وكالة كل العرب الاخبارية :
تحقّق فيكَ الحضورُ فَغِبْتا
وإذ غِبْتَ في آخر الصحو قُمْتا
تسائلُ صحَبك كم قد لَبِثْتَ
وأنّى قضيتَ وأنّى بُعِثتا
وتحتارُ فيما ترى من طيوفٍ
وتبكي دماً للذي قد عَرَفْتا
طرائقُ شتّى وما مؤنِسٌ
سوى ذكر ليلى وما قد فَقَدْتا
وأرض نأى عنكَ فيها المزارُ
وما زال يُربَعُ فيها ويُشتى
* * *
أراكَ: وما من حِرابٍ، طُعِنْتَ
وقبل احتدام القتالِ أُسِرْتا
وكم مرّةٍ بالسرابِ خلوْتَ
فصُلْتَ، ونقعَ خيالٍ قحمتا
وكم فارسٍ مُعْلمٍ قد هزمتَ
وكم من بُنّياتِ حيٍّ فَتنْتا
ألا أيهذا الدّعيُّ تنحّى
فللعشقِ أبطاله لو عَرَفْتا
* * *
تسابقتَ والفجرَ نحو حِماكَ
فقِيلَ نُكوصاً، فلَيْلَكَ رُمْتَا
وقيل: تداركْ إلى عتمتيكَ
فما كُنتَ كفؤاً ولمْ تَكُ أنتا
خلعت ضياءَكَ قبل الشروقِ
وضيّعتَ وِردَك حين أمحِنُتا
ولمّا تراءت لك الغاوياتُ
تلوّعتَ في إثرها ثمّ ذُبتا
ألا أيها الذائبُ المستكينُ
بأي مجاري المهالِكِ سِلْتا
وأي ضُروب العذاب اكتسبتَ
وأيّ صنوفِ الجمالِ حُرِمْتا
ظننّتُكَ أهلاً لعهدٍ وثيق
ترامق من نورِه ما استطعتا
وأنّك تذكرُ ما كنتَ قُلْتَ
غداة الترُّحُلِ حين أنطلقتا
ولكنّ طيناً به قد جُبِلْتَ
وجهْلاً ركبتَ وظُلْماً حَمَلْتا
تأدّوكَ هذا المصير الأليمَ
فصرت رهيناً لما قد أتيْتا
فإنْ كنت غبْتَ فها قد حَضرْتا
وإنْ قد عمِيتَ فها قد بَصرتا..