وكالة كل العرب الاخبارية :  عاش الجمهور في أمسية "صولو" للموسيقي الأردني وعازف الكمان المنفرد يعرب اسميرات مساء أول من أمس أجواء مليئة بالشجن حلقت به في رحلة خاصة مع آلة الكمان وجمالية صوتها وتأثيرها الخاص.  
الأمسية التي أقيمت في مسرح البلد استهلت بمقطوعة "سماعي كرد" للفنان الأردني الراحل عامر ماضي. وتتميز هذه المقطوعة بأجوائها الهادئة المليئة بالأحاسيس التي نشرت الشجن  في المسرح.
موسيقيان شاركا اسميرات في هذه الأمسية بشكل أساسي، هما ناصر سلامة على الايقاعات ومعن بيضون على البيس جيتار، والذي جعل من التوليفة الموسيقية متماسكة وذات جمال خاص. 
ومع الايقاع السريع جاءت مقطوعة "لونغا نهاوند" لعازف الكمان المصري عبده داغر. وتتميز هذه المقطوعة بسرعتها الكبيرة، وتتطلب تقنية عالية في العزف خاصة مع التفاصيل الكثيرة.
الجمهور تفاعل بشكل كبير مع هذه المقطوعة، وخاصة عندما اختار يعرب أن يعزف تقاسيم ذات طابع مصري. 
"عطر الغجر" للمؤلف التونسي وعازف العود أنوار ابراهيم كانت التالية ذات الايقاع الهادىء. وقدم يعرب خلالها تقسيمة طويلة على كمنجته أخذت الطابع الكلاسيكي العربي غير المتخصص بمدرسة معينة. 
التوزيع الموسيقي للمقطوعات تميز بتركيزه على آلة الكمان وإظهار إمكاناتها التي تجلى اسميرات في توظيفها حسب المقطوعة. 
وفي المقطوعة الرابعة، حل الموسيقي الأردني وعازف العود طارق الجندي حيث قدم مع الموسيقيين مقطوعة "يسار"، وهي من تأليف الجندي. وتتميز "يسار" بأجوائها التسائلية الخاصة، وايقاعها المركب، وجمالية أضاف عليها اسميرات نكهته الخاصة بتقاسيمه. 
ومن التراث التركي، قدم الموسيقيون مقطوعة "مانديرا حجاز" والتي استهلت بتقاسيم على آلة البيس حيتار من قبل معن بيضون. أيضا قدم في هذه المقطوعة ناصر سلامة عزفا منفردا على الايقاعات زاد من تفاعل الجمهور فضلا عن تقاسيم تركية أبدعها اسميرات. 
واتسمت المقطوعات بطولها الزمني نوعا ما، إلا أن البراعة في العزف والتقنية العالية والأحاسيس المفعمة بالحياة والحب جعلت منها أمسية لا تمل. 
وانتقالا إلى أرمينيا، اختار اسميرات تقديم مقطوعة "رقصة أرمنية"، وهي رقصة شعبية أرمنية تمتاز بسرعة كبيرة في العزف وأجواء احتفالية.
نهاية الأمسية كانت مع مقطوعة "يا سلام" وهي من تأليف اسميرات، وانضم في عزفها كل من همام عيد على العود ومحمد جابر على الايقاعات. 
وتمتاز المقطوعة بطابعها الشامي الممزوج بالطابع اللاتيني، وتحمل الكثير من الأحساسيس والشجن التي أبدع اسميرات في ترجمتها عبر تقنيات مختلفة في العزف أبهرت الجمهور. ويعتبر اسميرات موسيقي شاب خط طريقه بجهد وإصرار مع رفيقته الكمان. ويعرف اسميرات بإتقانه لعزف الموسيقى الشرقية التي تتميز بحسها، فضلا عن الموسيقى الغربية الكلاسيكية التي تتميز بصلابتها. 
وهو يمتلك خبرة تمتد إلى 18 عاما في الموسيقى، شارك خلالها مع العديد من الفرق والأوركسترات ومهرجانات وفعاليات محلية وعالمية. 
عرف اسميرات، الذي ولد في عمان العام 1988، بموهبته العالية منذ عمر السابعة، بعد أن التحق في عمر الرابعة بالمعهد الوطني للموسيقى لدراسة آلة الكمان.
انضم إلى اوركسترا المعهد الوطني للموسيقى في عمر الحادية عشرة ومنذ ذلك الوقت شارك في معظم أمسيات الأوركسترا.
أنهى اسميرات دراسته في كلية SAE تخصص هندسة الصوت في العام 2010، كما أكمل دراسة الموسيقى تخصص آلة الكمان في الأكاديمية الأردنية للموسيقى في العام 2013.
فاز بعدة جوائز منها جائزة شنغهاي الدولية للمبدعين الصغار العام 2005 والمركز الثاني في مسابقة تقاسيم في مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة العام 2007. 
عزف مع أوركسترا عمان السمفوني، إضافة إلى أوركسترا مالمو السمفوني وأوركسترا بلغراد السمفوني وأوركسترا فيتفيل السمفوني. 
كما شارك بالعديد من المهرجانات في كل من مصر والجزائر وتونس وسورية ولبنان والبحرين وقطر وفلسطين وفرنسا وانجلترا والسويد وهنغاريا وأذربيجان وتركيا واليونان وقبرص وايطاليا والدنمارك وأميركا وإسبانيا وغيرها من الدول.
 ألف مجموعة من المقطوعات، وأسس مؤخرا فرقته الخاصة التي تضم مجموعة من الموسيقيين الشباب المحترفين. 
وهو الآن بصدد تسجيل ألبومه الأول الذي يحتوي على مقطوعات من تأليفه ومختارات من الموسيقى العالمية.