي ذكره في كتابه (كفاحي) هذا المبدأ الهتلري ,هو الشائع في مجتمعنا ,وعلى مختلف الاصعد, والشيء العجيب في هذا الامر , هو , ان هؤلاء يرفعون شعار (قوة الحق ) ويدعون اتباع ابرز رموز هذا المبدأ (قوة الحق) ,وهو الامام الحسين عليه السلام, لكن واقعا يطبقون مبدأ حق القوة الهتلري الاستقواء بالمال والمليشيات, وممارسة الكذب والخداع ,وكيل التهم تجاه الخصوم ,واستخدام كل شيء يرون فيه قوة لصالحهم ومؤدية لإضعاف خصمهم , حتى رجال الدين يستخدمون هذا المبدأ الهتلري ,ويشنون حربهم ضد اصحاب قوة الحق, بأدوات القوة ليقولوا نحن غلبنا وانتصرنا , اذن نحن على حق ما دمنا أقوياء, واحد ضحايا هذا المبدأ الهتلري المعاصر, هو المرجع الديني السيد محمود الصرخي, فقد لاقى من خصومة الذين اختاروا مخاصمته بحق القوة , لا بقوة الحق ,وشنوا عليه حرب , وعلى كافة الاصعدة , إلا امر واحد, وسلاح واحد لا يمتلكونه, وهو سلاح العلم , نعم الاعلام بيدهم , الاموال تحت تصرفهم , الاتباع , الدول , كل ذلك لديهم ومتوفر, إلا العلم فهو سلاحه الوحيد , قال في إحدى محاضراته (.... وكما تعلمون تعطي درهما يعطون ملياراً تفتح جامعة ودرسا ببضعة طلاب يفتحون بالاف الطلبة، تعطي راتبا يعطون الرواتب،..... تحكي في وسيلة اعلام يحكى في وسائل اعلام وتمنع الوسيلة التي تحكي، فكل ما تفعل، كل ما تتصرف ينتهي ويموت وتكون السطوة للغير لأنه يمتلك الواجهة والسمعة والاموال والارتباطات، .... ويبقى العلم هو الحكم وهو المقياس وهو النبراس فلا نستطيع أن نباري الآخرين إلا بالجانب العلمي) انتهى الاقتباس , نعم انها لغة الغابة , لغة حق القوة الهتلرية, ولا وجود واقعي لتلك القيم التي يبرموننا بها ليلا ونهارا , وما وصل له حالنا خير شاهد , لكن هذا الانتصار الوهمي, حقيقته خسران مبين , يقول الامام علي {عليه السلام} (الْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ) , ونحن وانتم في دار ممر لا دار مستقر , ولن نختار غير الحق سلاح.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك