التوجيهي .... لماذا نخرب هذه القيمة التعليمية بايدينا ؟
![]() التوجيهي .... لماذا نخرب هذه القيمة التعليمية بايدينا ؟ شفيق عبيدات ما يجري من مخالفات وتجاوزات في امتحانات الثانوية العامة ( التوجيهي ) هو بالضرورة مخالف للقوانين والانظمة والتعليمات الناظمة لهذه الامتحانات وجريمة يجب معاقبة كل فرد او طالب شارك في التخريب واسأة سمعة التعليم في بلدنا والتي كانا نفاخر ونعتز بها في المنطقة والعالم . ان هذا التطاول والتجاوز اصبح ظاهرة مزعجة للدولة وهو افرازات لاحداث العنف في المدارس والجامعات والمجتمع الذي نشهده ونسمعه ونقرأ عنه يوميا في وسائل الاعلام وهو حالة غير مسبوقة في بلدنا وخاصة عندما نسمع عن طالب تطاول واعتدى بالضرب على استاذه تتبعه فزعة الاهل بتطويق المدرسة والهجوم المسلح على الاسرة التعليمية فيها فضلا عن احداث الاضرار بممتلكات تلك المدرسة . نعلم ان المعلم هدفه الاساسي هو التعليم والتربية الا ان الطالب والاهل يرفضون هذا المفهوم التربوي , مما ادى بالتالي الى ضعف العمليه التعليمية لان المعلم اصبح يخاف من محاسبة الطلبة على تقصيرهم في دروسهم وبالنتيجة فان ضعف نسبة لا بأس بها من الطلبة جعلهم يستخدمون في امتحان التوجيهي اساليب عديدة للغش الذي تفشى هذا العام والاعوام القليلة الماضية , ومن هذه الاساليب زرع سماعة في اذن احد الطلبة وفي حالة جديدة من انواع الغش وهذا يعني ان ذوي هذا الطالب على علم بهذه العملية التي كان بالتاكيد قام بزرعها احد الاطباء ... والاهل والطبيب شركاء بهذا الجرم . ولا ننسى اسبابا اخرى ادت الى ضعف التعليم بشكل عام وطلبة التوجيهي بشكل خاص , وهو ما اكده معالي الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم في مقابلة تلفزيونية ومن هذه الاسباب هي السياسات التربوية التي تشكل خطيئة والتي تتمثل بالترفيع التلقائي من الصف الاول الابتدائي الى الصف السادس الابتدائي وقد افرزت ضعفا تعليميا عند نسبة كبيرة من الطلبة الذين لا يستطيعون الكتابه والقراءة , وبالتالي كانت المخرجات التعليمية ضعيفة ادت الى ضعف طلبة التوجيهي بشكل كبير . ان ظاهرة العش في امتحانات التوجيهي وفزعه الاهل لمساعدة ابناءهم في عملية الغش تنذر بانهيار العملية التعليمية فيما لو استمرت الاعوام القادمة ... الا اننا نؤيد ما قامت به وزارة التربية والتعليم واصرار وزير التربية والتعليم على اعادة هيبة امتحانات التوجيهي ومحاصرة الطلبة الذين حاولوا بالتعاون مع اهاليهم التخريب والاساءة الى سمعة هذه الامتحانات و على الرغم من ان البعض انتقد الاجراءات التي اتخذت ووصفوا تواجد رجال الامن امام المدارس التي تجري فيها الامتحانات متسـأليين... هل نحن نعيش حالة حرب , واقول لهؤلاء انتم ايضا تسهمون وتساعدون في تخريب هذه الامتحانات . اننا نتسأل ... من اوصلنا الى هذه الحالة والجواب واضح انها بعض السياسات التعليمية التي ادت الى ضعف الطلبة , اضافة الى مواقف الاهل الذين ساهموا بوقوفهم الى جانب ابنائهم الطلبة عندما يتعرض هؤلاء الابناء الى المعاقبة من قبل المعلم .. ولو عدنا بالذاكرة الى ايام زمان عندما كان المعلم يلقى الاحترام والاهتمام من الاهل , وكانوا يريدون معاقبة ابنائهم الطلبة سواء بسبب التقصير في الدراسة او الشغب في الصف , وكان هؤلاء الاهل يأتون الى المدرسة لتأييد المعلم وشكره على ما اتخذه من اجراءات ضد ابنائهم , والاهم من ذلك تلك السياسات التعليمية التي كانت متخذه انذاك بحيث كانت وزارة التربية تجري امتحانات عامه لطلبة الصف السادس الابتدائي وطلبة الثالث الاعدادي وطلبة التوجيهي بهدف الوصول الى مخرجات تعليمية لصالح الطلبة ومستوياتهم التعليمية . ونقدر احصاءات وزارة التربية والتعليم ان عدد الذين حرموا من امتحانات التوجيهي بلغ ( 2100 ) طالب ضبطوا في حالات غش مختلفة حتى تاريخ 4/1/2014 , وان (93 ) شخصا من اهالي الطلبة تم القبض عليهم واحالتهم الى القضاء بجرم الاعتداء على قاعات الامتحانات . وفي قراءتنا للمشهدين الاول عندما كان الاهل ينتصرون للمعلم والمدرسة ضد ابنائهم والثاني هو ما نشهده اليوم عندما ينتصر الاهل لبنائهم الطلبة عندما يتعرضون ابناءوهم لعقوبات يستحقونها , اما بسبب الغوضى والازعاج في المدرسة , او رفضهم تلقى العلم على يد معلميهم ... انها مفارقات نترحم فيها على زمن تقديس المعلم واجلاله واحترامه . لقد كتبت العام الماضي مقالة عن امتحانات التوجيهي نشرت في صحيفة العرب اليوم وكان عنوانها ( اساليب الغش في امتحانات التوجيهي ) اقترحت على وزارة التربية والتعليم انذاك الغاء امتحانات التوجيهي التي اصبحت تشكل للدولة مأزقا كبيرا من حيث الكلفة وتوفير الامن لقاعات الامتحانات واستبدال هذا النظام بجمع معدلات الطلبة على مدى سنتين للصفين الاول ثانوني والثاني ثانوني واستخراج المعدل النهائي . ويوفر هذا البديل المال على خزينة الدوله والجهد الذي تبذله وزارة التربية والتعليم في نظام التوجيهي الحالي , وهذا الاسلوب الجديد يستخدم في العديد من الدول . تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|