بائع الورد السيلاني!
![]() وكالة كل العرب الاخبارية : لم نكن نعرف «سريلانكا» إلا من خلال الأيدي العاملة التي تأتي طلباً للرزق، وكنا نسمع أنّ حرباً أهلية تعصف بهذه الدولة، قتلت ودمرت الكثير على مدى ربع قرن. ومنذ سنوات ـ ولله الحمد ـ حلّ الصلح وجاء الهدوء، ومع الاستقرار بدأت وفود سياحية من بلدي والدول الأخرى في زيارتها، وكنت ضمن مجموعة شبابية زارتها لنكتشف كم يحتوي هذا البلد من جمال طبيعة وتواضع شعب. قبل أسابيع وبعد توقع البعض بأن تكون إجازة عيد الأضحى أسبوعاً، جاء القرار بالحجز المبكر لقضاء عطلة العيد هناك مع العائلة، كانت رحلة ممتعة ولله الحمد، زرنا فيها قرى ومدناً ومزارع شاي، وكانت تمرّ لحظاتنا كأنها فيلم وثائقي يصور دولة جميلة وشعباً فقيراً. التقينا ببائع الورد في طريقنا الجبلي على شكل «ZigZag» من قرية رامبودا إلى مدينة نوراليا، ومن ذهب إلى هناك يعلم أنّ شوارعها خطرة ومتعرجة وذات مسار واحد، وأن مسيرة 15 كيلومتراً تحتاج ـ بالسيارة ـ إلى ساعة كاملة. وبينما نحن على هذا الطريق نستمتع بأجواء الطبيعة الخلاّبة إذا بطفل يهتف من أعلى الجبل ويلوّح بورود في يديه، وفجأة - بعد لحظات - رأيت الطفل نفسه قرب حافلتنا ونحن نتجاوزه، والغريب أنه ظهر أمامنا وللمرة الثالثة حينما كنا نتجه إلى قمة الجبل، فكان يتنقل صعوداً ونزولاً على سلالم بدائية في سفح هذا الجبل، أمام هذا الحرص وأمام لهاثه وعرقه المتصبب لم يترك لنا بائع الورد من خيار إلا أن نقف ونشتري منه. هذا الصبي لم يكن يملك موقعاً إلكترونياً يعرض فيه وروده الطبيعية، ولا حساباً في «تويتر» أو «إنستاغرام»، بل كل ما لديه هو حرصه على «تسويق» وروده بجهده وعرقه وطريقته التي تبعث على التأمل، فقد كان له أسلوبه «الفريد» في فن التسويق. يقول خبير التسويق ليو برنت: «اجعلها بسيطة،اجعلها سهلة التذكر،اجعلها تدعو من يراها إلى تأمّلها» . تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|