بين وطن الغربة ... وغربة الوطن
![]() في الغربة ننعم بغنى وفي الوطن ننعم بغربة وبين الغربة والوطن حكاية مواطن ينشغل في حياته على تأمين حياته وحياة عائلته وينسى كل المسوغات الاخرى ، ينسى ان يدافع عن مظلوم او يرفع الاذى عن مأزوم وتتسارع حياته حتى عندما ينعم بقليل من الراحة يكون قد فاته قطار العمر فيجلس منتظرا سرير الخروج من الدنيا ... وربما ينعم الاخرون بما جمع وبما اجتهد ويذهب المسكين في طيات النسيان ، في الاوطان الاكثر حظا يعيش المواطن منعما نتيجة ان الدولة تضمن له راتبا يعادل مصروفه ومصروف عائلته ويزيد عن حاجته لغاية الاستجمام والاسترخاء فيعمل على تأمين موازنة سنوية من زوائد دخله الشهري لتغطية زيارة خارجية مع اسرته وفي اغلب الاحيان مع زوجته يأتيان لبلداننا مثلا ، يساهمو ربما وبشكل غير مباشر في دخلنا ويذهب جزء من هذا الدخل الى الجيوب الفاسدة التي عاثت في ارضنا فسادا واشاعت في مجتمعاتنا ثقافة
" صير شاطر مثله واسرق " واقول ياتون ليسترخوا في صحراءنا وفي المنتجعات الساحرة التي تطل على الاراضي المقدسة لدينا ولديهم ، ينعمون باستراحة المحارب التي حرمت على الكادحين ممن جبلت جباههم بحر الشمس فصارت شبيهة بالصحراء التي تعذبت من عنوسة التضاريس ، هؤلاء المحاربون من اباء واجداد حاربوا عندما استراح اقرانهم من ابناء الذوات في عمان والمدن المنسية فاستشهد من استشهد ومن بقي على قيد الحياة انتقل لجهاد اخر جهاد لقمة العيش الذي كلفهم الكثير في حين انتقل ابناء الذوات من جلساتهم الوثيرة في مقاهي عمان الى المناصب التي كانت بانتظارهم في حين انتقل اباؤنا الى مساندتهم وحراستهم حينا وفي احيان كثيرة انتقل جزء منهم الى بلاد الغربة التي ذاقوا فيها ويلات الحرمان من الهواء العليل والنسمات الباردة ونضوج الابناء الذين ولدوا اثناء مشاركة الاباء المحرومين في معارك فلسطين ومعارك تحرير الانسان من الظلم وكبروا واباؤهم ينتقلون لمعركة رغيف الخبز في حين ان اصفياء الصالونات استمروا يراوحون امكنتهم ويتبادلون الكراسي فيما بينهم بل يورثونها للصغار منهم حتى وان كان الصغار بسذاجة الجهلاء والمراهقين .... اعود للكتابة راجيا ان اكون اكثر واقعية واقناعا في خضم معركتي الثانية التي اتمنى ان تنتهي قريبا مع كل الذين يفرون من اوطانهم طلبا للعيش بينما يعيش الاخرون على مقدرات ومكتسبات الوطن
وكالة كل العرب الاخبارية تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|