في ظل تزاحم أخبار الموت والدمار التي أصبحت بامتياز صناعة عربية ..من بنغازي على شواطيء الأطلسي ومروراً بقفصة التونسية ..والجثث المجهولة الهوية في شوارع بغداد الرشيد ، والموت المجاني في مواكب العزاء في الموصل ، والطيران الذي لا يرحم طفلاً ولا شيخاً يحرث أرض وسماء الشام زارعاً الموت الزؤام بدل زراعة القمح والقطن ..وشلل الأطفال الذي أصبح من الماضي في العالم المتحضر ولكنه يعود مكشراً عن أنيابه لينهش أطفال سوريا والسودان ...

جاء خبر با الأمس لم يأخذ حقه ...فوز مدينة دبي على نظيراتها في روسيا وتركيا والبرازيل باحتضان أكبر وأضخم معرض عالمي ( أكسبو 2020) .

أن الانتحاريين زارعي الموت ومن يدعمهم لا يقدرون قيمة هكذا إنجاز وهكذا حلم . إن فوز دبي سيجعل منها مدينة عالمية بامتياز لا يقدر على منافستها كل مدن العالم لتنظيم النشاطات الدولية وعلى رأسها احتصان كأس العالم لكرة القدم .

لم يكن هذا الانجاز ليتحقق في ظل قيادة خاملة وحكومات على رأي فيروز بتكتب وبتمحى . حكومات أحترفت الكذب والفساد وجعلت من شعوبها سجناء للفقر والجهل . دبي مدينة خالية من البترول نبتت على أطراف الصحراء ، لم يكن لها من اسمها سوى ظلف العيش والغبار . من يعرف دبي قبل خمسين عاماً يدرك حقيقة هذا المارد ...الذي تمرد على كل الصعوبات بفضل سياسة حكيمة وواعية وناضجة تحب الحياة والانسان .

من حسن الطالع أن يأتي هذا الفوز ودولة الأمارات تتهيأ للاحتفال بعيدها الوطني الثاني والأربعين ...

عيد اتحاد الامارات السبع ، هذا العقد الفريد في ليل عربي مشظى برائحة الدم . هذه الدولة التي حافظت على وحدتها بفضل عطف الشقيق الأكبر على أشقائه الصغار .

هذه الدولة نموذج للفرح ...نموذج للحياة ...نموذج لأعمار الأرض ورفاه الانسان .

مبروك لدبي ...مبروك للأمارات ...مبروك للعرب ..وسحقاً للقتلة في كل مكان .