المزيد
المدن المنسية في بلاد العرب

التاريخ : 13-10-2014 |  الوقت : 01:46:01

وصف الرحالة ستيوارت إرسكين شروق الشمس في مدينة البتراء الأردنية، بأنه أجمل شروق للشمس رآه في حياته، مشيرا إلى أنه لا بد لكل من يأتي من أوروبا أن يعود عينيه على عادة جديدة في تركيز النظر، فكل شيء في الشرق قديم عتيق بنظره.
هذا ما جاء في مقدمته لكتابه "المدن المنسية في بلاد العرب"، والصادر عن دار الكتب الوطنية، في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ضمن سلسلة "رواد المشرق العربي" بترجمة عبد الإله الملاح. ولما كان كل شيء عتيقا فلا بد أن يكون مبعثرا، فحضارات تقوم وتندثر، وأمم تصعد وتنال فترة من الرفاه، ثم تختفي مثل تلك المدن التي قدمنا من بعيد لنشاهد آثارها، ليكون هدف هذه الرحلة مواقع مدن اختفى ذكرها وتاريخها.
حقب تاريخية
تضمن الكتاب الموزع على 300 صفحة من القطع المتوسط 28 فصلا، جاء عنوان كل فصل منها مدخلا للحديث بشكل تفصيلي مدعم بالحقائق التاريخية، عن مدينة أو مكان بعينه، وهي على التوالي شروق الشمس، البتراء، المدينة النبطية، خزنة فرعون، البتراء قبل الحقبة الرومانية، البتراء الرومانية، القلعة الصليبية، الكرك، القلعة الإقطاعية، الكرك تحت الحصار، مدن السهل، عروعير ومخايرس، الصحراء، مأدبا، ربة عمون، فيلادلفيا، مدن الحلف العشر "الديكابوليس"، القلعة، بطليموس فيلادلفوس الثاني والمسرح الإغريقي، الأنباط من جديد، جرش، حكاية جراسا، معبد أرتيمس، المسرح، العصر الفضي، الأفلاطونيون الجدد، الجغرافيون الجدد، الجغرافيون العرب والحجاج المسيحيون، وأخيرا الغروب.
ومن هذه العناوين نجد أن المؤلف قد تناول في معظم فصول كتابه البتراء في حقب تاريخية مختلفة. كما تضمن الكتاب العديد من الرسوم التوضيحية بريشة الميجر بنتون فليتشر. الذي ركز على مناطق عديدة مثل البحر الميت من جبل الزيتون، الشروق، وادي موسى ووادي عربة، خزنة الفرعون من السيق، إطلالة على البحر الميت، وغيرها الكثير.
ذكرى المدن
أوضح إرسكين في مقدمته أن الهدف من الغوص في تفاصيل تلك المدن والخوض في موقعها الجغرافي، والحديث عن تاريخها بقوله: كل شيء عتيقا لا بد أن يكون مبعثرا، فحضارات تقوم وتندثر، وأمم تصعد وتنال فترة من الرفاه، ثم تختفي مثل تلك المدن التي قدمنا من بعيد لنشاهد آثارها، ليكون هدف هذه الرحلة مواقع مدن اختفى ذكرها وتاريخها.
واستعرض الراحلة في هذا المجال تاريخ البتراء، مشيرا إلى اختلاف الروايات في أمر أول من جاء إلى البتراء من الأنباط، والصلة التي جمعتهم عن طريق التجارة بسبأ وتدمر ودمشق، وعن إمبراطوريتهم التي امتدت في وقت لاحق حتى دمشق. ووصف بشكل مستفيض آثار البتراء مثل شارع القبور، وديانتهم، ومعابدهم. وتأثير الحضارات الأخرى عليهم في حقب مختلفة مثل الحقبة الرومانية.
في ختام كتابه في فصل الغروب كتب المؤلف "يكون الغروب في أبهى صورة حين ينزل شعاع الشمس الغاربة، على صفوف المقاعد الحجرية في مدرجات المسارح، أو حين تشاهد من تل القلعة، ومنها يقع نظر المرء على مشاهد واسعة من البلد من حولها، ومرة أخرى يتلاعب الغروب بضروب ودرجات الألوان وتلمح المياه المترقرقة في الجدول، بينما ينفض أحد الفرسان الماء عن حوافر جواده".

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك