«صهيل أنثى» للبنى مساعدة .. أجواء وجدانية ولغة رشيقة
وكالة كل العرب الاخبارية
صدر للشاعرة لبنى رضوان مساعدة، ديوان شعري بعنوان «صهيل أنثى»، يضم أكثر من مئة قصيدة، جاءت مجملها قصيرة جدا، حيث تفيض ببوح أنثوي شفيف وعواطف جياشة تجاه الحبيب، وذلك عبر أجواء وجدانية، وبلغة شعرية سلسة ورشيقة.
وفي الإهداء تكتب صاحبة الديوان: «لرجل زرع الحياة بقلبي، والدي الغالي، رضوان مساعدة، ولأجله أنا الآن، أحيا»، كما تستهل ديوانها بقصيدة «الأنثى الأم» التي تستحضر فيها مشاعر الأمومة الدافئة، وفيها تقول:
«أيها الرجل الرجل/ ما زالت تلك الأنثى الأم تحيك لك من خيوط حروفها شالاً/ تغمرك فيه ببرد بلادك القارس/ تلهج بالدعاء لك أن يا قلب افتح دروب الخير بوجهه/ أن يا رب أغمره بالسعادة/ ما زالت تلك الأنثى الأم تذكرك عقب كل صلاة بدعائها/ ما زالت تلك الأنثى كلما رأت بدلة تتمعنها وتقول آه كم تليق برجلي الطفل!/ ما زالت تقتني ولاعتك/ بقايا عطرك/ قميصك/ لتنثرها أمامها كل ليلة لتستحضرك ذات وجع!/ ألم يئن الأوان بعد؟».
كما جاءت معظم عناوين القصائد مكثفة لا تتجاوز كلمة أو كلمتين، وتكررت فيها، بصورة لافتة للنظر، مفردتي: رجل، أنثى، وما يتفرع منهما، ومن تلك العناوين: «أنثى القدر»، و»هطول أنثى»، و»أشهى النساء»، و»لماذا تكتب المرأة»، و»رجل كامل»، و»أنثى وأنثى»، و»رجلي الأسمر»، و»يوم المرأة»، و»رجل بتفاصيلك»، و»وجوه الرجال»، و»غرور رجل».
وفي قصيدة «يوم المرأة» تسخر الشاعرة مساعدة من الرجل الذي لا يذكر أنثاه سوى مرة كل عام، حين يجيء «يوم المرأة العالمي»، وتتأسف على الحب الذي أصبح موسميا، وتقول:
«جاءني هاتفه صباحاً، قريب الى فرض يؤديه الى عجل/ بادرني بـ»كل عام وأنت بخير»/ سألته عن السبب، أجابني: هو يوم المرأة/ ابتسمت طويلا/ ألن تتذكر أنني امرأة إلا مرة كل عام؟/ قلب مطعون/ قلبي المطعون يتأهب ليفرغ جولة عشقه/ في أقرب سلة مهملات/ ما عاد قلبي صالحا للعشق/ ولا للنبض».
وتحض مساعدة الرجل إلى الترفع عن النظرة الشهوانية للمرأة، وإدراك عقلها وإنسانيتها، وذلك في قصيدة بعنوان «أدرك عقلي»، فتقول:
«تراني أنثى ناضجة/ فاكهة حان موعد قطافها/ ترى كل من يقترب مني/ ثعلب يريد نهشي/ تراني ساذجة/ لا أستطيع التمييز بين الخير والشر/ سيدي/ لو سمحت فقط/ أدرك عقلي».
أما في قصيدة «ملكة الجنون» فتبدو أكثر تفاؤلا وثقةً في الحب، وتقول:
«منذ أحببتك وأنا أعيش الهذيان/ وأعاقر حبوب النوم ولا أنام/ منذ أحببتك صارت الفراشات رفيقاتي/ منذ أحببتك نبتت على شفتي شجيرة ياسمين/ أسقسها كل صباح من حبك وأغطيها في الليل بجلد قلبي/ علها في الصباح تكبر/ منذ أحببتك/ والعصافير تحلق في روحي/ والجداول تنساب من عيوني/ منذ أحببتك/ وجدائل شعري تطول/ وبراعم اللوز تتفتح/ منذ أحببتك اختطلت علي الفصول/ وهطل المطر في عز أيلول/ منذ أحببتك/ صرت أنا ملكة الجنون».