وكالة كل العرب الاخبارية: قد تمر أحيانا بأوقات تشعر فيها أنك تريد أن تتخلى عن كل شيء، وأنك محصور بين أربعة جدران وغرفة ضيقة لا مخرج منها ولا مكان للخروج أو الهروب وحينها تردد "لم يعد يهمني أي شيء؟". هذه الأمور تندرج تحت أعراض اليأس، ولكن لست وحدك من يمر بهذه الأعراض والظروف والتي يمكن الخروج منها.
وبحسب الخبير النفسي د. روبرت ليهي مدير المعهد الاميركي للعلاج المعرفي في مدينة نيويورك، وأستاذ علم النفس في كلية طب ويل كورنيل السريرية، فإن هناك طرقا للخروج من هذه الحالة وهو يتطلب العمل باستمرار على اخراج وطرد مثل هذه الأفكار التي تشمل العبارات التالية:
- لن أكون سعيدا أبدا.
- لن تتحسن علاقتك.
- لن أحصل على ما أريد أو لا فائدة من المحاولة.
- لم يتبق أي رجل جيد "عبارة ترددها المرأة" في حالة اليأس، فيما الرجل يردد "أنا كبير في السن او ممل او لست غنيا".
- لا يمكن منافسة الآخرين.
- أنا ملعون والعالم كله ضدي.
ويقول ليهي "كنتيجة ليأسك تبدأ في عزل نفسك في دارة مغلقة ولا تمارس اي نوع من الأنشطة او التمارين، ولا تريد تجربة أي شيء جديد وهو ما يعزز الاكتئاب والاحباط وتدخل في دوامة لا تنتهي من الرثاء للنفس والحزن"، بيد أن المرء يستطيع التخلص من هذه الحالة بغض النظر عن مسبباتها باتباع الطرق التالية:
- زرع الشك بيأسك، في حال تملكك اليأس وكنت مشغولا بأفكار تشمل "أنا في حالة ميؤوس منها ولا فائدة" فمن الطبيعي ان تعتقد انه لا جدوى من المحاولة، وستعتبرها مضيعة للوقت ونتيجة لهذا لا تبذل اي جهد للخروج من الحالة او تحسين الوضع وهنا المستقبل يؤكد حالتك التي وضعتها لنفسك "ياس"ويصبح محققا.
لذا جرب أمرا مختلفا وابدأ بقرار ان تشكك بهذا اليأس، وهي خطوة بسيطة وليست معقدة كما تعتقد فقد تكون الحالة التي انت بها صعبة ولكنها غير مستحيلة وقابلة للتحسن، فبادر بالتفاؤل ولا تتوقف عن فعل أمر لمجرد أنك فشلت به بل جرب بطريقة مختلفة وهنا يكمن الفرق وتخيل ما سيحدث.
والتجريب بطريقة مختلفة وفقا لليهي يرتكز على طريقة التفكير، من اجل تحسين الحياة وهذا يتطلب تغيير سلوكيات وممارسات فعزل الذات يجلب التفكير السلبي ويعزز اليأس، ولكن التواصل مع المحيط يزيد من الطاقة ويتيح النظر لفرص اعمق وتجريب الحياة والنظر اليها من زاوية مختلفة والاهم انه يتيح لك التعبير عن الذات.
-النظر للامور بطريقة مختلفة، فالجسم قادر على الاستشعار بما سيحدث، فالعين ترى مجموعة من الصور التي يستقبلها الدماغ وتحد مسارات الرؤية لدينا، ولكن الحقيقة أن العين ترى ما هو أكثر من هذا، فمن خلال مثال على الأشخاص الذين فقدوا نظرهم، فهم قادرون على استشعار أي عقبات تواجههم بسبب الصور التي ينقلها الدماغ لهم، ويرون العواطف أكثر من غيرهم على وجوه الأشخاص، وبالرغم من أنهم لا يرونها رؤية واعية حقيقية، ولكن هذا بفعل محفزات الرؤية البدهية التي تجعلهم قادرين على فهم ما يدور حولهم، ولا يعرفون كيف، بحسب مدير مركز أبحاث الرنين المغناطيسي في مركز البحوث في المركز الطبي بجامعة كولوميبا د.جوي هيرش.
ويبين هيرش أن أدمغتنا البشرية تتفاعل مع القلق بطريقة عجيبة، والعين قادرة على التقاط الخوف في وجوه الآخرين وأي مشاعر أخرى، وترسلها لنا على شكل ومضات سريعة، بحيث إننا قد لا نملك أي فكرة عن وجوه بعضهم ونستغرب من أين أتت، وهنا تلعب اللوزة في الدماغ دورا كبيرا في هذا الشأن، إذ إنها مرتبطة بالمعالجة العاطفية التي تنشط الاستجابة لهذه الصور رغم أن عرضها يكون لأقل من 33 جزءا من الثانية، ولكنها تسجل في وعينا، وهذا رد فعل من الجسم على التقاط هذه المشاعر باختلافها، لإخبارنا عما يدور حولنا والاستعداد له، وهي نفسها التي تدفعنا للبقاء في لحظات حرجة.
وتبين د. بياتريس دس غيلدر الباحثة في علم الأعصاب أن اعتمادنا على بصرنا لرؤية كل شيء هو ما يجول بين رؤية أشياء أخرى واضحة أمامنا، وهنا إن وجدنا أنفسنا في حالة من التوتر بدون أن ندري لماذا، فهي مرتبطة برصد أمر ما مسبب للقلق بدون إدراك واع، وأولت مشاعرنا اهتماما به، لأنها استشعرته وهي أيضا إشارة مسبقة. إلى جانب النظر، فإن الأنف يلعب دورا كبيرا في إرسال إشارات للعقل بما يدور حولنا، فهو قادر على استشعار رائحة الخوف والنفور من خلال رائحة الجسد التي يفرزها من حولنا، والتي تدخل للعقل عبر هذه الحاسة.
-التركيز وسط الالتهاء، فحين نكون منغمسين في أمور مختلفة وفجأة نتفاعل مع أمور لم نولها اهتماما، فهو أمر طبيعي وردة فعل كامنة من العقل الخاص، فالالتهاء بأمور عما نريد التركيز عليه يساعدنا على اتخاذ قرارات أفضل بحسب دراسة نشرت العام 2006 في جامعة رادبود بهولندا، وأشرف عليها الطبيب النفسي ديجكستير هويس، مبينا أن الانشغال بأمور مختلفة عما نريد البت فيه، يصبح أكثر سهولة، إذ إن العقل يصبح ذا بصيرة أقوى حين يبتعد قليلا عما يركز فيه، لأن العقل اللاواعي يستحضر كافة المعلومات ويدمجها في الطريق الصحيح عبر تصفيتها.
- تقدير اللحظات التي بين يديك، توقف وفكر للحظة بما تملكه وما يدور حولك، هل هذه اللحظة ميؤوس منها؟ انظر لنفسك وحالتك وكل نفس تلتقطه وقدرتك على البقاء واقفا فيما غيرك لا يمكنه تحريك انشا من جسده. هل هي كافية لك لتقدر ما لديك.
ما يدور حولك وما يدور بخاطرك امران متناقضان ولكن اللحظة التي بين يديك هي التي تخلق هذا التوازن، فكن ممتنا لما تملكه فهو كفيل بطرد الياس من داخلك.