في جلسة حوارية شعرية في مركز الشارقة للشعر الشعبي
![]() وكالة كل العرب الاخبارية
المكتب الإعلامي ـ الشارقة
الشعر والشعراء بين عامين .. مرحلة أخرى جديدة في تاريخ القصيدة الشعبية .. نظرة فاحصة لواقعها والطموح المأمول منها في السنوات القادمة .. قضايا تناولها المشاركون في الجلسة الحوارية الشعرية التي أدارها الشاعر الإعلامي فائق الخالدي واشترك فيها كلاً من الشاعر خالد الظنحاني، والإعلامي طارق حداد، والشاعر صالح الجشعمي. والتي أقيمت في قاعة مركز الشارقة للشعر الشعبي التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.
بدأ فائق الخالدي مقدمته قائلاً اليوم نستضيف نخبة متميزة ليسلطوا الضوء من وجهة نظر متخصصة على مجمل من التظاهرات الثقافية التي شهدتها الساحة الإماراتية خلال عام مضى، برؤية واقعيه تبين فيها ما مدى ايجابية هذه البرامج والأنشطة وسلبياتها, وما هي الطموحات التي يسعى إليها القائمون على المؤسسات الثقافية للارتقاء أكثر بالشعر وبأهله سواء على صعد الصحافة أو المنابر الإعلامية أو المهرجانات محاولين أن نجيب عن الانطباع المتحصل لنا عن الواقع الشعري والأدبي للعام الماضي وعن مدى التعاون في ميدان الشعر للقائمين عليه والشعراء ومدى تأثير الصحافة ولإعلام في الأدب الشعبي أو مدى تأثير الأدب الشعبي على الصحافة والأعلام وهل حققت إفرازات العام المنصرم شعراً وأدباً الطموحات بمقابل ما هي الأحلام في العام الحالي خططاً ونتاجات. على أن لا نغفل أن العام الماضي قد أفرز أسماء تستحق أن نسلط عليها الضوء. وأن للقصيدة النبطية حيزاً في تاريخ الوطن.
ثم قدم الإعلامي طارق حداد مداخلته مثمناً دور دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة واهتمامها بمفاعيل الثقافة والتراث، مؤكدا على أن الشعر الشعبي لا يزال يحتفظ بحضوره وخصوصيته، مشيراً إلى أن في السنوات الأخيرة فقد الشعر الشعبي جانباً مهماً من تألقه رغم الجهود المبذولة من الجهات المعنية. وأرجع ذلك إلى توجه أغلب الشعراء إلى مواقع التواصل الاجتماعي مبتعدين عن مجالسه وأمسياته ومؤسساته، وذلك بسبب سهولة التعامل مع تلك المواقع. وأشار إلى أن مجالس الشعراء في الماضي كانت تشكل المرتكزات الأساسية للشعراء الشباب الذين كانوا يجدون في من سبقهم قدوة تمهد لهم الطريق إلى الانتشار بعد الاعتراف بشاعريتهم. في حين أصبح بإمكان أي كان أن يدعي صفة شاعر، ويضع عبر مواقع التواصل ما يرتئيه من "بلاوي" دون حسيب أو رقيب بعد أن يذيل مشاركته بلقب شاعر يطلقه على نفسه كيفما شاء. وأضاف الحداد: المشكلة زادت وفاقمت من خلال مواقع تقوم بإجراءات دعائية لبيع الشعر وغير ذلك من الموضوعات، وهذا يضر بسمعة الشعر لكونه أصبح سلعة تباع وتؤجر في العديد من المواقع الخاصة.
وقال الحداد: لقد كان للشعر حضوره الوهاج بفضل الدعم الذي يلقاه من أصحاب السمو الشيوخ، وأهم دليل على ذلك ما فعلته قصائد الألغاز التي طرحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي جمعت حولها آلاف الشعراء واستنهضت هممهم وقرائحهم، وشكلت حافزاً قيماً جداً أعاد الاعتبار لحضور الشعر بمستوى عال من التواصل، وأضاف: دون أن ننسى الأثر الكبير لمساجلات الشعراء الشعبيين من كافة المستويات وما تتركه تلك المساجلات من آثار إيجابية على الشعراء والمتلقين كل فيما يهتم به. إضافة إلى برامج الشعر المهمة كبرنامج شاعر المليون، وملتقى دبي للشعر الشعبي ومهرجان الشارقة للشعر الشعبي، وغيرها من الفعاليات. وأكد الحداد أن المشكلة في الجيل الجديد الذي لا يعرف شيئاً عن تراثه. وعقد الحداد مقارنة بين أطفال الماضي والحاضر وأكد على أن تنشئة أطفال الماضي كانت تتيح لهم التقاط وحفظ الشعر وعادات وتقاليد توارثها الآباء. أما أطفال اليوم وهذا ليس ذنبهم نراهم في واد والتراث الشعبي بما فيه الشعر في وادٍ آخر.
وفي ختام مداخلته قدم الحداد مقترحاً لتفادي التقصير الحاصل واستنهاض التراث بما فيه الشعر الشعبي في ذائقة الجيل الجديد ، مطلباً الجميع أفراد ومؤسسات بضرورة قراءة مناهج التعليم جيداً.
أما الشاعر خالد الظنحاني تحدث عن نشر القصيدة الشعبية في دول العالم وأشار إلى تجربته في نقل الثقافة الشعبية الإماراتية إلى دول العالم من خلال إقامة العديد من الندوات والأمسيات في هولندا وألمانيا وفرنسا والتشيك وغيرها من الدول الأوربية. وتناول الظنحاني أزمة المحلية في الشعر الشعبي، قائلاً: تميزت القصيدة الشعبية بمحلية اللهجة، وهناك صعوبة في ترجمة المفردات، والمترجم يهتم بترجمة الإحساس وليس حرفياً. وقال الظنحاني: أن هناك أسماء شعرية كثيرة تظهر في الساحة الشعبية وتلقى الدعم من رواد الشعر ومؤسساته المعنية بالدولة التي تحرص على إقامة الورش والدورات والبرامج والفعاليات التي تصب في مصلحة الشاعر وتطوير أدواته وإبراز نتاجاته الإبداعية.
وفي نفس الإطار تحدث الشاعر صالح الجشعمي مؤكداً على أن هذه اللهجة قابلة للتغيير والتطور ثم تطرق إلى محلية التناول مشيرا إلى أن هذا الشعر قد يحتاج إلى مفسرين وشراح وترجمة. وأشار إلى تجربته في تونس والتي من خلالها استطاع أن يستخدم مفردات يفهمها المتلقي العربي في تونس.
وأشار الجشعمي إلى ضرورة تمثل الروح الإماراتية في الشعر ، وأن يقال عندما يقرأ شعرنا من خارج الإمارات يقول إن ناحية التفكير في هذه القصيدة أو روحها تدل على أنها لشاعر إماراتي.
ثم طرح مقدم الندوة سؤالاً هاماً: ما هي الآمال المرجوة من الشعر النبطي؟
الشاعر عبد الرزاق درباس قال مناهج الدولة من أكثر مناهج دول الخليج حفاظاً على التراث علمياً حتى في إخراج الكتاب. والمشكلة في البيوت وليست في المدارس.
الشاعرة كلثم عبدالله: المنابر الثقافية جزء من المجتمع لماذا لا ترفع هذه المؤسسات هذه التوصيات للجهات المعنية وتكون ملزمة بحيث المدرسة تبدأ والبيت يواصل.
وتدخل الناقد الأديب السوداني الدكتور عبد القادر الكتيابي قائلاً: التخطيط المؤسس لمربع الأعمال إلى مربع الأدب والفنون والفكر، بمعنى إذا قرر شاعر أن يصبح شاعر فالشعر ليست إطلالات يتسلل إليها هناك إمكانيات لكي يفعل ذلك ولكنه لم يدرك ما هي ملكاته الشعرية، رحم الله حسن الزيات الذي قال في كتابه "دفاع عن البلاغة" (من الناس من يظن نفسه أنه شاعر وهو عروضي أو ناقد وهو صوفي ...). الشعراء الذين يطلبون تجاوباً قد يفتن بهم من ليس عنده الاستعداد الفطري في هذا المجال. وقال الكتيابي أن مجالس الأدباء هي التي تثقل مواهب الشباب. ولكن الآن مع الانفتاح وما أتاحته مواقع الفضاء المفتوح أصبح كل واحد يمكن أن يطلق ما يريد أن يقوله. لكن إعطاء المناعة المعرفية بين البيت والمدرسة هي التي تؤسس مستقبل الذائقة العربية.
الشاعر محمد البريكي أكد على أن العلم في الصغر كالنقش على الحجر، مؤكداً على أن المناهج هي الأساس لأنها ستتيح للابن والأسرة النقاش والحوار.
وقال الإعلامي والشاعر راشد شرار أن الإعلامي طارق حداد رمى حجرًا في بركة ساكنة. مؤكداً على إن الشعر الشعبي له القدرة على توثيق علاقة العرب بالشعر. وأن ضيق الصفحات الشعبية في الصحف والمجلات، وندرة البرامج الشعبية وقلتها يدفع الشباب إلى المنتديات الشعرية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولابد على المؤسسات المعنية أن تتحمل المسؤولية بوضع الخطط والبرامج التي تتولى المواهب بالرعاية والتوجيه والدعم.
تخلل الحوار إلقاء بعض القصائد الشعرية، فألقى الشاعر صالح الجشعمي قصيدة بعنوان "الأماني كاذبة" قال فيها:
ترى الأمانـــــــــــي كاذبه والحلم ما يــــبري كسير
والتضحيه في هالزمن تأثر عليك طعـــــــــــــونها
ما فــــــــــــيه داعي نبتسم في يوم تشييع الضمير
وما فيه داعــــــــــي نبـــــــتسم لوجيه ما يسونها
نصبر عليها لو قضيناها علـــــــــــــى خبزة شعير
ولا نحاول نجمع الـــــــعاقل مـع مجنونـــــــــــــها
وفي قصيدة أخرى بعنوان "دورات الأيام" قال الجشعمي:
البارحـــة مرت علـي وكنها تســـــــــــــعين يـوم
بالليله االـــي غرقتــــــــــني بالهموم بليلها
سهرتها للصبح وانا ساهرٍ مــــــــن دون نوم
ما غير احسب للنجوم المضوية وأخيلــــــــــــها
يا وجـــد حالي وجد من نوخ ولا يقــــــــدر يقوم
وثقــــــــلت عليه حــــــموله ولا عاد يقدر شيلها
وإلا يتيمٍ لامـــــــرة عمه ولاعمـــــــــــــــه رحوم
ودنياه ضاقــــــــــــت به ولا يدري وش يسويلها
شح المطر من عقـــــــب ممطاره ولا تمت غيوم
والارض ذابحها المحــــــــــــــــــل ولا نفع تبليلها
الله من صيف الزمان اللي ذبحـــــــــــــنا بالسموم
والله مـــــــــــن دورات ليام الــــــــعجاف وميلها
وأنشد الشاعر خالد الظنحاني قصيدة "رثاء النخيل" :
ارسميني طير يتهجّا رحيله واقتلي حلم الحروف اللي جزلها
اسكبيني شوق راحل وانحني له
وادفني ذكرى لياليـــه وغزلها
كلّما شفت الرطب أرثي نخيله
وكلّما شفت النحل أبكي عسلها
ازدواجية رثا رمح وقتيله
والقلوب انْ ذيّرت شدّت رحلها
وفي قصيدة أخرى بعنوان "جلنار" قال الظنحاني:
أطلب التاريـــــــخ يفتح ليْ الْستـــار
وانتزع عــــرش الأكــاسر.. واعتلي
لا تناديـــــن المطــــر يا جلّنــــــــــار!
حبّنا المبعـــــــوث للعـــــالم جِلــــــي
إعشقيـــني بيــــن طيــــات الغبـــــار
وانفضي عنّي الرفـــــاه المخملــــــي
إلجميــــــني قلب.. واهديني فـــــرار
أمتطي فيـــــك القمــــــر.. واتمنزلي
حبّ.. عشق.. ونار.. جنّات.. وقرار
في ربوعي يا الجفــــول العنـــــــدلي
وأنشدت الشاعرة كلثم عبدالله قصيدة قالت فيها:
تعال ابكي على صدري وخل افراحنا تنساقْ
تعال ولا تحاتي ياحياتي ياغناتي هذرة اللوامْ
تعال ابـكي محبه واشـتياق وشـوق ما ينطاقْ
تـعال انهل سعـادة طافـت الدنيا هـنا واحـلامْ
تعـال وشـوف قـدرك في حنايا قـلبي الخفـاقْ
تعال وخل سمعك عند نبضه واعلن استسلامْ
تعـال انهـل عـذوبة ْ ود ْ سـاجي نبعـها دفـاقْ
تعـال العمر يركض خلنـّا نضحك على الايامْ تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|