المزيد
خطوبة سياسية

التاريخ : 28-01-2014 |  الوقت : 10:39:21

وكالة كل العرب الاخبارية : 

ما الذي يحوّل الشخص فجأة من «ماوكلي» الى «براد بيت»، ومن «ريا شقيقة سكينة»..الى كيت وينسلت..الجواب ببساطة : أنها الخطوبة ..
رومانسية طاغية، وملابس «شيك»، و»تكتكه»، ورائحة فوّاحة، وضحكة مرسومة بالملم، وجلوس بنتهى اللطافة والهدوء، وكلام ناعم،ومطهّرات ما بعد الغداء ، وملطّفات ما بعد «التواليت»، دبلوماسية فائقة في الطلب أقوى من دبلوماسية لافروف، أما الأكل فتعتبر العصافير «شرهة وطفشة» في الأكل إذا ما قورنت بأكل الخاطبين، ناهيك عن الحنّية المبالغ فيها وإعطاء الأفضلية بالدخول ، والأفضلية في تناول الطبق الأشهى ،والتأثر السريع بالقصص الإنسانية ،والإغداق على المحتاجين في الطرق ، والتظاهر بالطيبة ونقاء السرير، عيون تبرق بالدفء والوفاء ،ولسان بالكاد يمون على حروف العلّة أو يدفش «الراء» من بين الأسنان..
تخرج الخطيبة هاتفها لتجري اتصالاً فتستأذن الخطيب» بعد إزنك ممكن أرد»؟..الخطيب ليثبت انه «جنتلمان»..»yes of course»..تهمس همساً خفيفاً حتى لا تبدو انها تتكلم لولا ظهور ما تيسّر من حركة شفتيها...ثم تختم بصوت مرتفع «ماشي حبيبتي أكلمك بعدين مشغولة شوي»..ينظر الى هاتفها فيقول: « الك عندي هدية تلفون s 5»..فتبدي قليلاً من الممانعة (لأ أرجوك) ما تغلّب حالك..فيبدي الرجل مزيداً من الكرم..»خلااااص اجاكي s5» أول من نتزوّج.. بالمناسبة سيارتك اعطيها لحدا من اخوتك أو خواتك..لأنه سيارة موديل السنة ثاني يوم العرس ح تكون باب البيت..طبعاً الهبلة تصدّق فتطلق زامور الخطر النسائي (wooooow)..فيسبّل عينيه ليؤكد لها أن شراء السيارة بالنسبة له بسيط وعادي مثل شراء علكة «اكسترا» من أي سوبر ماركت...
أخيراً يتزوّجون..وفي الأسبوع الثاني يتّضح أن الرومانسية انقلبت الى «مصارعة حرّة»..وأن البيجامة التي يلبسها أحدهما أو كلاهما أقدم من العلم «الهولندي» نفسه،الرائحة «بتخزي»، وقطر الضحكة المرسومة بالمليمتر أثناء الخطوبة صار قطرها نصف متر من الأذن إلى الأذن،وأن الجلوس الرقيق اللطيف صار يشبه جلوس «سائقي البلدوزر»،والكلام «دبش»،كما بات صوت طقطقة عظام الدجاج يًسمع من البناية الثانية أثناء الأكل ، لا مطهرات بعد الغداء ولا ملطفات بعد «التواليت»، طبعاً التلفون ما زال هو نفسه الذي تكلّمت به مع صديقتها بل أن نصف الشاشة «مكسور» نتيجة مشاجرة مع «الجنتلمان» والسيارة التي وهبتها الى أحد أخوتها بناء على نصيحته استبدلتها بــ»صندل نصف كعب نمرة 38»...لقد مُسح كلام الخطوبة مع مكياج الزفاف على بوفيه (الواقع)...وبقيت نُدب وثآليل الحقيقة صامدة مثل الرواسخ الشامخات..
أمريكا وإيران تمران هذه الأيام..بمرحلة خطوبة سياسية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..كل منهما يريد أن يري الآخر أجمل ما لديه من حسن تعامل وصفاء نية وتفهّم منقطع النظير..
سترون أن أكل «الدّبس» سيكون بعد (نزع) الأسلحة..أو (رفع) العقوبات!! 


ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك