وكالة كل العرب الاخبارية
اقتحمت مجموعة من ضباط المخابرات الاسرائيلية أمس المسجد القبلي المسقوف في المسجد الاقصى المبارك من جهة باب المغاربة وقامت بجولة في جنباته وسط تكبيرات من طلاب وطالبات مصاطب العلم والمصلين من أهل القدس والداخل ما اضطر عناصر المخابرات للخروج خارج بوابات المسجد الاقصى. وذكرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث بمدينة القدس المحتلة في بيان صحفي أمس ان باحات المسجد الاقصى تشهد حالة من الاحتقان الشديد خاصة مع استمرار التكبيرات والصيحات المناصرة للاقصى، فيما عززت قوات شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة الاسرائيلية من تواجدها تحسبا لتصعيد الاوضاع هناك. وكان مستوطنون اقتحموا الاقصى صباح أمس من جهة باب المغاربة وقاموا بجولة في أرجائه وسط حراسة أمنية مشددة من قوات الشرطة والوحدات الخاصة.
كما ندد رؤساء المؤسسات الدينية الاسلامية في مدينة القدس ب»المخططات والمقترحات الاسرائيلية لتقسيم الاقصى»، وذلك في مؤتمر صحافي عقدوه في القدس الشرقية المحتلة محذرين من التداعيات الخطيرة لهذه الاعمال. وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في المؤتمر الذي عقد في احد فنادق القدس الشرقية «ان المسجد الاقصى هو مسجد اسلامي لا يشارك به احد هكذا قرر الله، وحملنا عقيدته وشريعته وتاريخه وارضه». وتابع «لا يجوز بحال من الاحوال ان تتدخل فيه سلطات الاحتلال، ولا يمكن بحال من الاحوال ان نسمح بالتفريط باي جزء من المسجد».
واعتقلت قوات الاحتلال أمس 9 فلسطينيين في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت مدن رام الله والخليل ونابلس وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهم. وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع مختلفة.
وتوغلت جرافات الاحتلال أمس في اراضي المواطنين الفلسطينيين شرق مدينة غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال الاسرائيلي المعززة بالجرافات العسكرية توغلت في اراضي المواطنين الفلسطينيين شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة، وقامت بعملية تجريف وتمشيط داخل أراضيهم الزراعية على بعد 200 متر من الشريط الحدودي.
سياسيا، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس ان محادثات السلام مع الفلسطينيين فشلت في تحقيق تقدم حقيقي وانه يأمل في ان يتمكن وزير الخارجية الامريكي الزائر جون كيري من اعادتهم الى مسار التفاوض. وكانت الصورة القاتمة التي رسمها رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني مماثلة لتلك التي قدمها مسؤولون فلسطينيون كبار ذكروا ان الخطة الاسرائيلية التي اعلنت الاسبوع الماضي لبناء 3500 منزل في الضفة الغربية المحتلة تمثل عقبة كبيرة في طريق نجاح المفاوضات. واتهم نتنياهو الفلسطينيين بافتعال «ازمات مصطنعة» حول محادثات السلام. وجاءت تصريحات نتنياهو في بداية اجتماعه مع كيري في فندق في القدس المحتلة استمر لنحو ثلاث ساعات. وبدأ كيري صباح أمس في القدس المحتلة جولة محادثات جديدة في محاولة لانقاذ محادثات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال نتنياهو «انا قلق على تطور (المحادثات) لانني ارى الفلسطينيين يواصلون افتعال ازمات مصطنعة والهرب من القرارات القوية اللازمة لصنع سلام حقيقي». واكد لكيري «امل ان تساعد زيارتكم في دفعهم الى مكان نستطيع فيه تحقيق السلام التاريخي الذي نسعى اليه».
ولكن كيري سعى الى تهدئة الموقف قائلا «مرت ثلاثة اشهر على هذه المفاوضات.. هنالك دائما صعوبات وهنالك دائما توترات» مضيفا «نحن بحاجة الى مساحة للتفاوض بشكل سري وهادىء». وبدا كيري حذرا في حديثه عن الهدف الطموح الذي يقضي بالوصول الى اتفاق في غضون تسعة اشهر قائلا «امامنا ستة اشهر للوصول الى الجدول الزمني الذي حددناه لانفسنا وانا واثق من اننا نملك القدرة على احراز التقدم».
واكد كيري رفض الولايات المتحدة للبناء الاستيطاني واصفا الاستيطان بانه»غير شرعي». وقال كيري بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم في الضفة الغربية «نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي».
واعلن مسؤول فلسطيني كبير لوكالة فرانس برس ليل الثلاثاء «عقدت الليلة قبل الماضية جلسة مفاوضات فلسطينية-اسرائيلية بوجود الطرف الاميركي لكن الجلسة كانت متوترة جدا وانفجرت الجلسة بسبب التعنت الاسرائيلي». واشار المسؤول الى ان الفلسطينيين غاضبون من الادعاءات الاسرائيلية التي تقول بان العطاءات الاستيطانية جاءت «كتفاهمات» بين الجانبين عقب اطلاق سراح 26 اسيرا فلسطينيا قديما الاسبوع الماضي. واوضح المسؤول «اسرائيل تدعي انه يوجد صفقة لاستمرار الاستيطان مقابل اطلاق سراح الدفعة الاخيرة من الاسرى وهذا غير صحيح على الاطلاق». واضاف «اوضح الوفد الفلسطيني امام الطرف الاميركي رفضه لهذه الادعاءات بشكل مطلق ولكن الجانب الاسرائيلي مصر على استمرار الاستيطان ونحن لا نستطيع الاستمرار في المفاوضات في ظل هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة».
في السياق، نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية أمس عن مصادر فلسطينية موثوقة تأكيدها أن الرئيس محمود عباس يعول كثيراً على اللقاء الذي سيجمعه مع كيري، وكشفت عن احتمال اتخاذ الرئيس خطوات عملية في مواجهة استمرار الاستيطان «سيقف لها شعر رأس كيري». وقالت المصادر إن عباس «يعول على أن يضع كيري حداً للتغول والنشاط الاستيطاني المستعر في الضفة والقدس المحتلتين». وأضافت أن الفصائل الفلسطينية انتقدت عباس بشدة خلال اجتماعات القيادة الفلسطينية وطالبته بالانسحاب من المفاوضات، إلا أنه طلب مهلة حتى موعد لقائه مع كيري. وكشفت المصادر أن عباس أكد لقادة الفصائل أن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ستتخذان خطوات عملية في مواجهة الاستيطان، مهدداً باتخاذ خطوات قد لا تعجب الإدارة الأمريكية، وقد «تجعل شعر رأس كيري يقف» في إشارة إلى الجزع. وأوضحت أن أحد الخيارات أمام السلطة الفلسطينية طلب الانضمام إلى نحو 67 منظمة دولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية التي يمكن رفع قضايا أمامها ضد مسؤولين إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب.