وكالة كل العرب الاخبارية:
باتت سورية بلا أسلحة كيميائية بعد ختمها بالشمع الأحمر، على ما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية امس، موضحة ان مفتشيها الموجودين في سورية وضعوا أختاما على كل المواد والاسلحة الكيميائية الحكومية.
وقال المتحدث باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية كريستيان شارتيه في لاهاي حيث مقر المنظمة "ان جميع مخزونات المواد الكيميائية والاسلحة الكيميائية وضعت لها أختام يستحيل كسرها".
وتقدر كمية المواد والأسلحة الكيميائية في سورية بأكثر من ألف طن.
في المقابل، لم تصل الجهود الدولية الهادفة إلى عقد مؤتمر لإيجاد تسوية سياسية في سورية والتي يقودها مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي الموجود حاليا في دمشق، إلى خواتيمها السعيدة بعد. لكن مشاركا في اجتماعات لندن الاسبوع الماضي قال: "إننا أكدنا لرئيس إئتلاف المعارضة أحمد الجربا أنه تم التوصل إلى تفاهم مع الروس على أن تفرز محادثات جنيف هيئة حاكمة انتقالية تتمتع بسلطة كاملة على الجيش وأجهزة الأمن وعلى أنه لن يسمح للأسد بالاحتفاظ بالسلطة بموجب أي مواد خاصة. لكن مصيره لن يناقش على وجه التحديد في جنيف".
وأوضح هذا المشارك محاولا التهوين من أهمية موقف الجربا الرافض لاي دور مستقبلي للرئيس بشار الاسد : "كان يخاطب أنصاره وموقفه العلني يختلف عما قاله لنا في اجتماعات خاصة".
وحتى اذا شارك الجربا فهو لا يملك اي سلطة على ألوية المعارضة التي تقاتل للاطاحة بالاسد. ورفض كثير من تلك الالوية أي مفاوضات لا تركز على الاطاحة بالاسد وقالت انها ستتهم أي شخص يشارك فيها بالخيانة.
وقالت مصادر بالمعارضة ان الجربا الذي يتمتع بدعم السعودية سافر الى المملكة في الايام الماضية لمقابلة الملك عبد الله بن عبدالعزيز. وسيرأس الجربا اجتماعا للائتلاف في اسطنبول في التاسع من الشهر الحالي، لبحث اتخاذ موقف بخصوص محادثات جنيف.
وقال مسؤولون عرب وغربيون ان من المستبعد أن تفي القوى الدولية بهدف عقد محادثات للسلام في سورية في جنيف الشهر المقبل مع ظهور خلافات بين واشنطن وموسكو بخصوص تمثيل المعارضة.
وأبلغ المسؤولون أن من المتوقع أيضا أن يساهم فشل الائتلاف الوطني السوري المعارض في اتخاذ موقف واضح من المحادثات في تأجيلها قرابة شهر.
وقال مسؤول يشارك في الاعداد للمحادثات :"سيزيد وضوح الصورة عندما تجتمع الولايات المتحدة وروسيا الاسبوع القادم لكن جميع المؤشرات تبين أن من الصعب الوفاء بهدف 23 نوفمبر".
ومن المقرر ان يجتمع مبعوثون من الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء القادم في اطار الاعداد للمؤتمر الذي اقترحته واشنطن وموسكو في ايار(مايو).
وقال المسؤول ان من بين نقاط الخلاف الرئيسية دور ائتلاف المعارضة وهي نقطة اشتد الخلاف عليها منذ اجتماع في لندن الاسبوع الماضي بين الدول الغربية والعربية المعارضة للاسد.
وأعلن المجتمعون أن محادثات جنيف يجب أن تكون بين وفد واحد للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة ينبغي أن تكون القيادة فيه للائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.
ويواصل الموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي لقاءاته في دمشق حيث التقى أمس شخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
ويتردد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في المشاركة في مؤتمر جنيف مطالبا بضمانات حول تمحوره على عملية انتقالية تنتهي برحيل الرئيس السوري. ويرفض النظام مجرد التطرق الى مسألة رحيل الرئيس.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر الاربعاء من احتمال فشل مؤتمر جنيف-2 حول سورية، معتبرا ان الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد بالقوة سيشكل "تهديدا هائلا" للمنطقة.
وتعتبر روسيا الائتلاف مجرد جزء من المعارضة واقترحت أن تمثل المعارضة بعدة وفود بما في ذلك شخصيات مقيمة في دمشق تقبل بها الحكومة.
وتبنى الموقف نفسه حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة الذي قال عقب اجتماع مع المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي في دمشق ان الوفود يجب أن تشارك كجزء من "معارضة وطنية سورية" موحدة وليس تحت لواء الائتلاف.
وقال مسؤول غربي :"استشاط الروس غضبا من الموقف القوي الذي اتخذ في لندن ولأن البيان الختامي استجاب لكثير من مطالب الائتلاف".
تقدم للجيش السوري شرق حلب
احرزت القوات النظامية السورية امس تقدما على الارض في مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات اخرى تابعة لوزارة الدفاع، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني "تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في الجهة الشرقية من مدينة السفيرة وسط تقدم للقوات النظامية وسيطرتها على مناطق جديدة في المدينة".
ومنذ الاسبوع الاول من تشرين الاول/اكتوبر، تدور اشتباكات عنيفة في منطقة السفيرة وجوارها تخللتها عمليات كر وفر واقتحامات وانسحابات لطرفي النزاع.
واشار المرصد الى ان قوات النظام "تحاول استعادة السيطرة على كامل المدينة الاستراتيجية القريبة من معامل الدفاع وطريق سلمية - حلب".
ويسيطر مقاتلو المعارضة على السفيرة منذ اكثر من سنة.
وتقع مدينة السفيرة على مقربة من معامل الدفاع التي تنتج اسلحة وسلعا مختلفة، وهي تابعة لوزارة الدفاع السورية. كما يرجح انها تضم مخازن للاسلحة الكيميائية.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، ان قوات النظام سيطرت على القسم الجنوبي من المدينة وكانت تتقدم باتجاه وسطها.
كما تقع السفيرة الى جانب طريق سلمية (في محافظة حماة في وسط البلاد) -حلب التي تعتبر طريق الامداد الرئيسي لقوات النظام الى مدينة حلب التي يتنازع السيطرة عليها النظام والمعارضة المسلحة.
في ريف دمشق، سقطت قذائف هاون عدة في محيط ساحة السيوف في مدينة جرمانا ما ادى الى مقتل امرأتين وسقوط عدد من الجرحى، بحسب المرصد.