تساءلت هل توحيد الألوان لباصات المدارس وسيارات النضح جاء من قبيل الصدفة ؟؟؟، كما تساءلت هل إختيار الألوان للحافلات والواسطات العامة منوط بتعليمات الدولة أم متروك لتقدير الاشخاص وذوقهم ؟ ووجدت كما هو متوقع أن لون سيارات التاكسي يجب أن يكون أصفر مثلا ولون سيارات النضح يجب دهنها باللون البرتقالي وتلوين باصات المدارس والجامعات كذالك باللون البرتقالي وهذ الأمر صادر بتعليمات لتمييزها عن غيرها من المركبات .
وهنا راودني فكرة حول مقولة المثل العامي المعروف لدى عامة الناس ( القاري والخ(المتغوط) واحد ) ، فوجدت أن في هذه الالوان معنى يربط العلم بالتصريف الصحي خاصة أن كثير من الأمثلة الأخرى في مجتمعنا سائدة مثل ( أي حمار بيدير الطاحونة ) وبنفس المعنى يقول آخرين ( كله مساوي بعضه ) وكذلك ( لا تتعب حالك ماحدا قاري ورق وهذا المثل يتداوله الموظفون ) ........ نعم صحيح أن الأمثلة كثيرة ولبعضها واقع وممارسة على الأرض خاصة في غياب الشفافية والتبرير فرأينا إحالات وتنقلات طالت أكثر الضباط خبرة في مديرية الأمن العام بدون مبرر وسمعنا تذمرا بين عدد كبير منهم ويرددون هذه الأمثلة عن قناعة نعم حصل هذا وليس من وحي الخيال ، كما أسمع الكثير من التساؤلات لماذا فلان وزير ولماذا فلان عضوا في الاعيان حتى ان بعض المسؤولين اتخذ قرارا ارضائيا بملئ شاغر وتعيين شخص مديرا لدائرة الحوسبة دون ان يتأكد من كفاءة الشخص الذي تم إختياره الذي كما أعرف يرفض فكر التعامل مع الحاسوب والخليويات الحديثة ، وأصر المسؤول تعيين شخص مديرا لمديرية الحوسبة دون معرفة من المسؤول المعين الجديد بل حتى أن بعض من يتم مقابلتهم للتعيين تكون لاضفاء الشرعية ..... طبعا من الخطأ التعميم وطبعا هذه الامثلة تقابلها أمثله أخرى مليئة بالقيم الجميلة والرائعة ولكن نحن نعيش في مجتمع منفتح وعلينا أن نتصارح . فهذه الأمثله غير دارجة في القطاع الخاص على سبيل المثال لارتباط العمل بالجودة والربح فالشخص الكفؤ والأجدر هو في الأمام والمقدمة عادة أما في القطاع العام فالأمر يختلف فالمحاسيب عادة هم في الصف الأول .
سأضرب مثلا عن أهمية هذه القيم في التمييز بين الحكومة الناجحة والحكومة الفاشلة وتأثير ذلك على الأمن القومي للوطن مثلا من الواقع الذي حدث عقب إنهيار الاتحاد السوفييتي حيث تم الإفصاح عن هذه الحادثة بعد سقوط الامبراطورية الروسية في التسعينات لمناقشة وبيان أسباب فشل الإدارة السابقة حيث تبين وجود عميل غربي جاسوسا بين صفوف الادارة في ألمانيا الشرقية وتم تتبعه ليلاحظ المتتبعون أن أموالا يتم إيداعها لهذا العميل بين فترة وأخرى دون أن يلاحظو نشاطا له يرتبط بتوصيل معلومات للغرب وبقي الحال كذلك إلى أن تفتت الاتحاد السوفييتي ليتم بعد ذلك إستدعاء هذا العميل وسؤاله بعد تقديم ضمانات الآمان له وكان هدف من السؤال من طرف كي جي بي هو معرفة أسباب الإيداعات المالية التي تودع في إحدى حساباته المرصودة ؟ فأجاب العميل قائلا : كانت مهمتي كمسؤول في الادارة الالمانية الشرقية أن أبحث عن الفاشلين وأسعى لتعيينهم قادة إداريين و مسؤولين وكلما نجحت في تعيين أحدهم يتم مكافأتي بإيداع مبلغ مالي سخي في إحدى حساباتي ... يا للهول .... فيكون المسؤول الجديد إذا هو المدمر لإدارة تم تعيينه على رأسها ، فيكون العمل المنوطة به هو القيام من تلقاء نفسه بنشاط بمثابة السرطان الذي ينخر في الدولة دون توجيه أو تخطيط أو قانون ، وبالمناسبه هذا هو تعريف الخلايا السرطانية بصورة عامة فهي خلايا تنخر وتقتل الجسم ببطئ وتتكاثر وتنتشر دون قوانين محددة . .... هنا بدأت أفهم لماذا تتسارع وتيرة البيئة الطاردة للكفاءة هنا بينما وتكون جاذبة في مكان آخر !!! ولماذاالسعي نحو الهجرة بين المتعلمين ؟؟؟ولماذا مشاعر الاحباط المجتمعية العامة ؟؟؟؟؟؟ ولماذا فقدنا بوصلة الأخذ بالأسباب فشعر البعض منا بإمكانية إقتناص المناصب بسبب النسب والمصاهرة أو بسبب العلاقة بالقرابة مع المسؤول أو الانتماء الجهووهذه هي الانتهازية المدمرة .. نعم نحن بحاجة أن أن نغير الألوان من أذهاننا فلا يجوز أن يتساوى الشخص القاري ( طالب العلم) ب ( المتوغوط) لدى الكثير من أذهان الطلبة وعلينا أن نغير المفاهيم التي تربط جودة الأداء بالإختيار الجيد للقادة .
مما لا شك فيه أن هناك قصص نجاح عامة في المؤسسة العسكرية والقطاع الخاص وفي المقابل توجد قصص فشل عامة في المؤسسة الحكومية مع بعض الاستثناءات هنا وهناك وعلينا أن نعمل من أجل مستقبلنا ومستقبل أطفالنا فلا وقت لنضيعه ولا وقت للهزل .
وكالة كل العرب الاخبارية