|
هل يكتب عطوان حول صمود الرئيس عباس امام الضغوط الامريكية والاسرائيلية
![]() قلت لاحد الاصدقاء المقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انني ساكتب مقالا مختلفا انوه فيه بصمود الاخير في حال رفضه الضغوط الامريكية للاعتراف باسرائيل دولة يهودية، والتنازل عن حق العودة، والقبول بـ "بيت حنينا" عاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة على اقل من عشرين من مئة من ارض فلسطين التاريخية. الصديق عاد اليّ برسالة من الدكتور صائب عريقات يقول فيها ان علي ان ابدأ في كتابة المقالة منذ الآن، لان الرئيس عباس لن يرضخ للضغوط الامريكية، ولن يقبل بالشروط الواردة في اتفاق الاطار الذي يحاول جون كيري وزير الخارجية الامريكي فرضه على الطرف الفلسطيني ويتضمن مطالب اسرائيل كاملة. نأمل ان يكون كلام الدكتور صائب عريقات صحيحا، وان يثبت الرئيس عباس لنا وللشعب العربي باسره، ان شكوكنا في ثبات مواقفه في غير محلها، ولكن التجارب السابقة مع السلطة، والرئيس عباس لا تجعلنا نشعر بالاطمئنان ، فقد صفق بعضهم له عندما قال انه لن يعود الى المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، وها هو يعود مسقطا هذا الشرط، والشيء الوحيد الذي تعهد به، والتزم به، هو منع اية مقاومة في الارض المحتلة ضد الاحتلال الاسرائيلي. رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو شد الرحال الى امريكا صباح الاحد، للقاء الرئيس باراك اوباما، بينما سيتبعه الرئيس عباس ومعه الدكتور عريقات بعد اسبوعين، حيث من المتوقع ان يحاول الرئيس اوباما انقاذ مبادرة وزير خارجيته كيري بالضغط على الطرفين للقبول بما ورد فيها. الضغوط، ومثلما جرت العادة ستكون على الوفد الفلسطيني ورئيسه، خاصة في البند المتعلق بالاعتراف باسرائيل دولة يهودية، وهو الاعتراف الذي يؤكد المفهوم التوراتي للحق اليهودي في كل فلسطين ومعظم الاردن، وصولا الى العراق، ويلغي حق العودة الى الابد، ويشرّع طرد مليون ونصف المليون فلسطيني من اهلنا في الاراضي المحتلة عام 1948، ويغلق الباب باحكام امام حل الدولتين. نتنياهو سيلتقي قادة واعضاء منظمة "ايباك" اليهودية للاستعانة بهم، وتحريضهم على الادارة الامريكية قبل ان يلتقي اوباما في كاليفورنيا، واكد للصحافيين الذين يرافقونه على الطائرة انه لن يوافق على اي مطلب امريكي بوقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. الرئيس اوباما لن يجرؤ على مواجهة نتنياهو والوقوف في وجه صلفه وغروره وغطرسته برغم انه ليس بحاجة اليه، ولا اللوبي اليهودي في اي انتخابات رئاسية مقبلة، لانه وبكل بساطة على وشك ان يكمل فترة رئاسته الثانية، ولكن اوباما يشعر بالضعف والدونية امام نتنياهو وداعميه من الامريكيين اليهود. يجب ان يدرك اوباما وكل الامريكيين من خلفه ان من اسباب خسارتهم للعالم، وبشكل متسارع، هو خنوعهم امام اللوبي اليهودي، واستمرارهم في دعم العنصرية الاسرائيلية البغيضة التي فاقت النظام العنصري في جنوب افريقيا، الذي عانى منه الرئيس اوباما وابناء جلدته من الامريكيين من اصل افريقي حتى فترة الستينيات من القرن الماضي. امريكا خسرت جميع حروبها في الشرق الاوسط بشكل مهين لانها خاضت هذه الحروب خدمة لمصالح اسرائيل، واستجابة لمخاوفها الامنية، ورغبة في استمرارها دولة مهيمنة في المنطقة، وستخسر كل مصالحها السياسية والاقتصادية اذا ما قبلت بالشروط للتسوية وحاولت فرضها على الطرف الفلسطيني الضعيف. اتفاق اطار كيري لن يمر، بل يجب ان لا يمر، لانه اتفاق مجحف يكرس العنصرية وسياسة التمييز الاسرائيلية، حتى لو قبله نتنياهو، لان الشعب الفلسطيني سيرفضه، وسيسحب اي تفويض، مهما كان ضئيلا، من الرئيس عباس للتوقيع عليه. فلتذهب المساعدات المالية الامريكية التي يستخدمها اوباما سيفا مسلطا على رقاب الشعب الفلسطيني او بالاحرى ربعه، الى الجحيم، لان هذا الشعب لن يجوع، واذا جاع سيقلب كل المعادلات في المنطقة، وسيعود الى وعيه، بعد ان خدرته "ثقافة عبودية الراتب" التي ابتدعتها عبقرية توني بلير مبعوث السلام الدولي الشريرة. الشعب الفلسطيني عاش كريما مقاتلا من اجل حقوقه على مر العصور، وفشلت كل الغزوات الخارجية في تغيير هويته الوطنية المجاهدة، وقطعا ستفشل ضغوط كيري واوباما ونتنياهو والخذلان العربي والمؤامرات الدولية بالطريقة نفسها والايام بيننا. كتب للعرب اليوم عبد الباري عطوان تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|