وكالة كل العرب الاخبارية : خلصت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة «كيونْسلَاندْ الأستراليَّة»..أن سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر اكتئاباً في العالم ..وأراهم قد بلغوا حداً من اللباقة والكياسة جعلهم يخجلون من أن يسموا العرب بالاسم خوفاً من اتهامهم بالعدائية والامتهان ومعاداة العرق العربي ..والجماعة «مش ناقصهم بصراحة»، فقالوا من باب الاحتياط سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ..على عينك «يابو نكد»!!...
صحيح لماذا نضع الحزن بالجرن ونكتئب نحن العرب أكثر من غيرنا.. ؟ أنا أجيبكم!..
 على الصعيد الشخصي : منذ الصف الثالث إعدادي لم ارتد بيجامة مكتملة الأطراف فهي دائماً «مبندقة» لا البلوزة تخصّها ولا البنطلون، اما بنطلون طويل وبلوزة نصف كم..وإما بنطلون قصير وبلوزة طويلة.. ومنذ الصف الثالث الإعدادي كذلك وبيجاماتي الافتراضية «تُفرّ» من جهة الفخذ الأيمن الداخلية تحديداً... الأمر الذي يتطلب مني جلوساً واحداً ثابتاً محتشماً طوال الوقت حتى وأنا في بيتي...
لماذا نكتئب؟ على الصعيد الشخصي.. أنا لا أنام قبل أن امصع «اذن» أو أقرص «نيع» لكثرة ما استمع الى عبارة : «يابا عندك إياه»..وعند الصباح بدلاً من فيروز وعازر حبيب وزقزقة الكناري أصحو على «جعير»..ودموع «مالها والي» فقط لأن الأول سبق الثاني في «لبس الاجرابات»!!!.
لماذا نكتئب.. على الصعيد الاقتصادي؟ الحمد لله كل شيء رخيص..البندورة بـ90 قرشاً والبطاطا ب85 والبيض ب3.5دينار ..الراتب مثل بنات الفيديو كليب يأتي خطفاً ويذهب خطفاً...لا قادر تشوفه ولا تحفظ ملامحه ولا تستمتع بوجوده...اما البنزين فقبل ان تعرق السيارة ويدفأ صدرها وتتنحنح وتقول يا هادي..تكون قد صرفت تنكة...
لماذا نكتئب..؟
 على الصعيد السياسي : مجلس النواب لا يمون على سلق بيضة ، ومجلس الأعيان لا يمون على تقشيرها، أما الحكومة فكل همّها ان تصرف علاجات وفيتامينات من جيب الشعب لإطالة عمرها وتجديد شبابها وزيادة باءتها ...المعارضة تعشق «التوحّد» وتكره الوحدة..اما رموزها ..انجازهم الوحيد انهم أصبحوا رموزاً للمعارضة وحسب..
لماذا نكتئب؟
على الصعيد الإقليمي: ولدنا على ضياع فلسطين ، وخطابات المقاومة ، وحق العودة، والقمم العربية المنعقدة في الراديو «البناسونيك» الملفوف بــ»مغيّطة»..وعندما أدركنا ما يعنيه يتم الأوطان، وكم هو مؤلم ان تخسر وطناً من خاصرة وطنك ..فقدنا العراق...فقسمنا القصائد والخطب والخيم والسردين بالتساوي بين فلسطين والعراق...وها نحن نرى على المذبح سوريا ومصر..ونهيئ جيلاً جديداً من الشعراء والفنانين والنوّاحين...ليبنوا لنا أوطانا من كلام.. 
لماذا نكتئب..؟
على الصعيد الروحي:
منذ أن أطلقت صرختي في وجه هذه الدنيا ككائن حي..وأنا أبحث عن موتٍ طريٍ يتبنّاني ، ينظفني من رماد معاركي، يمتص وجعي المحتقن بحجم الكرة الأرضية..ثم يهبني للمدى المزروع سلاماً زهرة برية..
ولا افلح....
أي غصب عن الكائنات بدي اكتئب!!.. 

ahmedalzoubi@hotmail.com