المزيد
مرجعية النجف: مأزق التحالفات وعنق الزجاجة الطائفية

التاريخ : 30-03-2015 |  الوقت : 11:16:04

ليست بالمدة القصيرة في عراق ما بعد الاحتلال هي تلك الفترة التي استغفل فيها العراقيون دينيا وسياسيا وتشابكت عليهم الرؤى الفكرية المذهبية فالباحث في الوضع العراقي يجد من التناقضات في المواقف والمناهج اللا مبدئية والاستغفال والضحك على الذقون الكثر, بل يجد ما هو أعظم, من زهق ألاف الأرواح بخدع سياسية غطتها عمائم الدجل الديني بغطاء مذهبي ولا نستطير إن قلنا أن ذلك الوضع وتلك الدعاوى الخادعة قد وصلت إلى طريق اللا عودة , وإذا كان الصراع خفيا في تلك الفترة بين أمريكا وإيران وتلعبه الكتل الطائفية وتمرره المرجعية بعنوان مقتضيات العملية السياسية فنحن اليوم على مفترق طرق لا يقبل خلط الأوراق ولا ضبابية الولاءات فهذه الآلاف من المليشيات التي حُشدت بالسلاح تنسحب من القتال بدعوى رفضها لقوات التحالف , ولا نعلم لما تعتبر المليشيات الطائفية قوات التحالف احتلالا بينما تعتبرها مرجعيتهم قوات صديقة , هل هي ديمقراطية دينية!؟ أليست هي أحكام شرعية , ومن العجيب أيضا أن يأتي رأي وتصرف المرجعية هلاميا في ما حصل من خلاف حول مشاركة قوات التحالف في القتال, فتبدأ العملية بامر المرجعية بإنزال الصور ورايات المليشيات ثم توصي بحل المشكلة توافقيا بين الحكومة والحشد. في الواقع انها بدايات الانسحاب وترك المليشيات لتلاقي مصيرها المجهول . واليوم حيث اخذ المنهج السياسي الذي غلف ببودقة طائفية منحا عالميا وظهرت تحالفات في الساحة الدولية والإقليمية في قبال ما قامت به إيران ومليشياتها واذرعها في المنطقة وكلها تنذر بصراع يحتم على أصحاب الجهاد الكفائي كشف الحقيقة وبيان الرأي فإما أن تخرج من دائرة الصراع باعتباره صراعا سياسيا أو أن نكون وقودا لحرب توسعية وصراع إقليمي عنوانها الدفاع عن المذهب . وبكلتا الحالتين لابد للسيستاني ان يأخذ الموقف الصريح الواضح اما ان يكون جزءا من هذه المعركة او يعلن انها معركة لا مصلحة للعراقيين فيها , أما أن ينسحب تدريجيا ويستل خفية فهو أمر لن يمر حتى على السذج بعد أن خرج من قمقم الصمت وأصبح مفتيا للقتال , فلا مجال لان يعود السيستاني لصمته لترك مليشياته التي حشدها تواجه مصيرا مجهولا اعتقادا منها أنها تدافع عن المذهب فيما سينأى هو بنفسه بعيدا باتجاه تلك الكتل التي ستنقلب وستتأقلم مع الوضع الجديد. ان ما ادخلت به هذه المرجعية العراقيين من مازق طائفي كانت المرجعية العربية قد حذرت منه طوال سنوات بل حذرت منه كافة شعوب المنطقة وآخرها ما صرح به السيد الصرخي في لقاءه مع صحيفة الشرق :لأبنائي وأعزائي الشعوب العربية أقول: احذروا الفتن احذروا الفتن احذروا قوى التكفير المتلبسة باسم الدين والمذهب والطائفة كذباً وزوراً، احذروا منهج التكفير القاتل مدعي التسنن، واحذروا منهج التكفير الفاسد مدعي التشيع، احذروا الإمبراطوريات وقوى الاحتلال التي تؤسس وتؤجج تلك الفتن، وعلى الجميع الوقوف بوجه هذه الأمواج الفكرية المنحرفة الدخيلة على الإسلام والمشوّهة لصورة الإسلام ومبادئه وأخلاقياته



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك