المزيد
الدوائر المتقاطعة

التاريخ : 23-11-2013 |  الوقت : 09:59:30

الدوائر المتقاطعة قالت لي الصديقة ما رأيك بالدوائر المتقاطعة فهل هي دوائرمنفعة وخاصة انها ليست دوائر وهمية؟ قلت لها يا اختاه لقد أثرت شجوني وتريدينني ان اتكلم: الدوائر التي تتقاطع تترك بينها جزءا مشتركا وهذا الجزء هو الجزء المنتفع والمستفيد فقط وكلما ازدادت عدد الدوائر المتقاطعة والمتشابكة كلما ازداد عدد المستفيدين والمنتفعين من الأنسباء والأقرباء والمحاسيب وكلما قلت الدوائر وضاقت تقلص عدد المستفيدين حتى تصبح دائرة واحدة وهذه الدائرة لها نقطة واحدة يمر بها خط التماس ويكون متعامدا على الخط الواصل بينه وبين مركز الدائرة ولا يتقاطع مع غيره هناك خطوط متوازية كثيرة لا تتقاطع وتعمل بنفس الاتجاه او عكسه ولكن حسب قانون نيوتن الثالث لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالأتجاه ولكنني لااصف خط التماس حسب القوانين العسكرية في المعركة بانه اذا وصلت دبابات العدو لخط التماس فانها الطامة الكبرى اما السواد الاعظم من الناس فانهم بعيدون عن تقاطع الدوائر وخطوط التماس ويعيشون على الفتات ثم قالت ما رأيك بالذين يباعون ويشترون ويصرحون بأنهم يحاربون الفساد وينادون بالعدالة والمساواة؟ قلت لها: ان اصحاب الكرامات والضمائر الحية لايباعون ولايشرون والذين يباعون هم سلعة رخيصة وكل سلعة لها ثمن وهؤلاء ترفضهم المجتمعات الحية ولا تقبل بهم وهم الفاسدون والمفسدون قالت سؤال اخير ما رأيك بالمثقفين قلت لها هل تريدين الثقافة المتوازنة ام المثقفين؟ وحول المثقفين العرب اريد ان اوضح لك مايلي: لقد بدأت الثورة الفرنسية عام 1789م بدفع من التنويرين والمفكرين والمثقفين الذين أثروا تأثيراً واضحاً في المجتمع الفرنسي وأوروبا. لقد طالبوا بالمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه، لقد انتقد فولتير الظلم الطبقي وسيطرة رجال الدين على عقول الناس وتدخلهم في السياسة وشؤون المجتمع، كما طالب مونتسيكيو باللبرالية وفصل السلطات، وطالب جان جاك روسو بالحرية والمساواة. هؤلاء المثقفون ألهبوا الجماهير والثوار وفتحوا عقولهم على حقوقهم وكانوا السبب الرئيسي في إشعال الثورة. لقد بدأ الربيع العربي منذ ثلاث سنوات ولم يحقق الحد الأدنى من المطلوب منه، فأين دور المثقفين العرب في هذه الثورات وهل تم التشجيع حول تكوين العقل واستعماله أو الفكر العربي؟ وفي العودة للوراء قليلاً، لقد بدأ البحث عن نظام سياسي جديد في العالم العربي منذ القرن التاسع عشر، حيث بدأ دور المثقف العربي يتبلور بالاحتكاك بالفكر العربي الجديد ومحاولة إيجاد توليفة مع الثقافة السياسية الدينية السائدة والمرتكزة على التراث ذي الغلبة الدينية، فبرز مثقفون سعوا إلى إظهار عدم التناقض، لاسيما منهم مفكرو النهضة أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم. بعد مرحلة الاستقلالات برز نموذج المثقف القومي العربي المستند إلى شعارات الوحدة العربية والتحرر القومي العربي ومناهضة الاستعمار فالتقت شعارات حزب البعث والناصرية على مثلث الوحدة والحرية والاشتراكية، كما برز دور المثقف في الأفكار الماركسية واللنينية، وأصبح بعض هؤلاء المثقفون ملحقون بالأنظمة التي تغيرت وأصبحوا يدافعون عن مكاسبهم والتفرد بالسلطة بعيداً عن منطق التعددية والديمقراطية، فأنتجت ثقافة فئوية وعجزت عن إنشاء ثقافة جامعة وخاصة سيطرة العسكر عليها التي أبعدتها عن مبادئها. وقد أطيح بحكم الأخوان المسلمين في مصر لتفردهم بالسلطة مما أثار نقمة القوى الأخرى عليهم ولم يستمر حكمهم إلاّ سنة واحدة. كذلك فإن المواجهة الثقافية لا تعني فحسب إنتاجاً ثقافياً يدين الإرهاب، ولا مجرد تنقية للمناهج الدراسية مما يحمل شبهة الدعوة للإرهاب ولكن المطلوب فيما نرى صناعة ثقافة جديدة. تتنوع صناعة الثقافة شأنها شان غيرها من الصناعات، فمنها الاستهلاكية والخفيفة وكذلك الثقيلة التي يطلق عليها أحياناً الصناعات الاستراتيجية، التي تعنى في هذا السياق تلك الصناعات التي تعتمد عليها بقية الصناعات. إن جميع أنواع الصناعات الثقافية ضرورية ومطلوبة كل في سياقه، غير أن جاذبية الصناعات الثقافية الاستهلاكية والخفيفة وسخونة وجماهيرية منتجاتها، فضلاً عن سهولة إنتاجها نسبياً قد تغطي على أهمية الصناعة الثقافية الاستراتيجية التي نعنيها. إننا نعني بتلك الصناعة الثقافية الاستراتيجية، صناعة وتأسيس الوعي الوطني لدى الأطفال الذين ستصبح مقاليد الأمور بأيديهم مستقبلاً. إن المدرسة هي الأداة الرئيسية من أدوات التنشئة الاجتماعية التي تلعب الدور الأساسي في صياغة البعد المشترك في الهوية القومية وهو ما يعرف بالصهر الاجتماعي. لو طبقنا منهجية التحليل الثقافي لوصلنا إلى نتيجة رئيسية مؤداها أن المجتمع التقليدي العربي، لم يستطع اجتياز اختبار الحداثة الغربية، والتي كانت أساساً للتقدم الغربي كله في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة. الحداثة السياسية الغربية تعني الديمقراطية في المقام الأول، بمفرداتها المعروفة وهي حرية التفكير وحرية التعبير وحرية التنظيم والانتخابات الدورية النزيهة. أما الحداثة الفكرية فتقوم على مبدأ أن العقل هو محك الحكم على الأشياء. ولو طبقنا معيار الحداثة الغربية بكل أبعادها لاكتشفنا أننا في العالم العربي أخفقنا لأسباب متعددة في تحقيق الديمقراطية ولم نستطع أن نحقق الحداثة الفكرية. ومعنى ذلك كله فإن ا لمعضلة الديمقراطية العربية لن تحل إلاّ إذا استطعنا أن نجابه المشكلات التي تقوم تطبيق معايير الحداثة مرة واحدة. لهذا على المثقفين الدور الكبير للتواصل مع جميع الفئات ومع القائمين على تربية النشئ ومع الناس في الأرياف والقرى والبوادي لتأصيل وعي عام للعمل لصالح الوطن كله ومحاربة الفساد والمفسدين والالتصاق بالأرض والانتماء للوطن. د. المهندس سامي الرشيد dr.samil.alrashid@gamil.com



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك