المزيد
"المونة": تجهيزات العائلة لأيام الشتاء الباردة

التاريخ : 01-11-2013 |  الوقت : 05:26:23

وكالة كل العرب الاخبارية

 

 اعتادت الخمسينية أم جمال، التحضير لمونة الشتاء قبيل حلوله، وتؤكد أن حماسها الزائد لإتقان الصنع والتخزين ينطلق من منافستها لسيدات الحي الذي تقطن فيه، بحيث يقال إن المونة الشتوية التي تعدها هي الأفضل والأشهى.

وعن إيجابيات المونة، تعدد أم جمال؛ "الجودة والنوعية، الوفر الاقتصادي، ونظافة الغذاء التي لا يحتوي على مواد حافظة".
وتقول "أسعى لتأمين المأكل وكل ما نحتاجه كمواد غذائية ليس من السهل إيجادها في فصل الشتاء، ولا تنتج إلا في الصيف، وكذلك شراء البقوليات مثل الحمص والفول والفاصولياء البيضاء، وأقوم بحفظ ورق العنب، وصنع المكدوس، واللبنة المدورة، والزيتون والمخللات".
وما تزال المونة تحتل أولوية عند ربات الأسر والمنازل قديما وهذه الأوقات، ليتناولوها في أيام الشتاء والبرد القارس، ولكل سيدة فكرتها أو أولوياتها في تخزين هذه المونة، ورغم اكتساح الأطعمة المعلبة والمثلجة في الأسواق، لكنها لا تغني عن المنتوجات التي تصنع باليد.
وفي هذا، يقول أمجد زيتون "صاحب إحدى المطاحن"، حيث يقوم بهذا العمل منذ عشر سنوات، "اعتاد الناس التموين والتخزين قبل حلول الشتاء، وهذا النمط اعتمده الأجداد والأهل، فهو يوفر عليهم الخروج أيام الشتاء الباردة".
ويضيف "كثير من الزبائن يأتون لشراء كميات من المواد التموينية التي يكثر الطلب عليها شتاء؛ مثل العدس والفول والحمص والفريكة والفصولياء البيضاء، فهذه طبخات شهية تمد الشخص بالطاقة والسعرات الحرارية الضرورية".
وتشير الموظفة مها درويش (38 عاما) بقولها "مع اقتراب أيام الشتاء تلجأ الكثير من النساء إلى إعداد مونة المنزل، وهذا يرتبط بمواعيد محددة، فتستغل الوقت الذي يكثر فيه إنتاج الخضراوات فتقوم بتجفيفها أو تخليلها أو تفريزها، وهذا يعتمد على كل نوع وما يصلح معه من أساليب الحفظ".
وتضيف "أتفنن بصناعة المربيات، حيث أنتهز الوقت الذي تنخفض فيه أسعار بعض أصناف الفواكه، مع العلم أنها لم تنخفض هذا العام بل زادت، لكن أسرتي اعتادت الأمر، وتقوم ابنتي ذات الاثني عشر عاما بمساعدتي في تحضيرها".
وما إن يدخل فصل الشتاء حتى تكون مونة المنزل قد تم تأمينها بالكامل، وفق درويش؛ لأن مونة الشتاء ترتبط بطقوس فصل الشتاء الذي يمتاز بالتكاسل في الخروج من المنزل، خصوصا أوقات هطول الأمطار وتساقط الثلوج.
وتستذكر السبعينية أم كمال المونة أيام زمان، بقولها "كنا نخزن البرغل والطحين والعدس والمفتول، والدبس والحلاوة، أما البندورة الخضراء فكنا نقوم بهرسها ووضعها مع زيت الزيتون في مرطبانات لحفظها، لتؤكل في فصل الشتاء، أما سيد أطعمة الشتاء القارس فهو فتات الخبز بالشاي والسمن البلدي وغمس الخبز بالحليب".
وتقول "إن المونة الشتوية تطيل العمر ويستطيع المرء تناول ألذ وأشهى المأكولات في الشتاء بعيدا عن المواد الخطرة التي تدخل في تصنيع المواد الغذائية، كما أن المأكولات؛ كالقمح والبرغل والفاصولياء، تعطي جسم الإنسان المناعة والقوة وكل الفيتامينات لتقيه من الأمراض والبرد".
أما ربة المنزل أم طلال (46 عاما)، فلديها حديقة في المنزل، وقد قامت بتقسيمها لأحواض زراعية، وزرعت بعض أصناف الخضراوات مثل الزهرة والسبانخ والفجل والبقدونس والبصل، كما زرعت بعضا من الأعشاب الطبية كالنعنع والميرمية، إضافة إلى الزعتر الذي تقوم بتجفيفه وطحنه وتخلطه مع التوابل الأخرى كالسمسم والسماق.
وتقول "من المعروف أن فصل الشتاء تكثر به الجلسات حول المدفأة، ويحتاج الجسم لسعرات حرارية لتمده بالطاقة اللازمة، لذا نسعى لتأمين المتطلبات الغذائية اللازمة لإعداد الوجبات،  في صنع المعجنات، إلى جانب بطل الجلسة (الشاي) بنكهة الميرمية أو النعنع".
وتشير خبيرة التدبير المنزلي منيرة السعيد، إلى أهمية التخزين (المونة) في فصل الشتاء، وخصوصا للمرأة العاملة التي يوفر عليها الكثير من الجهد والوقت، ونظافة الغذاء، والتكلفة الاقتصادية، فبدلا من شراء المواد بشكل أسبوعي، تتمكن الأسرة من إعداد الأطعمة المتوفرة في المنزل، بدون اللجوء للخروج من المنزل للشراء في أيام الشتاء الباردة.
وتلفت السعيد إلى ضرورة الانتباه أثناء تخزين الزيت والزيتون، فالأول يفرغ من "التنكة الحديدية" في قوارير بلاستيكية، هروبا من اللون الأسود الذي يظهر في طعم الزيت، كما يخزن الزيتون عند تجهيزه بمرطبان كبير، ثم يقسم لمرطبانات صغيرة حسب الاستخدام الأسري، وكذلك الحال للمكدوس، ويجب تخزينها في أماكن بعيدة عن الشمس والرطوبة.
وعن طريقة عمل "اللبنة المدورة"، تقول "تقوم بعض السيدات بتحضير الحليب ثم اللبن حتى الوصول للبنة، والغالبية يقمن بشراء اللبنة الجرشية التي تحضر بتدويرها على شكل كرات صغيرة وتصف بجانب بعضها بعضا مع ترك بعض الفراغات بينها، وتترك ساعتين حتى تجف، ومن ثم نضع زيت الزيتون في المرطبان حتى نصفه، ونبدأ بإسقاط القطع واحدة تلو الأخرى، فيرتفع الزيت، فنزيده تدريجيا حتى تنغمر جميع الكرات، ويتم إغلاقها جيدا".
وبحكم الإكثار من تناول البقوليات في فصل الشتاء مثل العدس والحمص والفول والفاصولياء البيضاء، تنصح بسلقها ومن ثم تصفيتها جيدا من الماء، وبعد أن تبرد توضع في علب أو أكياس بلاستيكية وتفرز، وأيضا عصير البندورة يمكن تجهيزه في المنزل وتخزينه، وهذه الإعدادات تفيد كثيرا المرأة العاملة.
أما عن تخزين المربيات مثل التفاح والسفرجل والتين والفراولة والباذنجان والعنب والبلح، فيمكن تحضيرها ومن ثم تخزينها في مرطبانات بكميات معنية حسب استهلاك الأسرة، وتشير إلى تحضير هذه الأطعمة في مواسمها وعند انخفاض أسعارها، فيمكن لربة المنزل شراء كمية منها ومن ثم عمل المربى المفضل للعائلة.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك