وكالة كل العرب الاخبارية : في بلدي لا تختبئ الأسرار خلف ستائر البساطة ، يكفي ان ينقلك ممرض الطوارئ إلى غرفة درجة ثالثة حتى ترى وتسمع الوطن الحقيقي وهو يتكلّم ويفتح قلبه تحت الجلوكوز أو كلوريد الصوديم....
لأ أنه قسم نسائي ، أغلقت الستارة الخضراء علينا ، وانزويت على كرسي صغير ظهره مكشوف للمارين في الغرفة، فارتفع حوار المرضى مع ذويهم في الأسرّة المجاورة ،حيث لم يكن أمامي خيار الا أن أسمعه بتفاصيله:
الستارة الأولى :
*أم الزوج وهي تمضغ لقمة: هاي كيف بدنا نتعشى منسف و تونا أكلنا.!!
*الزوجة المريضة وهي تمضغ أيضا: مطوّل العشا يا عمه..وينك وين العشا!!
*زوج المريضة: لقيت قشر البصل مكوّم على المجلى..باقيات البنات مقشّراته وتاركاته بمطرحه..
*ام الزوج: أنداري عنهن...عاد «حافظتكو» ظلت ع حالها مبارح..مليانة تشعاتشيل.
* الزوجة المريضة: حرام ينكبّ..لو إنهن سخنّنه..
*الزوج لأمه: هاتش يُمّه..
• الأم: شو هاي؟
• الزوج: جُبنة صفرا
• الأم: بديش!!
• زوج المريضة : والله غير توكليها.
• الأم: بديش ولك!
• الزوج: حلفت...
• الأم: طيب نصّها إلي ونصّها إلك!.
الستارة الثانية:
*الزوج: أبوي طاير عقله عليكِ...بيقول من هون لآخر الأسبوع ما تحسنتيش بده يوخذك ع عمّان.
*الزوجة: آآآآآآآخ...
*الزوج: مبارح جننتنا سلمى..فاقديتك..بالليل قالت لي بدي اشرب .جبتلها مي..قالت هاي صاخنة بدي باردة..جبتلها باردة قالت مش عطشان..بتتفشش فينا...فاقديتك..فاقده أمها..
*الزوجة: بكرة جيبها معك..!
*الزوج: ان شاء الله بجيبها من الصبح!.
*الزوجة متراجعة عن طلبها: أقلك لا تجيبهاش المستشفى مرض..تيما تيما..غلبتكوا؟
*الزوج: شوي الصبح..جننت جدتها..ما رضيتش تلبس ..بدهاش تروح ع المدرسة..
*الزوجة: خلص خليها تعطّل بكرة ..ثم تراجعت عن قرارها ثانية ... أقلّك...خليها تداوم احسن!.
الستارة الثالثة:
*البنت: روّحت أم غضروف؟
* ألم: طليت ما بيش حدا بغرفتها..
* البنت: أي ناصحة كثير!!
*الأم: احكي أمها قدّ قعدتنا..
مداخلة من الستارة الأولى: قالوا لها الدكاترة بجوز ما تزبطش العملية..
• الأم: من الستارة الثالثة : يقطع هيتش دكاترة!..
دكتور يحضر للغرفة ويتجّه للستارة الثالثة: مرحبا..
* الأم: اهلين دكتور الله يطول عمرك..
* الدكتور: كيفها هلاّ؟؟؟
* الأم: نشكر الله أحسن بكثير يسلم أديك..ويرضى عليك يا رب
* الدكتور: يا الله يومين وبتطلع بالسلامة ان شاء الله..ثم يغادر من حيث أتى
* الأم تهمس: سمع؟؟؟؟
*البنت: خاف الله سمع!!
* مداخلة من الستارة الثانية: لا ما سمعش..
*الأم من الستارة الثالثة: أي وما يسمع طز طزين ثلاثة...
الطبيب يعود ثانية للستارة 3: نسيت احكيلك .. ظلك ماده اجرك..تكفّيهاش!!..
الأم بارتباك: يطوّل عمرك يا دكتور...فيغادر ثانية..وتبدأ جولة ..سمع؟؟ لا ما سمعش؟ خوف الله سمع؟
أيها الأردنيون الطيبون البسطاء يا رواد الدرجات الثالثة ..في المستشفى و المطاعم والطائرة وفي كل مكان..يااااااه كم أحبكم!!