وكالة كل العرب الاخبارية :  احتضن معرض "تسونامي الحرف" الذي أطلق الاثنين الماضي في مركز رؤى 32 للفنون، أربعين عملا فنيا للفنانين عدنان يحيى وإبراهيم أبوطوق.
وفي هذا المعرض، أخضع الفنانان يحيى وأبوطوق لوحاتهما الحروفية إلى ما يشبه موجات المد العالي، التي تتحول أحياناً إلى عواصف وانفجارات تعصف بالحروف والخطوط وتحيلها إلى شظايا لونية.
ويضم المعرض المشترك الذي يستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي، أربعين لوحة خطية، منها 22 لوحة نفذها أبوطوق بالألوان المائية، فيما نفذ يحيى أعماله بالألوان الزيتية على الخشب، وعددها 15 عملاً، فيما تقاسم الفنانان تنفيذ لوحتين بالألوان الأكرليك على قماش، كما يضم المعرض ستة أعمال نحتية للفنان يحيى.
وبرعت أنامل الفنان يحيى في إيصال رسالته للعالم بحروفه المتشابكة في لوحاته الفنية، ويعلق بقوله "إن هذا الحرف هو الذي كنا نحلم بالمشي معه... فوق السحاب... صار هاجسنا، صراع بقاء؟!.. فالحروف ثقافة بصرية لا تشيخ أبدا، وحاولت أن أجعل منها سيمفونية، لها مدلولها الثقافي والإنساني، وحتى السياسي الواسع، في محاربة المفسدين".
ورغم أن الحرف بالنسبة له سلاح معنوي، إلا أن يحيى يبطش بالطغاة، ويتحول إلى شظية في زمن الربيع، في كل العواصم العربية، ليكون حجم الحرف معادلا لحجم الإنسان في استنطاق آيات عظيمة.
وتقترب لوحات يحيى من العين أكثر فأكثر، لتكون مرآة الروح "إنها دعوة لكل فنان عربي لكي يرسم ما تيسر من حروف بصرية، فهي لا تموت أبدا"، بحسب قوله.
وبين أن التزامه بالقواعد في الخط العربي، قد يحد من القدرة التعبيرية في الوصول إلى الهدف، وهذا يتطلب مهارة في القدرة على التعبير.
ومن التقنيات التي يستخدمها يحيى في أعماله الفنية، مادة "الأبوكسي"، وهي عبارة عن مادة صلبة تساعده على تكوين الأشكال المجسمة أثناء النحت، إلى جانب أنه يحب الرسم المتقن.
ويؤكد أن الرسم بالنسبة له عملية سهلة، فيما الفن أصعب لأنه خلق وابتكار، موضحا "فالكاميرا حلت محل الرسم، ويجب أن يعد الفنان أشياء جديدة تختلف عن الصورة". ويتمنى يحيى أن يرسم جدارية ضخمة عن حقوق الإنسان، مع العلم أنه عمل لوحات صغيرة عن حقوق الإنسان، لكنه يطمح لتمثيلها بشكل أوسع.
في حين تنوعت أعمال أبوطوق في المعرض الذي يستهل أعماله بتخطيط اسم الله، وتميز عمله بالإيقاع السريع والتشكيل الهندسي وضربة قلم مميزة.
كما يتباين خط أبوطوق بين الهندسي والخط اللين، ففي أعمال له نرى زوايا حادة وطابعا هندسيا، إلى جانب استخدامه للخطوط الدقيقة مع خطوط متوسطة الوزن، ويناظر هذا التباين تباين الألوان الحارة مع الألوان الباردة.
وتبدو رسالة أبوطوق واضحة، فالإبداع لا يمثل هروباً من قواعد الخط التقليدي وإنما هو بناء عليه وامتداد له الى عالمنا المعاصر.
وفي أعمال أبوطوق الأخرى، يبدو للكثيرين استخدام أسلوب تقليدي، ولكن الخطوط القائمة تنبئنا بغير ذلك، وهناك باقة من الخطوط تجمع القديم المألوف مع جديد من الحروف.
ويذكر أن يحيى فنان أردني من مواليد 1960، عضو مؤسس في جماعة الفنانين الشباب العام 1980، وهو عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، عمل وما يزال مدرسا للفنون في مدارس التربية الريادية الثانوية.
وأقيمت لأعمال يحيى تسعة معارض فردية، إضافة إلى مشاركته في ثلاثين معرضا جماعيا داخل الأردن وخارجه.
وكان يحيى قد تلقى جوائز فنية عدة، آخرها جائزة معرض الفن الإسلامي المعاصر، وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية 2013.
ومن هذه الجوائز: الجائزة الأولى على مستوى الأردن في الفن التشكيلي، جامعة فيلادلفيا 2012، الجائزة الثانية على مستوى الشرق الأوسط، معرض طهران الدولي في مجال التصوير 2011، الجائزة الثالثة على مستوى الشرق الأوسط، معرض طهران الدولي في مجال النحت 2011.
أما أبوطوق فهو من مواليد عمان 1958، وحاصل على درجة دبلوم هندسة معمارية العام 1977، ولديه عشر سنوات خبرة كرئيس للدوائر الفنية في العديد من الشركات المحلية، ومثلها في مجالي التصميم والطباعة، إضافة إلى خبرة خمس سنوات في صناعة الأثاث والتصميم الداخلي.
وأبوطوق حاصل على جوائز عدة، من بينها جائزة معرض دبي الدولي للعام 2009، جائزة البردى، الإمارات العربية المتحدة لثلاث سنوات 2008-2009-2011، جائزة ملتقى الشارقة الدولي 2010، وجائزة أرامكو- المملكة العربية السعودية العام 2010، وجائزة تلمسان الجزائر للعام 2011.
وسبق أن أقام أبوطوق معرضين شخصيين في فندق حياة عمان 2003. والمركز الثقافي الفرنسي بعمان العام 2007، إضافة إلى مشاركته في 25 معرضاً جماعياً داخل الأردن وخارجه.